أبواب

ترتيب الطقم الداخلي

أحمد حسن الزعبي

أعتقد أن المرء بحاجة إلى إجازة من العيد نفسه، حيث لا تعتبر إجازة العيد إجازة بالمفهوم العملي وإنما عمل رسمي موازٍ.. في اليوم الأول تقضيه كاملاً في المعايدات على الأهل والأقارب وإجراء المكالمات والرد على الوارد منها، في اليوم التالي يقوم الأهل والأقارب بردّ الزيارة وتمضي سحابة نهارك وعتمة ليلك وأنت استقبل وودّع وهنّأ وشكر، اليوم الثالث مخصص للأقارب والأصدقاء من المناطق النائية وزملاء العمل، واليوم الرابع هو دوام رسمي حسب تاريخ انتهاء العطلة المحدد مسبقاً.

أنا لست بحاجة للجلوس مع عائلتي فحسب، أنا الآن بأمس الحاجة للجلوس مع أعضائي الداخلية، يعني بمعنى آخر أرغب في جلسة مغلقة مع المعدة أحاول أن أعيد لها الذاكرة أن الصباح يعني إفطار، الظهر غداء، والليل عشاء، بعد أن تغيّر نظام عملها كاملاً، يعني سأحاول أن أفهمها بالرفق واللين أن علينا أن نعود كما كنا نجوع في الأوقات الثلاثة المعتادة، ومن غير المنطق أن يطرق الجوع جدرانها عند الساعة الثالثة فجراً كما كانت، خلاص السحور كل عام وأنت بألف خير سنغلّفه للعام المقبل.. الموضوع لا يتعلّق بالمعدة وحدها، بعيد العيد تحتاج إلى ترتيب كل أعضاء الجسم من جديد، وتوزيع المهام من جديد، والإشراف على سير العمل حتى تضمن أن كل شيء على ما يرام.. اليوم مثلاً لدي موعد مع دماغي وجلسة استتابة أخيرة.. يجب أن يعود النوم إلى رفوف الجفون كما كان قبل شهر عند الساعة الثانية عشرة والاستيقاظ عند الثامنة، لن أتمكن من السهر كما كنت حتى مطلع الفجر والنوم حتى أذان الظهر.. تلك الفترة انتهت.. لذلك إذا طاوعني عقلي بما أطلبه منه كان به، وإذا لم يطعني سأضطر إلى تغيير البرمجة كاملة.. «فرمته» وتنزيل «ويندوز» جديد.. حتى ينسى كل «الكاش والكوكيز والروابط المستخدمة» الموجودة في الأرشيف المؤقت.

بقي الهم الأكبر، الأولاد والعطلة الصيفية ومواقيت نومهم وصحوهم التي غالباً ما ستكون خارج السيطرة.

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر