نظمها «الشارقة للشعر الشعبي» في «بيت بوسنيده»

سؤال محوري ونهمات بحرية في أمسية بأم القيوين

الأمسية تأتي ضمن فعاليات «مجالس الشعراء في رمضان». من المصدر

لماذا خفت حضور الشعر؟ سؤال محوري، حاولت الإجابة عنه الأمسية التي نظمها مركز الشارقة للشعر الشعبي ضمن فعالياته الرمضانية «مجالس الشعراء في رمضان»، في بيت الشاعر أحمد راشد بوسنيده بمنطقة السلمة بأم القيوين. واستضافت الأمسية الشاعر سلطان بن غافان، والراوي عبيد سيف آل علي، وأدارها الشاعر راشد شرار، وشهدت إلقاء قصائد وشلات ونهمات بحرية.

قصائد

تخلل الأمسية إلقاء بعض القصائد والشلات. وألقى بوسنيده عدداً من القصائد، يقول في إحداها:

البحر لي هب الهوا هاج.. وانا شراته افوادي يهيج.. عوق المحبه ماله علاج.. ساطي وباطي في المعاليج.

ومن الشلات البحرية التي أنشدها بن غافان:

في سفوح ليبال الشمامي.. ديرة غلا وعز وتمهيد.. الشارقة دار الإكرامي.. إلها معي حب وغلا يزيد..

سلطان شيدها تمامي..علاها فوق المجد تمجيد.. عالي الهمم عالي المقامي.. شيخٍ ويعلة دايم سعيد.

وقال شرار إن «تسارع وتيرة الحياة والأعباء المعيشية والالتزامات الأسرية، وما يشهده المجتمع والعالم من تطورات وأحداث متسارعة، جعلت من الصعب متابعة كل ما يجري ومعرفة الأخبار، وللمجالس دور كبير في توعية أفراد المجتمع». وأضاف أن «المجالس التي يتولى مركز الشعر تنظيمها في رمضان هي بمثابة حلقة وصل تتيح الفرصة للشعراء الذين لم يتمكنوا من تعريف الساحة بنتاجهم الإبداعي». وتساءل شرار: لماذا خفت دور وحضور الشعر في جميع البرامج، وتراجع حضوره في الساحة الأدبية الإماراتية؟

من ناحيته، رأى الشاعر سلطان بن غافان أن الحركة الشعرية تتعرض لخفوت، وهذا لا يعني عدم وجود شعراء فقد يكون هناك مئات الشعراء لكن ليس لدينا منطق للعمل الشعرى لا للإبداع ولا للنقد، فليس هناك فكر شعرى الآن، لأنه لا يوجد نقد ولا توجد منابر تتولى مسؤولية الحركة الشعرية؛ إضافة إلى غياب الدور التعليمي في إحياء فنون شعرية مثل فن الشلة والأهازيج الشعبية.

من جهته، قال بوسنيده، إن «الشعر ما لمست كلماته الروح، ولا يمكن أن يكون الشعر حقيقياً إذا انفصل عن المجتمع والبيئة والتاريخ الذي احتضنه، ولا يمكن أن يكون شعراً حقيقياً ما لم يتفاعل مع ما يشهده العالم.. فالشعر اشتباك مع الحياة وموقف منها، وتعبير وتصوير لهذا الموقف، تتّسع دائرته في كمّه وكيفيته لأن يكون محطّ نظر البحث والدراسة، لما ينطوي عليه من الفكر والمعاني والبيان. حينما يكون ذلك سيزدهر ويبقى إلى الأبد، وسيكون كما قال أجدادنا ديوان العرب». بينما تحدث عبيد سيف عن مسألة ابتعاد النشء وتجاهلهم لتراث الآباء والأجداد، واضمحلال دور الأسرة؛ ما أدى إلى وجود فجوة عميقة وتهديد لهويتنا، الأمر الذي يتطلب الكثير من الجهد، على المستويات كافة: التربوية والإعلامية والتثقيفية. وقال «التزم رواد البحر (البحارة) في عملهم وتعاملاتهم ببعض الآداب التي شكلت دستوراً غير مكتوب نظم التعامل بينهم، وكانت هذه الآداب بمثابة مدرسة يتعلم فيها الفرد، ويتربى وينشأ على القيم الإنسانية النبيلة والعادات البحرية المبنية على التعاون الصادق».

وأضاف «أنا أحد الذين تربوا في هذه المدرسة البحرية.. وعلمني البحر الصبر والقدرة على التحمل فترات طويلة، كذلك تعلمت كيف أواجه اللحظات الصعبة الطارئة، وتعرفت إلى لغات ولهجات وفنون، وعلمني البحر فوق كل هذا أن أحترم تقاليده وألتزم بأعرافه وقوانينه». وتابع أنه «يجب تعزيز التواصل بين الآباء والأبناء، بأن تتحمل الأسرة مسؤولياتها التربوية في زرع القيم الأخلاقية في أعماقهم، إضافة إلى إدخال التراث كمادة في التربية الوطنية، حتى نضمن للوطن أن يسير نحو المستقبل على قواعد ثابتة راسخة».

تويتر