«القلب الكبير» تقيم «تحدي البرد» من أجل «قلوب دافئة»

10 دقائق في الجليد من أجل أطفال حلب

صورة

«10 دقائق فقط تقضيها في درجة حرارة ست درجات تحت الصفر هي كل ما هو مطلوب من أجل التضامن مع معاناة أطفال حلب، ضمن حملة (قلوب دافئة)، وبعدها نأمل أن نرى تجربتكم في وسائل التواصل الاجتماعي»، هكذا جاءت الدعوة من مؤسسة «القلب الكبير» الإماراتية، موجهة للإعلاميين، هذه المرة، وليس لنجوم الفن، والمشاهير.

«سلام يا صغار»

بعد الحديث الذي انتقل من الداخل قاسي البرودة إلى الخارج الدافئ، مع ممثلة مؤسسة «القلب الكبير»، سارة السويدي، تساءلت «الإمارات اليوم» عن شعار «سلام يا صغار» الذي زين الملصق الدعائي للحملة، لكنها أشارت إلى أنه مرتبط بمبادرة أخرى بخلاف «قلوب دافئة». وأضافت الشامسي: «بدأنا بالفعل نلمس التفاعل المجتمعي للزيارات الإعلامية لتلك الفعالية المرتبطة بحملة (قلوب دافئة)»، مضيفة: «مع صعوبة الوصول إلى الكثير من المناطق المنكوبة، خصوصاً في حلب والموصل، تبقى (قلوب دافئة) معلقة بما سينقله الأكثر قدرة للوصول إلى شرائح أوسع من المجتمع، وهم الإعلاميون ونشطاء وسائل التواصل الاجتماعي».

«أنا.. ألهو»

الأطفال هم البراءة في كل موقع، واللهو يبقى أسلوب حياة بالنسبة إليهم، سواء كان الأمر في مخيم لاجئين، أو في موقع أعد خصيصاً لاستقبال المتنزهين.

ومع استقبال المقهى الثلجي الذي تم إعداد درجة حرارته لتكون ست درجات تحت الصفر، لمعايشة تجربة اللاجئين السوريين، استقبل الموقع زواره الطبيعيين، الذين كان من بينهم أسرة سعودية، استمتع طفلها باللهو في الأرضية التي كستها الثلوج، ليتساءل ببراءة حينما شاهد اللقاءات الإعلامية وكاميرات التصوير التلفزيونية عن طبيعة ما نقوم به، قبل أن يجيب ببراءة على التساؤل ذاته الذي وُجه إليه: «أنا ألهو».

ولبى عدد معقول من المنتمين إلى الوسط الإعلامي دعوة المؤسسة التي أسستها سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، خصيصاً لدعم الأطفال اللاجئين، وحُدد لها ما بين الثالثة والسادسة من مساء أول من أمس، في «تشل أوت لونج»، في مركز «تايم سكوير»، في شارع الشيخ زايد بدبي، الذي ينفرد بقاعة ثلجية يتم استخدامها كمقهى فريد، يستدعي أجواء القطب الشمالي، بغض النظر عن طبيعة الطقس خارجه.

«نتمنى عدم استخدام المعطف والقفازات، والأدوات المتخصصة للوقاية من البرد، من أجل معايشة التجربة اليومية لأطفال سورية في حلب، وهم يعانون افتقاد الملابس المناسبة للطقس، ويفتقرون لأبسط وسائل التدفئة»، تنويه لم يستطع أن يلتزم به كثير من الحضور، الذين فشلت محاولات معظمهم الأولى في الوجود دقائق في القاعدة الباردة.

ولم يتمكن الإعلاميون من إتمام حواراتهم مع ممثلي الجهة المنظمة للحدث داخل القاعة، بسبب البرودة الشديدة، وكثير منهم غادر القاعة متأثراً ببوادر حالة إعياء، مفضلاً أن يستكمل عمله خارجها، في حين عجز البعض عن كتابة الملاحظات المدونة، بفعل البرودة التي كادت تُجمد أطراف أصابعه، ما جعل أيضاً عملية التصوير بالغة الصعوبة، فضلاً عن الصعوبات التقنية التي صادفت أجهزة الكاميرات.

«الإمارات اليوم» في معايشتها للتجربة رصدت أوجهاً عدة من المعاناة، التي خفف منها الإمكانات التي لا تتوافر في نظيرتها على أرض الواقع في مخيمات اللاجئين السوريين قطعاً، فالضيوف هنا يقومون بصف سياراتهم في أقرب موقع، ثم يسيرون في الردهة الداخلية (المكيفة) للمركز، قبل أن يعيشوا دقائق، يستطيعون إنهاءها في أي وقت بالخروج من القاعة الثلجية، كما أنهم يعلمون أن تجربتهم ستنتهي عند الدقيقة العاشرة، في الوقت الذي يجتهد فيه العاملون بالموقع في تقديم أكثر المشروبات الساخنة نجاعة في كسر الشعور بالبرودة، فضلاً عن لجوء الغالبية بالأساس لملابس ثقيلة، صممت خصيصاً للوقاية من البرودة الفائقة. وقالت منسقة الحملات التسويقية لمؤسسة «القلب الكبير»، سارة الشامسي، لـ«الإمارات اليوم»: «هدفنا من دعوة الإعلاميين لهذا الحدث إيصال حقيقة معاناة الأطفال اللاجئين في حلب تحديداً، في هذه الأجواء القاسية من الطقس السيئ، وضرورة تقديم يد العون لهم، من خلال التبرعات لتوفير ما يقيهم هذه الظروف الصعبة».

وأضافت: «ليس لدينا أنجع من قدرة وسائل الإعلام لإيصال الحقيقة، لاسيما أن الإعلام الإماراتي مشهود له بالإلحاح، والسعي الدائم في إنجاح شتى المبادرات الخيرية والإنسانية التي تشارك بها الدولة».

وقالت سارة السويدي المشرفة على حملة «قلوب دافئة» إن التجاوب الذي وجدته الحملة من وسائل الإعلام المحلية يؤكد وعي هذا الإعلام، وقدرته على أن يكون عنصراً فاعلاً في مختلف القضايا ذات الطابع الخيري والإنساني، وتحفيز أفراد المجتمع من أجل المشاركة الفاعلة في هذه الحملة وسواها.

وتوقعت السويدي أن يُلقي الوجود الإعلامي بظلاله على مختلف مبادرات «القلب الكبير» في المرحلة المقبلة، مضيفة: «يعاني أطفال سورية، وأيضاً أطفال الموصل، الذين ضمتهم الحملة أخيراً، أوضاعاً كارثية، لا يدري تفاصيلها الكثيرون، والإعلام النزيه، صاحب المسؤولية والرسالة المجتمعية، وحده القادر على نقل حقيقة الأوضاع، لذلك فإن معايشة جانب من جوانب المصاعب اليومية التي يعانونها من قبل ممثلي وسائل الإعلام، من دون شك سيكون له أكبر الأثر في إيصال الصورة أقرب ما تكون إلى الحقيقة».

 

تويتر