يفضل متابعة أعمال الآخرين.. ولايشاهد مسلسلاته أبداً

منصور الفيلي: «علب الكبريت» سرقت رمضان الفريج

صورة

بلهجة أقرب إلى الحنين يفتح الفنان الإماراتي منصور الفيلي، أبواب الذكريات ونوافذ الشوق إلى أيام رمضان قديماً، الذي ارتبط في ذاكرة الفنان بفترات الزمن الجميل، الذي عرف ذكريات بيوت الفريج المفتوحة للأهل والضيوف بكرم وسخاء أصحابها وتراحمهم الذي ينأى بهم اليوم عن مظاهر الحياة العصرية التي باتت بيوتها شبيهة بـ«علب الكبريت» الموصودة على أصحابها، على حد تعبيره، متوقفاً عند طقوس الشهر الفضيل بين اليوم والأمس وألق الاجتماعات العائلية ومجالس الأصدقاء وسمر السهرات الرمضانية، التي تجمع الجيران على اللقمة الواحدة والمودة الخالصة.

نشاطات يومية

حول الأجواء الرمضانية وكيفية استقبال الشهر الفضيل ومجموعة الطقوس التي يكرّسها هذا الشهر قال الفيلي: «مرات قليلة كنت منشغلاً خلال الشهر الكريم في تصوير بعض الأعمال الفنية التي ارتبطت بها، فكان الأمر صعب التحمّل بعض الشيء بسبب كثرة الالتزامات وضيق الوقت وحرارة الطقس خلال فصل الصيف، لكن الأجواء الرمضانية تتخذ النسق نفسه تقريباً، بداية من اليوم الأول أو الثاني من شهر الصيام، حيث الجزء المتعلق بالنشاطات الصباحية الاعتيادية والالتزامات اليومية، ومن ثم المشاوير الليلية المعتادة في المسجد لأداء صلاة التراويح التي تلحقها اللمات الودية واللقاءات الليلية للسمر والترفيه مع الأصدقاء أو الأهل».

1- «على قد الحال»

يتحدث الفنان الإماراتي عن أحداث المسلسل الإماراتي «على قد الحال»، الذي تدور أحداثه في قالب كوميدي مستوحى من أجواء الثمانينات، من خلال قصة عائلة متوسطة الحال يتعرض أفرادها للعديد من المواقف والأحداث التي تكشف عن كثير من تفاصيل الحياة الاجتماعية في تلك الفترة، بقالب كوميدي طريف يرسم البسمة على وجوه المشاهدين انطلاقاً من «كوميديا الموقف» في تقديم شخصيات المسلسل الجديد.


2- محطات مهمة

بدأ منصور الفيلي مسيرته الفنية في المسرح، حيث التحق بفرقة مسرح دبي الشعبي عام 1978، مشاركاً في مسرحية «الكبار مع التحية»، بعدها شارك في العديد من المسرحيات من أبرزها: «بومحبوس في ورطة» و«دبابيس»، لينتقل بعدها إلى العمل بالتلفزيون واﻹذاعة، وقدم العديد من الأعمال، منها: «عنتر وحلوم» و«حبر العيون» و«بين قلبين» و«دبي لندن دبي»، كما شارك في أفلام عدة، منها: «حب ملكي» و«لبن مثلج» و«ضوء دامس».


3- الفيلي يقتحم «بوليوود»

في عام 1993، وبفضل إتقانه للغة الهندية التي تعلمها من خلال شغفه الكبير بالأفلام البوليوودية، تأهل الممثل الإماراتي منصور الفيلي لتجربة المشاركة في الفيلم الهندي DISHOOM الذي تم إطلاقه بدور العرض في الإمارات، ليعد بذلك أول فنان عربي وخليجي يشارك في عمل سينمائي في بوليوود، نظراً لمواصفات الدور الذي يتطلب وجه بملامح شرقية ويتحدث الإنجليزية والهندية، ليمثل الفيلي دور المحقق العربي.


• منذ 35 سنة كنا متلاحمين وبيتنا واحد، فلم يكن هناك فقير ومحتاج غير مرحب به بيننا، حتى الذين كانوا يخدمون في بعض البيوت كانوا يأكلون مع أهل البيت دون تفرقة.


• من المستحيل أن استغني عن (الثريد)، ولا أرى الطاولة من دونه، من بعده تأتي (اللقيمات) كتحلية أساسية لا يمكن أن تفارق الطاولة.

أما المشاهدات التلفزيونية للباقات الدرامية والبرامجية في ليالي الشهر الفضيل، ومدى متابعته لما يعرض له من أعمال خلال ليالي رمضان فأردف الفنان الإماراتي مبتسماً: «لست عامة من الفنانين الذين يتابعون أعمالهم في رمضان، وأفضل دائماً متابعة أعمال أخرى لفنانين وزملاء آخرين، أما مسلسلاتي فإنني في الحقيقة لا أشاهدها أبداً»، نافياً في الوقت نفسه التركيز الخاص على الدراما الرمضانية المحلية معلقاً بالقول: «أحاول قدر الإمكان أن أنوع مشاهداتي في رمضان لأقسمها بين متابعة المسلسلات المصرية والسورية والعربية بشكل عام، مع بعض التركيز الخاص أحياناً على الدراما الخليجية».

طقوس ثابتة

لا يغفل منصور الفيلي الحديث عن نصيب الأسرة والزيارات العائلية التي يعتبرها جزءاً أساسياً من طقوس الشهر الفضيل الثابتة، حيث يقول: «لدينا بشكل عام في العائلة طقوس ثابتة، سواء في رمضان أو خلال بقية أيام العام، إذ نلتقي بشكل دوري كل يوم خميس في بيت إحدى أخواتي، ونجتمع يوم الجمعة في بيت أختي الثانية، أما السبت فنلتف دوماً حول مائدة الأخت الثالثة، ما يجعل لقاءاتنا العائلية وتواصلنا الدائم خارجاً عن المناسبات الخاصة، أو مرتبطاً بفترة معينة من السنة مثل شهررمضان»، وأضاف: «في رمضان تكون لدينا فسحة مفتوحة للانتقال بين مجالس الأصدقاء بشكل نحاول أن ننوع فيه الأماكن كل مرة، كما لا أفوت فرصة المشاركة والحضور في اللقاءات والفعاليات الاجتماعية والفنية، التي تنظم خلال فترات المساء بعد الإفطار، لأنني اعتبرها بمثابة الفسحة المناسبة والمثرية للنقاش وتبادل الآراء والأفكار».

مائدة عامرة

وعن ألق المائدة الرمضانية والأطباق الشهية المتنوعة، التي تزخر بها كل يوم، والأنواع التي لا يستغني عنها الفيلي خلال شهر الصيام قال: «من المستحيل أن استغني عن (الثريد)، ولا أرى الطاولة من دونه، من بعده تأتي (اللقيمات) كتحلية أساسية لا يمكن أن تفارق الطاولة، واعترف أن لدي مزاجاً ثابتاً في تناولها بعد الأكل، إذ احبذها دوماً طرية ومحلاة بدبس التمر وليس العسل».

وأضاف الفيلي: «من الصعب عليّ الاستغناء عن الطقوس الرمضانية اليومية في الإمارات، ومازلت إلى اليوم أتذكر المرات القليلة التي ابتعدت فيها عن البيت بسبب السفر، والمعاناة الحقيقية التي ارتبطت بهذه التجارب في رمضان، مثل رحلتي إلى بلغاريا وما عانيته من غياب لأي مظهر من مظاهر الشهر الكريم، وقتها حملت معي اللبن والتمر إلى المسجد على أمل أن أجد رفيقاً يشاركني فرحة الإفطار، لكنني لم أوفق في إيجاد أثر أي شخص أتبادل معه هذه التجربة»، وأوضح: «كانت تجربة نفسية مؤذية بكل المقاييس افتقدت فيها أجواء الإفطار الرمضاني في بيتي مع الأهل والعائلة، وأجواء الصحبة الليلية الرائقة للأصدقاء».

ذكريات لا تُنسى

حول ذكريات الطفولة وتفاصيل الأجواء الرمضانية القديمة قال الفيلي: «رمضان زمان كان أحلى بكل تفاصيله اليومية، ابتداءً من ألعابنا ونحن صغار نجوب الأزقة المجاورة لبيوتنا في الفريج ببيوته المفتوحة للزائرين على مدار اليوم، إلى ألق ساعات الإفطار الذي كان يفاجئنا فيها آذان المغرب فنركض لأول بيت يعترضنا فنحصل على ما تيسر من الطعام»، وتابع: «كنا نسكن منطقة النخيل في دبي بالقرب من فريج المرر بين السبخة (نايف) وبرج النهار، وكان الفريج آنذاك منطقة مفتوحة ومكونة من بعض البيوت البسيطة ذات البناء المتواضع المكون من سعف النخيل». ولفت: «لم يكن هناك فرق بين جار وآخر، وكانت القلوب متصافية والمودة مكشوفة في الملامح، أما اليوم، فقد أصبحت العمارات شاهقة وصعبة المنال وأبواب شققها مغلقة للأسف في وجه زوارها، ما يشعرك بنوع من الغربة التي بات فيها الناس يسكنون (علب كبريت) حقيقية، وهو الإيحاء ذاته الذي يخالجني كل مرة أمر فيها أمام هذه البنايات العالية ذات الطوابق اللامحدودة».

وختم منصوري الفيلي حواره الرمضاني مع «الإمارات اليوم» قائلاً: «منذ 35 سنة كنا متلاحمين وبيتنا واحد، فلم يكن هناك فقير ومحتاج غير مرحب به بيننا، حتى الذين كانوا يخدمون في بعض البيوت كانوا يأكلون مع أهل البيت دون تفرقة، كما كان لشهر رمضان الكريم روحانية عجيبة ورحمة ومودة استثنائية تجمع الأهل والجيران على قلب واحد».

تويتر