تجربتهم في «جناح الإمارات» غيّرت رؤيتهم للحياة

شباب سفراء في «بينالي البندقية»

صورة

العديد من الفرص والمجالات التطوعية تتيحها دولة الإمارات للشباب، من أجل اكتساب الخبرة والتعامل مع مواقف وموضوعات متنوعة تنمّي لديهم الشخصية القيادية والمبتكرة. وتمثل مشاركات دولة الإمارات في بينالي البندقية للفنون أو بينالي البندقية للعمارة، في دوراته المختلفة، واحدة من الفرص المهمة التي أتيح للشباب، من المواطنين والمقيمين، المشاركة فيها والاستفادة منها، وذلك من خلال «برنامج التدريب في البندقية»، الذي يقدمه الجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة في بينالي البندقية.

تصف نورة السركال تجربتها في «بينالي البندقية» بأنها فاقت التوقعات، سواء من حيث فائدتها أو استمتاعها بالتجربة، لافتة إلى أنها شاركت في بينالي البندقية للعمارة في 2014، حيث أسند إليها وإلى فريق عمل الشباب المتطوعين مهمات إدارة جناح الإمارات بالتناوب في فترتي الصباح والمساء، واستقبال الجمهور وتقديم شرح وافٍ عن الجناح لهم.

مشاركات متتالية

منذ مشاركته الأولى في «بينالي البندقية» في عام 2009، احتضن الجناح الوطني لدولة الإمارات أكثر من 100 متدرب، وقد انتقل العديد منهم إلى العمل في مجال الفن، بعد تخرّجهم في البرنامج التدريبي.

برنامج التدريب

يقدم الجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة في بينالي البندقية من خلال «برنامج التدريب في البندقية» فرص تدريب للمواطنين والمقيمين في الدولة ممن لديهم شغف تجاه الفنون والعمارة، حيث يقضي المشاركون فترة تدريبية لمدة شهر كامل في مدينة البندقية. ويخضع المتدربون لبرنامج تعليمي يتم تنسيقه بالتعاون مع المؤسسات الثقافية البارزة في كل من دولة الإمارات والبندقية. ويقوم البرنامج بإيفاد مجموعة جديدة من المتدربين، كل شهر، على مدار أشهر المعرض الستة للإشراف على المعرض.

السركال، التي درست إدارة تصميم في الجامعة الأميركية بالشارقة، وتعمل رئيس قسم موقع فعاليات الشارقة في مركز الشارقة الإعلامي، أشارت الى أن تجربتها في البينالي زادت من قدرتها على الاعتماد على النفس، ومعرفة نفسها وتحديد أهدافها في الحياة بصورة أكثر وضوحاً، كما غيرت من طريقة تفكيرها في مستقبلها. وأضافت: «كانت أول مرة أجرب فيها العيش بمفردي، من دون العائلة، وهي تجربة صعبة، ولكن استفدت منها كثيراً في دعم قدرتي على اتخاذ القرارات والاعتماد على نفسي».

وذكرت السركال أن تجربتها في بينالي البندقية شجعتها على المشاركة في جناح الإمارات في «إكسبو 2015»، خصوصاً انها تعرفت الى إيطاليا وطبيعة المجتمع والثقافة السائدة هناك.

واعتبرت السركال أن ثقافة العمل التطوعي موجودة بوضوح لدى شباب الإمارات، وكثير منهم يبحث عن الفرص المشابهة، ويحرصون على المشاركة فيها.

من جانبه؛ وصف سلطان الرمحي تجربة مشاركته في بينالي البندقية 2015 بالفرصة التي لا تتكرر كثيراً لتمثيل دولة الإمارات في حدث عالمي بهذه الأهمية، لافتاً إلى أن انضمامه لفريق المتطوعين في الجناح جاء بعد ان أجرى مقابلة مع المشرفين على الموضوع، ثم تلقى التدريب لمدة شهر.

إلى جانب التعرف الى بلد جديد ولغة وثقافة جديدتين؛ كانت تجربة المشاركة في المعرض فرصة مهمة للرمحي، الذي يعمل في مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني، ويحمل شهادة في الفنون ودبلوم في الهندسة المعمارية، للاطلاع على فنون العمارة هناك وتاريخها العريق، بحسب ما أشار، موضحاً ان الإقامة لمدة شهر في مجتمع جديد لديه ثقافة واسعة ومختلفة عن الإمارات كان له تأثير كبير في شخصيته وثقافته، بالإضافة إلى انه اكتسب خبرة في كيفية التعرف الى أشخاص جدد، والحديث معهم في موضوعات شتى مرتبطة بالإمارات وثقافتها وتاريخها، داعياً كل الشباب للمشاركة في هذه التجارب الثرية.

ولفت سلطان الرمحي إلى أن الفتيات أكثر مشاركة في هذه الفعاليات والأحداث، مرجعاً ذلك إلى اتجاه كثير منهن لدراسة الفنون والهندسة المعمارية، وعدم ارتباط كثير منهن بدوام وعمل رسمي.

وأوضحت أمل الخاجة أن تجربتها في جناح الإمارات في البينالي كانت أول تجربة لها للسفر من دون الأسرة التي شجعتها على خوض التجربة، مشيرة إلى أنها كانت تطمح للاطلاع على فنون من مختلف أنحاء العالم، بدلاً من أن تحصر رؤيتها على ثقافة بعينها.

وأعربت عن سعادتها برؤية المتاحف والأجنحة الفنية في البندقية، لافتة إلى إعجابها بانتشار ثقافة الاطلاع على الفنون هناك، حيث تعد المتاحف الفنية وجهة عائلية.

بينما أشارت الفنانة سلامة نصيب إلى أن ما جذبها للمشاركة في برنامج المتطوعين لجناح الإمارات في بينالي البندقية 2015، هو ارتباطه بمجال الفنون، وهو ما يناسب ميولها كفنانة، حيث كانت الثيمة الرئيسة للجناح استعراض مسيرة الفن في الإمارات من خلال أعمال الرعيل الأول من فناني الإمارات، فمن خلال هذه التجربة اكتسبت كثيراً من المعلومات المهمة عن مسيرة الفن الإماراتي وتطوره.

إلى جانب المعرفة الفنية؛ اكتسبت نصيب، بحسب ما أوضحت، خبرة في التعامل مع نمط مختلف للحياة، وكيفية التأقلم مع أناس مختلفين في الثقافة وأسلوب التفكير. وأضافت: «العمل التطوعي يقدم منظوراً جديداً ورؤية مختلفة للأمور».

وذكرت نصيب أن فريق جناح الإمارات كان دائماً على تواصل ومتابعة مستمرة لهم، كما كان الفريق يأخذهم إلى أماكن مختلفة للتعرف الى المدينة وتاريخها وثقافتها ومعالمها، ضمن برنامج مفيد وخفيف لمدة شهر، كما أتاح لها البرنامج زيارة معارض الدول المشاركة في البينالي، والتعرف الى الأعمال المعروضة فيها، حيث كان يطلب من كل مشارك كتابة تقرير عن جناح من الأجنحة المشاركة، لافتة إلى أنها اختارت جناح اليابان في البينالي للكتابة عنه.

وقالت ريم عبيد حنتوش: «بعد تخرجي في الجامعة، كنت أبحث عن نشاط للقيام به خلال فترة البحث عن وظيفة. وخلال بحثي عن ورشة عمل أو فرصة تدريب، عثرت على موقع الجناح الوطني لدولة الإمارات، ومن خلاله اتيحت لي فرصة الانضمام إلى الشباب المتطوعين في الجناح عام 2014 في أول مشاركة للدولة في معرض البندقية الخاص بالعمارة». لافتة إلى شغفها الشديد بالفن والتصميم والثقافة بشكل عام، فهي درست الهندسة المعمارية في جامعة الشارقة، وتعمل حالياً في مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني متخصصة في التصميم العمراني.

وأضافت «هناك العديد من الأسباب التي جعلتني مهتمة ببرنامج التدريب، فبالإضافة إلى فرصة التواصل مع الحضارات والقيام بتجربة جديدة، كنت في عام 2014 مهتمة بالانضمام إلى الجناح الوطني لدولة الإمارات في أول مشاركة للدولة في معرض البندقية الخاص بالعمارة».

تويتر