17 قارباً على طول متنزّه السيف

«بيولاند بوتيك».. أول سوق عائمة في خور دبي

صورة

على مياه خور دبي، وبين وجهي دبي: التراثي والعمراني الحضاري، تفتتح قريباً في دبي أول سوق عائمة على ضفة خور دبي. وتعد هذه المنصة المؤلفة من 17 قارباً على شكل عبرات صغيرة، أول منصة بيع وتسوق عائمة في الشرق الأوسط، أسستها الشيخة ميثا بنت حشر آل مكتوم، تحت مفهوم «بيو» الإبداعي، بالتعاون مع شركة مراس، وتحمل هذه السوق عنوان «بيولاند بوتيك»، وتضم بضائع متنوعة تبدأ من الأزياء، لتصل إلى مفهوم الاسترخاء، وكذلك الطعام، جامعة بين الفن والتسوق والمرح في آنٍ.

ميثا بنت حشر آل مكتوم:

«حاولنا من خلال السوق الدمج بين الماضي والحاضر، وحرصنا على إيجاد منصة للمصمّمين من الإمارات والدول المجاورة، تقدّم منتجات معاصرة لا يتوقعها الزائر».


شارع السيف

يعتبر مرسى السيف من أهم الوجهات المائية في دبي، فهو يتميز بالطابع التراثي، الذي يحاكي حياة أهل دبي في خمسينات القرن الماضي. وتمتد هذه الوجهة السياحية، التي أطلقتها «مراس» على مسافة تزيد على 1.8 كيلومتر، وتضم ثلاثة فنادق، بنيت على طراز الأبنية القديمة، بالإضافة إلى وجود المحال التجارية، والمطاعم والمقاهي. ولعل أبرز ما يميز هذه المنطقة، رغم حداثة إنشائها، الطابع التراثي الذي يأخذ الزوار في رحلة إلى الزمن القديم بكل أشكال الحياة فيه، فيختبرون السكن في هذه الأماكن، وكيف كان الناس يعيشون بالقرب من الأسواق التقليدية الشعبية.

وتتميز القوارب، التي تمتد على منتزه السيف، والتي استغرق تجهيز ديكوراتها ثمانية أشهر، بكونها تمثل تجربة سياحية متميزة لا تنسى، فهي تمثل خطوة قوية في قطاعي السياحة والتجزئة، خصوصاً أنها تقدم لمحة عن تاريخ دبي، وتكشف النقاب عن الازدهار والبنية التحتية الحالية، وكل ما يقدم في الإمارة من أفكار مبتكرة ومتجددة. وتحمل القوارب الخشبية اللون، والمصممة من الداخل على شكل صناديق يمكنها أن تتسع للكثير من البضائع، عبق الماضي، وتراث الإمارات، بينما يقابلها في الضفة الثانية من خور دبي الوجه الحديث لهذه المدينة، المتمثل في الأبراج والمباني الشاهقة، وتفصل القوارب ممرات خشبية عائمة، تتيح التنقل بينها، والدخول إليها.

رئيسة «بيولاند بوتيك»، التي أسست المشروع، الشيخة ميثا بنت حشر آل مكتوم، قالت لـ«الإمارات اليوم»: «حاولنا من خلال السوق الدمج بين الماضي والحاضر، وقد حرصنا على إيجاد منصة للمصممين من الإمارات والدول المجاورة، كي نقدم أعمالهم». ولفتت إلى أن البضائع التي ستقدم لن تكون من تراث الإمارات، بل على العكس سيتم اختيار الفنانين والمصممين المعاصرين لتقديم أحدث إبداعاتهم في هذه السوق، كي نتوجه إلى كل السياح والزوار، بمنتجات معاصرة لا يتوقعها الزائر. وتتألف السوق من 17 قارباً، ولفتت آل مكتوم إلى وجود لائحة انتظار للمشروعات التي سيتم وضعها في السوق، مشيرة إلى أنها ستضم سبا صحياً، كل منتجاته من الإمارات بما في ذلك الملح الذي يستخدم في التدليك، كما ستضم أكثر من مطعم أيضاً، ما يجعل التجربة فريدة ومتميزة. وشددت على حرصهم على انتقاء المشاركين بعناية، بحيث يمكن للزوار الاستمتاع بالمزيج الذي يحويه المكان.

وأكدت آل مكتوم أن القوارب في هذه السوق ستكون ثابتة على المرسى، وستبقى مكانها للحفاظ على الأمان أولاً، فيما سيكون هناك قارب صغير جوّال، يمكن للزوار أن يحصلوا على رحلة به في مياه خور دبي. ونوهت بأن هذه الفكرة تطبق للمرة الأولى في الشرق الأوسط، وأن مثل هذه السوق توجد في تايلند، لكنها خاصة بالبهارات والخضار وليست على هذا النطاق، خصوصاً أن القوارب ستكون مجهزة للاستخدام طوال السنة، فهي مجهزة بالكهرباء والمكيفات، كما يحتوي كل قارب على ديكور جاهز لوضع المنتجات. وأشارت إلى أنها مفتوحة للمصممين الذين يحبون تقديم منتجاتهم، أو حتى للعلامات التي تريد أن تكون موجودة في هذه السوق. ورأت أن المشروع يستهدف المواهب الجديدة التي تبحث عن منصات لعرض أعمالها وتصاميمها، موضحة أنه سيتم العمل على استضافة منتجات من خارج الدولة.

وتوقعت آل مكتوم أن تجذب السوق السياح على نحو خاص، لأن السياح غالباً يبحثون عن الأماكن القديمة، وهذا الشارع كل ما فيه بني على الطراز القديم. ورأت أن هذا المشروع يجذب السياح ويخدم خطة 2020، ففي عام 2020 سيقام معرض «إكسبو»، وتعد هذه الأماكن من أبرز الوجهات لجذب الزوار إليها، فهي تعبر عن وجه دبي التراثي، كما أنه سيتم توحيد الأسعار في الأماكن التراثية، وهذا ما يجعل الناس تتوزع على هذه الأماكن، دون أن يكون هناك تركز في منطقة أكثر من الأخرى، ولفتت إلى أنهم إلى جانب عرض البضائع، سيحرصون على إقامة الفعاليات في السوق، ومنها عروض الأزياء على الممرات الخشبية التي تتقدم القوارب، وتفصل بينها.

تويتر