بدأت منذ ثلاثينات القرن الماضي

مطارات الإمارات.. طــــموح يعانق عنان السماء

صورة

التاريخ هو الهوية الحقيقية للأمم والشعوب، وهناك علامات فارقة في تاريخ الشعوب والدول لا يتشابه ما قبلها مع ما بعدها، كما في تاريخ الثاني من ديسمبر 1971، الذي يمثل في حقيقته جوهر تاريخ دولة الإمارات، واللبنة الأساسية التي بنيت عليها أسس قيام الدولة وتطورها ونموها، واستناداً إلى أهمية هذا التاريخ، وإلى حقيقة أن «تاريخ الإمارات المشرق لا يقل أهمية عن حاضرها الزاهي»، جاءت مبادرة «1971»، التي أطلقها سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، بهدف الإسهام في توثيق تاريخ الدولة في جميع المجالات.

واستلهاماً لهذه المبادرة المهمة، تأتي هذه الصفحة الأسبوعية التي تقدمها «الإمارات اليوم»، بالتعاون مع «الأرشيف الوطني»، التابع لوزارة شؤون الرئاسة، للتعريف بشكل الحياة في الإمارات قبل الاتحاد، وخلال بداياته الأولى، والجهد الكبير الذي بذله الآباء المؤسسون للدولة من أجل قيامها.

يرجع تاريخ المطارات في الإمارات إلى ثلاثينات القرن الماضي؛ حيث أنشئ مطار الشارقة عام 1932، ليكون بذلك أحد أقدم المطارات في منطقة الخليج بالكامل، وكان يقوم باستقبال الطائرات المدنية والعسكرية، وكان يمثل محطة رئيسة على الطريق إلى الهند وأستراليا، ليتحول في عام 1968 إلى مطار مدني فقط، بعد أن تسلمته حكومة الشارقة، وكان يقع في منطقة القاسمية.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/08/Zayed-bin-Sultan-Al-Nahyan-(1).jpg


لمشاهدة صور تاريخية، يرجى الضغط على هذا الرابط.


مطار دبي.. طموح مستمر

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/08/351598.jpg

منذ افتتاح مطار دبي الدولي في ديسمبر عام 1960، حققت أعداد الركاب نمواً متواصلاً بمعدل سنوي قدره 15%. وبات المطار يتعامل حالياً مع أكثر من 2.2 مليون طن من الشحنات، وما يزيد على 65 مليون مسافر سنوياً، حيث تسير أكثر من 140 شركة طيران رحلات منتظمة، تربط بين دبي وأكثر من 260 وجهة في القارات الست. وفي ظل التوقعات بارتفاع معدلات الحركة إلى 100 مليون مسافر وأربعة ملايين طن من الشحنات سنوياً بنهاية العقد الحالي، رسخ مطار دبي الدولي مكانته كمطار حيوي سريع النمو يربط بين العالم بأسره. تشمل مرافق مطار دبي الدولي عالمية المستوى أول وأكبر «كونكورس» في العالم مخصص لطائرات الإيرباص العملاقة أيه 380 (الكونكورس أيه)، الذي افتتح في عام 2013. ونحن نواصل الاستثمار في مشروع التوسعة لعام 2020 البالغة كلفته 7.8 مليارات دولار. ويشمل هذا المشروع إنشاء الكونكورس «دي»، وهو منشأة فائقة الحداثة ستخصص لخدمة شركات الطيران الدولية، فضلاً عن توسعة وتحديث المبنى 2، وتجديد المبنى 1 بشكل كامل.


مطار آل مكتوم الدولي

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/08/351600.jpg

أطلقت مؤسسة مطارات دبي عمليات الشحن في مطار آل مكتوم الدولي - دبي وورلد سنترال في 27 يونيو 2010، في إطار المرحلة الأولى من هذا المشروع العملاق. وهناك 36 شركة للشحن الجوي (تسير رحلات منتظمة وغير منتظمة) بدأت عملياتها في المطار. وقد استقبل مطار آل مكتوم الدولي أكثر من 600 رحلة طيران في الأسبوع ولمدة 80 يوماً، بينما كانت أعمال الصيانة لمدارج المطار في مطار دبي الدولي تتم من تاريخ 1 مايو إلى 20 يوليو 2014. ويعد تدشين رحلات الركاب في 27 أكتوبر 2013، بداية مرحلة جديدة من النمو والتطور لمطار آل مكتوم الدولي في دبي وورلد سنترال، وذلك بالتزامن مع ترسخ مكانة المطار كمركز عالمي للشحن الجوي، وسجلت 36 شركة طيران للشحن (عادية وعارضة) رحلاتها من مطار آل مكتوم الدولي.


مطار أبوظبي القديم

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/08/351599.jpg

يعد مبنى مطار أبوظبي القديم، الذي يقع داخل شركة أبوظبي للإعلام، وهو آخر ما تبقى من المطار القديم، الذي يعتقد أنه بني في فترة الخمسينات، واستمر العمل فيه حتى بداية السبعينات، لينتقل العمل إلى مطار أبوظبي الدولي القديم. وفي عام 2009، أعلنت هيئة أبوظبي للثقافة والسياحة وشركة أبوظبي للإعلام عن ترميم المبنى، وإجراء توثيق معماري وتحليل أثري للموقع، على أن يتم افتتاح الموقع للرحلات الميدانية التعليمية والثقافية والرحلات السياحية فور الانتهاء من عملية الترميم. ورغم ذلك، ورغم أهمية المبنى التاريخية والمعمارية، خصوصاً أنه يضم «البراجيل» الوحيد المتبقي في أبوظبي، وهو يمثل تطور الأساليب المعمارية، التي تعبر عن جانب من التحولات الاجتماعية الحاصلة في أبوظبي، خلال الفترة الواقعة بين خمسينات وسبعينات القرن الماضي.


مطار العين

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/08/351597.jpg

أنشئ بتوجيهات من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ويقع شمال غرب مدينة العين، وقد انتهت المرحلة الأولى من هذا المشروع الضخم في مطلع عام 1987، وكان يستوعب 350 ألف مسافر سنوياً، ويمكنه استقبال ثلاث طائرات في وقت واحد، بما فيها الطائرات الجامبو. وتم تجهيز المطار بأحدث وسائل وأجهزة الملاحة والاتصالات والإضاءة، أما مطار العين الدولي فقد دخل الخدمة منذ 31 مارس 1994.

يصف هارولد ووكر، الذي حضر إلى المنطقة عام 1958، وعمل في منصب مساعد الوكيل السياسي في الإمارات المتصالحة من 1958 إلى 1960، ووصوله إلى المنطقة قائلاً: «أتذكر لحظة وصولي إلى مطار الشارقة من البحرين، إذ كنت كمن دخل فجأة حمام بخار، كما أن الرحلة الجوية أصابتني بالصمم، وانتقلنا أنا وبيتر تريب بالسيارة التي كانت من طراز هلمان هنتر، إلى دبي على درب ممهد، لم يكن هناك في ذلك الحين أي طرق، أو كهرباء أو هواتف، أو مياه تجري في الأنابيب».

بينما تصف أدنا غرين مطار أبوظبي في بداية الستينات؛ تقول: «أتيت على متن طائرة من طراز (دوف)، أقلعت من البحرين، كانت الطائرة صغيرة جداً، فيها نحو 20 مقعداً». وتضيف: «لم يكن ثمة جوازات أو جمارك، فالمطار في 1961 كان مسطحاً رملياً في الصحراء، وكل ما يتكون منه هو ممر عريش (برستي)، ومخروط تحديد اتجاه الريح في بداية تأسيس المطار».

وعندما قام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، لم يكن فيها إلا ثلاثة مطارات صغيرة في أبوظبي ودبي والشارقة، وخلال عمر الاتحاد ازدادت المطارات وتطورت، وأصبحت لها مكانة مرموقة، ونالت الكثير من الجوائز العالمية. ففي أبوظبي؛ بدأ التفكير في إنشاء مطار دولي حديث عام 1974، تماشياً مع التطور الذي تشهده الدولة في مختلف المجالات، وبعد أن أدرك المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أن المطار القديم (مطار البطين)، أصبح غير قادر على استيعاب حركة السفر في الدولة، وقد تم بناء المطار على بعد نحو 35 كيلومترا من العاصمة، وتكلف بناؤه ما يقرب من مليار ونصف المليار درهم، وروعي أن يأتي مواكباً لأحدث الموانئ الجوية في العالم، وقد تم افتتاح مطار أبوظبي الدولي في الثاني من يناير عام 1982، وتبلغ المساحة المخصصة للمطار نحو 100 كيلومتر مربع، في منطقة صحراوية واقعة بين دبي وأبوظبي، يطلق عليها منطقة «القرية»، حتى يسهل الوصول إليه من كل مكان.

أما مطار أبوظبي الدولي الحديث، فقد تم افتتاحه عام 2006، وتقوم بتشغيله «مطارات أبوظبي»، وشهد عام 2009 افتتاح مبنى المطار رقم 3، كما شهد عام 2011 انتهاء العمليات الرئيسة لتجديد مبنى المسافرين رقم 1، الذي يعكس تصميمه الضيافة التقليدية الإماراتية ضمن أجواء راقية وعصرية مريحة، ومن أجل الاستمرار في توفير الجودة والكفاءة في ما يتعلق بخدمات المطار، أعلنت مطارات أبوظبي عن مشروع «مجمع المطار الجديد»، الذي سيضم مرافق للشحن والخدمات ومنشآت أخرى للخدمة، وغيرها من البنى التحتية. ويتوقع أن تصل الطاقة الاستيعابية للمنشأة إلى 30 مليون مسافر، تزيد بشكل تدريجي لتصل إلى 40 مليون مسافر في عام 2017.

رغم أن التفكير في إنشاء مطار في دبي يعود إلى عام 1959؛ إلا أن التنفيذ لم يتم إلا في بداية الستينات، فتم افتتاح مطار دبي في ديسمبر 1960، وخلال 55 عاماً تطور مطار دبي الدولي من مجرد مهبط صحراوي إلى أحد أكثر مطارات العالم حركة. ففي 1965 تم إنشاء مدرج جديد من الإسفلت بطول 9200 قدم، بدلاً من المدرج الرملي المضغوط، ليتمكن المطار من استقبال الطائرات الكبيرة. في حين استقبل المطار الطائرات الجامبو «بوينغ 747» عام 1970، بفضل التوسعات والتحسينات التي تم تنفيذها في المطار، بينما تم افتتاح مطار دبي الدولي الجديد عام 1971.

وشهدت حركة الطيران في دبي تطوراً سريعاً ومهماً، حتى باتت مركزاً رئيساً في حركة النقل والشحن في العالم، وفي هذا السياق؛ أفادت مؤسسة مطارات دبي بأنه بحلول عام 2020 من المتوقع أن يستخدم ما يزيد على 120 مليون مسافر مطاري دبي (آل مكتوم ـ دبي وورلد سنترال) الدوليين، فيما سيزيد حجم الشحن الجوي في المطارين على خمسة ملايين طن.

وتوقعت المؤسسة، في إطار خطتها الاستراتيجية الكاملة لقطاع الطيران في دبي لعام 2050، أنه بحلول عام 2030، ستزداد أعداد المستخدمين للمطارين إلى أكثر من 190 مليون مسافر، لتصعد بعد ذلك إلى 260 مليون مسافر بحلول عام 2040، و309 ملايين مسافر بحلول عام 2050.

وفي الشارقة؛ افتتح مطار الشارقة الدولي عام 1979، وكان يستوعب مليونين ونصف المليون مسافر سنوياً، واستقبال ست طائرات عملاقة، ومثلها من الطائرات المتوسطة الحجم والصغيرة، كما جهز بمحطة أرضية للأرصاد الجوية، تعتبر الأقدم في منطقة الخليج، وتعمل بالطاقة الشمسية، وترتبط بالأقمار الاصطناعية.

ولم يكن في إمارة الفجيرة مطار قبل عام 1984، واقتصر الأمر على وجود مهبط رملي للطائرات فقط في منطقة الفصيل، لا تستخدمه سوى الطائرات المروحية، وبعض الطائرات الصغيرة في الأغلب، ولم يتمتع بأي خدمات تذكر مثل برج المراقبة الجوية. وفي عام 1984، تم تأسيس هيئة الطيران المدني في الفجيرة، ثم بدأ العمل في بناء المطار الذي افتتح في 29 أكتوبر 1987، وكان يحتوي على مدرج بطول 3750 متراً وعرض 45 متراً، وصمم فنياً لاستقبال جميع أنواع الطائرات العالمية. ويشهد مطار الفجيرة الدولي طفرة هائلة من مشروعات التحديث والتوسعة، كما يطبق المطار خطة تطوير استراتيجية من خمس مراحل، تمتد حتى عام 2025، وتواكب نمو الاقتصاد الوطني.

أما مطار رأس الخيمة الدولي؛ فيعد رابع أكبر مطار في الإمارات، ويبعد عن وسط المدينة نحو 18كم، وهو يخدم رأس الخيمة والقرى التابعة، وتم افتتاح المطار في 1976. وسجل المطار منذ إطلاقه نمواً ثابتاً وتطوراً على مدى السنين.

أرقام وأحداث

100

مليار درهم، حيث حرصت الدولة على تطوير البنية التحتية للمطارات، ويقدر حجم الاستثمارات في هذا المجال بنحو 100 مليار درهم.

32

مليار درهم، تقدر الكُلفة الإجمالية لتطوير مشروع دبي وورلد سنترال العملاق (بما في ذلك جميع المناطق والتجمعات) بنحو 32 مليار دولار (120 مليار درهم).

2003

تم إطلاق «الاتحاد للطيران» في 2003، لتكون بذلك الناقل الرسمي لدولة الإمارات.

1985

تم تأسيس شركة طيران وطنية إماراتية، تتخذ من مطار دبي الدولي مقراً لها.

 

 

تويتر