المسلسل يستوعب في جزئه السادس 55 فناناً نصفهم ضيوف شرف

«طماشة».. 40 دقيقة «سعادة» بعد الإفطار

البعد عن المبالغات واعتماد البساطة واللجوء إلى كوميديا الموقف وليس اللفظ.. بعض ملامح «طماشة». من المصدر

في هذا الموسم تحديداً، تغلبت أسرة «طماشة» على نفسها، لينفرد المسلسل، الذي حافظ على إطلالته الرمضانية المتتالية على شاشة تلفزيون دبي، بأطول مسلسل درامي إماراتي متعدد الأجزاء، وهو الوصف الذي كان يتشاركه مع «حاير طاير»، الذي توقف تماماً قبل أن يرى الجزء السادس النور.

حالة الالتفاف اليومية حول «طماشة»، وحجم التغريدات والمتابعات التي يحصدها المسلسل في وسائل التواصل الاجتماعي، تعضد حقيقة أن ما تحقق للعمل هذا العام، أبعد من الإنجاز الكمي المرتبط بعدد الأجزاء، من خلال تكريس خبرة إنتاجية وفنية رفيعة، لمصلحة الوصول إلى عمل يُبني على ما تحقق له في السنوات الماضية، ليعود من منافسة قوية خاضها مع مسلسل «خيانة وطن» العام الماضي، بصيغة أقوى، وإصرار أكبر على تصدر اهتمامات متابعي الدراما المحلية في رمضان.

• حلقات ضيوف الشرف جاءت بمثابة تجديد لدماء الأداء التمثيلي، ومناسبة لاستيعاب مزيد من أنماط الشخصيات المطروحة.


قضايا متغيرة

ما بين الجزأين الأول والسادس من «طماشة»، قضايا طرحت مسبقاً، لكن إشكالياتها ومعالمها قد تغيرت، وهذا ما يوضحه طرح الكاتب، سلطان النيادي، الذي سبق أن تناول قضايا «الخدم»، و«الكفيل النائم» و«وسائل التواصل الاجتماعي»، لكن طرحه المعاصر اكتسى بتحديات اللحظة الراهنة، ليؤكد عبر نصوصه الجديدة أن المواجهات والحلول أيضاً يجب أن تتطور، بتطور التحديات.

وفي قضية الكفيل النائم، واستغلال أموال الكفالات الخاصة، أبرز النيادي في نصه جرم «خيانة الوطن» عبر انتهاج اللامسموح به قانوناً لتحقيق مآرب خاصة، في حين طرق باباً جديداً في مخاطر الاستخدام السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي، المرتبط باقتحام خصوصيات الأفراد والأسر.


ثوب جديد

من الممكن أن يوصف «طماشة 6» بأنه محاولة لتقديم جابر نغموش في ثوب درامي جديد، بشرط ألا يتم اختزال الجهد الذي تم بذله خلالها في هذا الإطار، إذ أفسحت النصوص أدواراً رئيسة عدة للممثلين، خصوصاً ضيوف الشرف، إلى جانب بطلها الرئيس.

وللمرة الأولى يُسند إلى نغموش دور «الشاعر»، في غمار قضية عصرية لم يتم الالتفات لها في الدراما المحلية بالشكل الكافي، وهي عزلة المثقف، وعدم حصوله على التقدير المناسب.

كما تخلى نغموش عن أضواء الدور الرئيس لصالح الفنان أحمد الجسمي، الذي حل في حلقة مستعيناً باثنين من أسرة «عجيب غريب»، هما مروة راتب وأمل محمد، بالإضافة إلى الفنان عبدالحميد البلوشي.

وعلى الرغم من جدية وتنوع قضايا «طماشة» إلا أن جرعة التفاؤل التي يمد بها المسلسل مشاهديه يومياً، عبر سهولة الطرح، والتركيز على الحلول، والنصف المملوء من الكوب، يجعل عرضها على شاشة دبي الأولى، بمثابة موعد يومي مع سعادة منبثقة من متعة المشاهدة، عبر متابعة تمتد لنحو 40 دقيقة تقريباً بعد الإفطار.

نجوم

أكثر من 55 فناناً من الأسماء المعروفة، نحو نصفهم تقريباً ضيوف شرف، يشاركون في العمل، الذي يضم إلى جانب نجوم الدراما المحلية، ممثلين من دول مجلس التعاون الخليجي وغيرها، خصوصاً من مصر وسورية، ما يعني أن الكلفة الإنتاجية للمسلسل الذي صور معظمه هذا العام في إمارة عجمان، بالإضافة إلى دبي والعين، ربما تكون أكبر من نظيرتها في الأجزاء السابقة.

«ما لم يقل لايزال كثيراً في طماشة»، والعمل مرشح للذهاب بعيداً في مسيرة الأجزاء، وربما لا يكون درب «طاش ما طاش»، المسلسل الخليجي الأطول بأجزائه الـ18، مستحيلاً، إذا ما نظرنا إلى طبيعة القضايا الاجتماعية المناقشة في هذا العمل، التي تعتمد بالأساس على متغيرات الحياة اليومية، وإبراز هموم المواطن والمقيم، بعرض يجمع بين جدية الطرح، وسحر الكوميديا التي تدخل قلوب المشاهدين بتلقائية، ودون ما حاجة إلى استئذان.

بساطة غير مخلة

البعد عن المبالغات، واعتماد البساطة غير المخلة في الطرح، واللجوء إلى الكوميديا التي يسوق إليها الموقف وليس اللفظ، هي بعض ملامح هذا العمل الذي اتجهت عناصره صوب التكامل، لنجد نص الفنان سلطان النيادي الذي كتب نحو 25 حلقة، بالإضافة إلى نص الكاتب الشاب سالم الخراز الذي توزعت نصوصه على خمس حلقات، يسهم في إبراز قدرات الممثلين، وكذلك مواقع التصوير الداخلية المختارة، والمؤثرات الصوتية، وغيرها، وهي المفردات التي أجاد استثمارها المخرج البحريني، مصطفى رشيد، الذي أصبح ضالعاً بخصوصية الدراما المحلية، سواء عبر تعاونه مع شركة «جرناس» أو «ظبيان» للإنتاج الفني، وغيرهما.

ومع المحافظة على قوام أسرة العمل التي تضم، بالإضافة إلى الفنان سلطان النيادي مشرفاً عاماً على العمل وكاتباً لمعظم الحلقات، والفنان جابر نغموش، البطل الذي يلعب معظم الأدوار الرئيسة المتغيرة في العمل، وأيضاً سعيد السعدي، مدير إدارة الإنتاج، وعادل عبده حمرا، الذي يبقى بالإضافة إلى أدواره التمثيلية، بمثابة همزة الوصل بين الجميع، كمدير للعلاقات العامة، وغيرها من المهام التي يشغلها بالأساس العاملون في شركة «ظبيان»، باعتبار «طماشة» العمل السنوي الرئيس والوحيد للشركة هذا العام، ووجود قائمة طويلة من النجوم كضيوف شرف، إذ ألزم العمل نفسه باستيعاب وجوه شابة عدة.

وجاءت حلقات ضيوف الشرف بمثابة تجديد لدماء الأداء التمثيلي، ومناسبة لاستيعاب مزيد من أنماط الشخصيات المطروحة، ليصبح العمل بالفعل متخماً بالنجوم، ومنهم أحمد الجسمي ومازن الناطور وبدرية أحمد ونشوى مصطفى وفاطمة الحوسني ومحمد سعيد وبلال عبدالله وسيف الغانم وناجي خميس ومحمد العامري ورزيقة طارش، جنباً إلى جنب أسماء شابة مثل مروة راتب وأمل محمد وشيخة البدر وغصون الطحان وغيرهم.

تويتر