أكد أنه توجد وفرة في المواهب القادرة على النهوض بالأغنية المحلية

محمد المنهالي: شركات الإنتاج سبب تأخر انتشار الفنان الإماراتي

منذ بداية انطلاقته الفنية، يحرص الفنان الإماراتي، محمد المنهالي، على الالتزام بخط محدد، رسم ملامحه وخطوطه العريضة من منطلق حرصه على تعزيز حضور الأغنية الإماراتية، وسعيه لإيصالها إلى أكبر شريحة من الجمهور المتذوق للفن الأصيل، رغم الصعوبات التي تعترض ذلك.

مع الأصالة دوماً

أعرب محمد المنهالي عن سعادته بالمشاركة في البرامج التراثية وتقديم أغانيه، مضيفاً: «أشعر بالسعادة لمشاركتي في البرامج التي تحيي الأصالة والتراث، وأعتبر مشاركتي الأخيرة في برنامج (راعي الشلات) على قناة (سما دبي)، مهمة في هذا المجال، فالبرنامج فرصة لاكتشاف المواهب في فنون الموروث الشعبي الإماراتي الأصيل».

المرتبة الأولى

رفض المنهالي تقييم مكانته الفنية بين مطربي جيله، مؤكداً أن مهمته تكمن في المحافظة على مكانة الأغنية الإماراتية، وقال «ستظل الأغنية الإماراتية في المركز الأول بالنسبة لي، لكن هذا الأمر لا يمنعني من تقديم الأغاني الخليجية المتنوعة التي أقدمها في مختلف حفلاتي، لكنني أعود وأؤكد أن التراث الإماراتي سيظل في المرتبة الأولى لي».

هدية العيد

يسعى المنهالي إلى طرح أغنية جديدة في أول أيام عيد الفطر المقبل، مضيفاً «لدي هذا العام مجموعة من الأغاني الجديدة التي سأهدي إحداها لجمهور الإمارات في العيد».

ويؤكد المنهالي، في حواره مع «الإمارات اليوم»، أن الأغنية الإماراتية لاتزال تعاني عوائق الإنتاج، مقابل وفرة المواهب الفنية الجديدة والأصوات القادرة على إيصال رسالة الفن الإماراتي والنهوض به إلى آفاق أرحب، معتبراً عتبة الإنتاج من أبرز وأهم المعضلات المسؤولة عن قلة انتشار الفنان المحلي في هذه الفترة، ويوضح: «يسهم غياب شركات الإنتاج الإماراتية، بشكل كبير، في تأخر مسيرة الفنان المحلي، وأتحدث في هذا النحو عن موضوع الانتشار، انطلاقاً من خبرتي الشخصية، وما أعانيه يومياً في هذا المجال، الشيء الذي جعلني أسعى في أغلب الأوقات إلى إنتاج أعمالي الفنية بجهود شخصية، وبالتالي تجسيد نوع من الوجود الدائم على الساحة الفنية».

ويتابع المنهالي «أنا مسؤول عن كلامي، إذ لا توجد شركة إنتاج إماراتية واحدة تتولى تلك المهمة، لهذا السبب أحاول دوماً الوجود على الساحة عبر إنتاجات خاصة تبقيني على صلة بفني وجمهوري».

ويتساءل الفنان الإماراتي: «أليس من الغريب أن يضم رصيدي اليوم أكثر من 79 أغنية وأظل غير قادر إلى اليوم على تقديم ألبوم غنائي تتولى إنتاجه شركة محددة؟ هذا في حد ذاته يطرح العديد من الاستفهامات التي تنتظر الرد».

ويلفت المنهالي إلى خياراته الانتقائية ومزاجه العالي في اختيار الكلمة الجميلة واللحن، وحتى التوزيع الموسيقي المناسب: «مع احترامي لبعض الخيارات الفنية الموجودة حالياً، لكنني لا أستطيع تقديم كلمات لا تناسبني، وكثيراً ما يُعرض علي لحن مناسب لكلمات أجدها عادية، وأستغرب من بعض الأغاني (الضاربة) التي تحقق نجاحات كاسرة رغم افتقارها إلى الجملة الموسيقية أو اللحنية المتجددة، والكلام الشعري الراقي، وأعتقد أن ذائقة الجمهور تتغير باستمرار، لكنني أهتم دوماً بالمحافظة على مستوى معين لأعمالي يجعلني راضياً عن تقديم ما أراه مناسباً لمسيرتي الفنية».

تقصير

بعيداً عن هموم الأغنية، وعوائق انتشار الفنان الإماراتي، يرى المنهالي أن من واجبه المحافظة على اللون الغنائي الذي يتصدى لتقديمه، وعدم تناسي أهمية تقديم أغانٍ خليجية وعربية، مضيفاً: «أعترف بأنني مقصر في هذا المجال، ولم أقدم حتى الآن أغنية خليجية أو عربية خاصة بي، لكنني سأسعى إلى هذا الأمر في الفترة المقبلة من خلال عمل فني يحمل اللون العربي، ويتناسب مع إمكاناتي الصوتية وقناعاتي الفنية المحددة، المرتبطة باللحن والكلمة الجميلة».

وعن الحفلات الغنائية والفنية المختلفة والوجود فيها، يقول المنهالي: «يؤسفني عدم دعوتي للمشاركة، ولن أتحدث هنا عن إقصاء الفنان الإماراتي، لأنه من الأجدر طرح هذه الأسئلة على متعهدي الحفلات ومنظمي الفعاليات في مختلف إمارات الدولة، وسؤالهم عن سر غياب الفرص المطروحة للمطربين الإماراتيين الشباب، والأصوات المحلية الجديدة في كل حفل فني تتم إقامته، سواء في مناسبة وطنية أو احتفالية، وأنا أعرف جيداً كما يعرف كثيرون في هذا الوسط أن هناك أصواتاً جميلة تترقب الفرص للانطلاق نحو النجومية»، هذه الصراحة في التعاطي مع عوائق الوسط الفني المحلي، تقود إلى سؤال عن التقصير الإعلامي للفنان، وسعيه لتقديم موهبته عبر الإنتاج الخاص، وعدم تركيزه على الخيارات الخارجية أسوة بعدد من الفنانين الذين نجحوا في تخطي عتبة المحلية، والانتشار على الصعيدين الخليجي والعربي، سؤال يسارع إثره المنهالي بالتوضيح: «ربما أكون مقصراً، لكنني موجود في المقابل بإنتاجاتي الجديدة التي أقدم جزءاً منها على وسائل التواصل الاجتماعي، سعياً مني إلى التعريف الدائم بأعمالي ونشاطاتي الجديدة التي كان آخرها إصداري، منذ أسابيع قليلة، أغنية (خلك مكانك) من كلمات الأصيل، وألحان البحر».

وبشيء من التفاؤل، يتحدث المنهالي عن منصات «السوشال ميديا» التي فتحت - حسب رأيه - آفاقاً جديدة للفنان، وأتاحت له التواصل المباشر مع الجمهور، والاطلاع على آرائه وردود أفعاله وتعليقاته المختلفة.

ويضيف: «أحرص من خلال حسابي على (إنستغرام) على نشر آخر أعمالي وأنشطتي الفنية، ولدي جمهور يتابع إنتاجاتي ويقيّمها وينتقدها، وهذه تجربة مثرية ستسهم دوماً في تطوير ما سأقدمه من أعمال قريباً، وهناك الكثير من المتابعين الذين لم يتعرفوا إلى موهبتي عبر الشاشة، وإنما عبر (إنستغرام) ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، وهذه مفارقة مهمة لابد من الإشارة إليها لأنها منصة رقمية تزداد أهميتها يوماً بعد يوم».

تويتر