3 مواطنين قدموا فيلم «سفراء الانتماء» لتعزيز المفهوم لدى الطلاب المغتربين

بالعم والشامسي والسويدي: «نحنا قدها»

صورة

ارتأى الثلاثي المواطن عبدالله خليفة بالعم، وعبدالعزيز علي الشامسي، ومحمد جاسم السويدي، أن يسهموا بطريقتهم الخاصة في تعزيز مفهوم الانتماء للوطن بين صفوف الطلاب المغتربين، مسخرين بذلك ظروفهم المتشابهة في الغربة بالولايات المتحدة الأميركية، وإمكاناتهم في صناعة الأفلام القصيرة بواحدٍ جسَّد الرسالة، بعنوان: «سفراء الانتماء».

أدرك الثلاثي المبتعث من قبل شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، لدراسة البكالوريوس في تخصص الهندسة الكيميائية، ماهية الانتماء وأهمية تعزيزه بين صفوف الطلاب، الأمر الذي يسهم بشكل كبير في «الشد من أزرهم ودعمهم وتشجيعهم على العطاء بشكلٍ أكبر، والتفاني في سبيل تحقيق النجاحات المأمولة، وتجاوزها بأخرى نحو ابتكارٍ أكبر وإبداعٍ أكثر يفوق التوقعات».

واعتمد الثلاثي بـ«جامعة مين»، في أقل من أربع دقائق بـ«سفراء الانتماء»، على خطاب الطلاب بصيغة تشجيعية، لم تغفل ذكر عناوين الـ«تحديات الكثيرة»، لكنها تشدد على القدرة على تحديها فـ«نحنا قدها» كما يذكر الطالب بالعم، الذي اعتمد على استخدام اللغة العامية في الفيلم ببطولة مطلقة. ويؤكد «فالهدف واحد.. سفراء للعلم والمعرفة والثقافة والعطاء، وقادرون على صنع المستقبل، وجعل التاريخ يسطر نجاحات الطلبة الإماراتيين في أروع صفحاته، حلمنا يتجاوز حدود السماء، حلمنا نكون رقم واحد في التنافسية والسعادة والعطاء وكل مجالات ندخلها، وحلمنا أن نجعل للإمارات صفحات في تاريخ المجد والإبداع، هذا هدفنا وهذه رؤيتنا، ودائماً راح نطلق العنان لإنجازاتنا وطموحتنا لنتخطى آفاقاً بعيدة لرسم ملامح النجاح بكل تفاصيلها».

أهمية الانتماء

عند حسن الظن

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/09/8ae6c6c54e486ff2014fc784644447f8.jpg

«نسعى إلى تأكيد أن المسافات لم ولن تحيلنا عن الارتباط بالوطن، فمهما أبعدتنا المسافات عنه، فسيبقى نبضه حاضراً في قلوبنا وبقوة، وسنعمل جاهدين على أن نكون عند حسن ظن قادته ومؤسسه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، الذي لطالما حلم برؤيتنا في أعلى المراتب محققين النجاحات والإنجازات في جميع المجالات، كما عمل جاهداً على تحويل الصحراء القاحلة إلى واحة زراعية».

وقال بالعم مؤلف «سفراء الانتماء»، لـ«الإمارات اليوم»، إن «سفراء الانتماء» يتمحور حول ماهية وأهمية الانتماء للوطن بين صفوف الطلاب الإماراتيين في خارج حدوده، ويتحدث بشكلٍ مختصر عن طموح الطالب الإماراتي في الخارج، وآماله وأحلامه ضمن إطارٍ وطني يقوم على تحقيق رؤية الدولة «رؤية الإمارات»، والمثابرة في سبيل تحقيقها لتكون من أفضل الدول بحلول عام 2021.

وأضاف أن «الفيلم يروي في فترة زمنية قصيرة لا تتعدى الأربع دقائق تجربة شخصية لأحد الطلاب، والذي يبدأ يومه الدراسي بحس وطني عالٍ، يدفعه للمثابرة من أجل النجاح وتبوؤ المراكز الأولى دائماً في شتى المجالات وعلى الصعد كافة»، واضعاً نصب عينيه ضرورة تتويج مشواره الدراسي بالنجاح، فالدولة تبني آمالاً كبيرة علينا ومنحتنا مسؤوليات كبيرة كذلك، لنكون خير سفراء لها ونعكس أجمل الصور عنها.

وذكر مصور ومخرج الفيلم عبدالعزيز الشامسي «حرصنا في (سفراء الانتماء) على تسخير ظروفنا المتشابهة كطلاب مغتربين في البلد نفسه، ومن الوجهة نفسها، وندرس كذلك التخصص ذاته، إلى جانب إمكاناتنا في صناعة الأفلام القصيرة التي اكتسبناها في المرحلة الثانوية، من خلال ثلاثة أفلام، تناولت موضوعات منوعة: حب الوطن، المخدرات، ومخاطر حوادث السيارات».

ونوه «لجأنا إلى تصوير الفيلم في مدينتين في الولايات المتحدة بوسطن ونيويورك، بمجهودنا الثلاثي دون أي مساعدات خارجية، سعياً لإيصال رسالة للطلاب وأفراد المجتمع على حدٍ سواء، مفادها وطننا منحنا الكثير ولابد من رد الجميل له بعلمنا وعملنا اللذين من الممكن أن يفوقا المتوقع ويسهما في تحقيق رؤية الدولة الخاصة 2021».

وشدد المشارك في الفيلم، محمد السويدي «نسعى لتأكيد أن المسافات لم ولن تحيلنا عن الارتباط بالوطن، فمهما أبعدتنا المسافات عنه، فسيبقى نبضه حاضراً في قلوبنا وبقوة، وسنعمل جاهدين على أن نكون عند حسن ظن قادته ومؤسسه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، الذي لطالما حلم برؤيتنا في أعلى المراتب محققين النجاحات والإنجازات في جميع المجالات، كما عمل جاهداً على تحويل الصحراء القاحلة إلى واحة زراعية».

تحديات الغربة

تطرق الثلاثي، الذي يرتقب تخرجه في عام 2019، بالعم والشامسي والسويدي، في فيلم «سفراء الانتماء» إلى عناوين «التحديات الكثيرة» في الغربة التي يستعدون للدخول في عامهم الثالث بها، دون الدخول في تفاصيلها، لتأكيد قدرتهم على تحديها بـ«نحنا قدها».

ومن هذه التحديات، كما ذكر الثلاثي لـ«الإمارات اليوم»: «تحدي التأقلم مع المجتمع الجديد، الذي يختلف بشكلٍ كبير عن المجتمع الأم الذي نشأنا فيه، وترعرعنا على قيمه، وكبرنا على ثقافته وعاداته، فضلاً عن تحدي الدراسة التي تعتمد كلياً على اللغة الإنجليزية في مختلف المواد، فضلاً عن التحدي الأكبر وهو تحدي البعد عن الوطن الذي يولّد بشكلٍ دائم الشوق والحنين لترابه وكنف الأهل ورفقة الأحباب فيه». في المقابل، أكد الثلاثي أن ما منحته الغربة ومازالت تمنحه لنا يطغى على كل هذه التحديات، فقد تعلمنا منها الكثير الكثير «علمتنا إدراك أهمية النعم التي نحظى بها، وزادت انتمائنا وولاءنا للوطن، وعلمتنا قيمة الوقت، ومدى أهمية استغلاله واستثماره في كل ما هو قيم ومفيد، كما جعلت منا شخصيات قوية متزنة، قادرة على إدراك المسؤولية وتحملها مهما كانت صعبة، ونستطيع اتخاذ القرارات في شتى الظروف».

وتابعوا «شخصياتنا الآن تدرك ضرورة التواصل مع الآخر واحترامه والتفاعل معه بإيجابية كبيرة، لتحقيق ما يعرف بكفاءة التفاعل بين الثقافات، وإزالة الصورة الذهنية الخاطئة، فضلاً عن تقبل النقد البناء الذي غالباً يشكل وسيلة فاعلة للارتقاء بالأداء إلى الأفضل». وعليه حصد الثلاثي المغترب علاقات اجتماعية ناجحة مع جنسيات متنوعة ذات ثقافات وعادات متباينة، الأمر الذي جعلهم فخورين بنجاحهم في ذلك، والذي يربطونه بدورهم في تمثيل الوطن كسفراء مميزين بأخلاق وقيم عالية.

تويتر