16 ألف طالب يُدخلون المهرجان «غينيس» غداً

«دبي للطائرات الورقية».. الفرح الملون بين الأرض والسماء

صورة

«طيري يا طيارة.. طيري يا ورق وخيطان»، هذه الأغنية الشهيرة لفيروز، التي طالما رافقت أحلامنا الطفولية، هي أول ما يتبادر إلى الأذهان عند حضور فعالية مهرجان دبي للطائرات الورقية، الذي انطلق أول من أمس ضمن فعاليات مهرجان دبي للتسوق. بين الأرض والسماء، وبالخيوط المحملة بفرح الطفولة حلقت الطائرات، وحولت الفضاء على التفاف شاطئ جميرا بدبي، إلى مكان حافل بالبهجة والخيال، فتزينت السماء بالألوان، وبدلاً من الطيور التي تطير بعيداً، ارتفعت جميع أشكال الحيوانات البحرية والبرية، كالحيتان والأسود والدببة والفراشات، وكذلك أعلام البلدان، لترسم لوحة في السماء بأيدي عشاق هذه الرياضة الشعبية من 25 دولة من حول العالم.

تاريخ الطائرات الورقية

تعد الطائرات الورقية من الموروثات الصينية، حيث يعود استخدامها إلى أكثر من 1000 عام. وقد تحولت اللعبة إلى رياضة شعبية يقبل عليها جميع الشعب الصيني. وكانت الصين واليابان أولى البلدان التي استخدمت الطائرات الورقية، وذلك لأغراض عسكرية، وسميت بالصقور الورقية، حيث كانت تستخدم لنقل الرسائل السرية، أما الشكل المألوف والقديم للطائرة الورقية فهو الشكل الرباعي. أما صناعتها فهي تنتشر اليوم بين الصين ونيوزيلندا بشكل أساسي.


دبي الخضراء

أطلق المهرجان مبادرة «دبي النظيفة.. دبي الخضراء»، كجزء من جهود رفع مستوى الوعي بالمحافظة على البيئة. وسيحصل كل مشارك في رفع الطائرات لتحقيق رقم قياسي في موسوعة غينيس للأرقام القياسية على هدية هي شتلة مع شهادة مطبوع عليها اسمه.


صناعة الطائرات

غالباً ما تأخذ الطائرات الورقية شكل المعين، إذ إن كل ضلعين متجاورين يتساويان في الطول، وكل زاويتين متقابلتين تتساويان في القياس، أما المواد الأساسية التي تصنع منها الطائرة فهي الخيوط والورق، وكلما كبر حجم الطائرة زادت قدرتها على الطيران. أما اليوم فدخلت الطائرات الورقية عالماً جديداً، فالطائرات الصغيرة المزينة تصنع من الحرير الذي يرسم عليه، بينما الطائرات الضخمة تصنع من مواد أخرى كالكاربون والأحبال، وتصل بطولها إلى عشرات المترات، بينما تتخطى أوزانها مئات الكيلوغرامات.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/01/260329.jpg

تزينت السماء ضمن المهرجان الذي زاره في اليوم الأول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بمجموعة من الطائرات التي تعددت أشكالها، حيث باتت هذه الرياضة الشعبية مفتوحة على الكثير من الفن، لتغمر الحضور بالدهشة من خلال ألوانها وأشكالها الغريبة. وقد جذب المهرجان الذي ضم 25 فريقاً من حول العالم، الكبار والصغار، الذين أتوا حاملين معهم طائراتهم وخيوطهم التي وجهوها بعكس الرياح حتى يتمكنوا من رفعها عالياً، ليستعيدوا من خلال ذلك لحظات الطفولة، وحكايات كانت تنسج مع هذه الهواية. أما في المساء فكانت للطائرات حكاية خاصة مع السماء، حيث غابت الألوان التي عانقت الشمس، لتحل الطائرات المضاءة مكانها، وتتلألأ كالنجوم القريبة بأشكالها وألوانها المتعددة.

وتعد الفرق المشاركة أبرز ما يميز المهرجان في هذا العام، وفقاً للمسؤول عن تنظيم المهرجان الذي يستمر حتى مساء اليوم، سولومن كريس، الذي أكد تعدد أنواع الطائرات المشاركة، ومنها التي تحلق في الهواء، ومنها المائية، إلى جانب الطائرات المضاءة ليلاً التي أحضرت من اليابان. وتتكامل جرعة المتعة المخصصة لجميع أفرد العائلة، من خلال العروض الراقصة التي تقدم على المسرح، وكذلك عروض الليزر. وأشار منظم المهرجان إلى وجود الكثير من الطائرات المتميزة منها التي تحمل أشكال الدلفين والتمساح والفراشات، وكذلك الكائنات البحرية. واعتبر أهمية المهرجان في جمعه العديد من الجنسيات ضمن المهرجان، لاسيما أنه يمثل فكرة مهرجان دبي للتسوق في توجهه لجميع أفراد العائلة، وللجنسيات المختلفة التي تعيش في الإمارات.

بينما أوضحت المنظمة ومسؤولة العلاقات العامة في الشركة المنظمة للحدث كلاسيك كونسبت، حنان الحمادي، أن «المهرجان نظم في السابق، لكن لم يكن منتظماً، كما لم يكن بهذه الضخامة، فيما اليوم هناك عودة إلى تنظيمه، ومن المرجح أن ينظم في الأعوام المقبلة بانتظام، لاسيما أن الحدث بات ضخماً». ولفتت إلى إن التحضير للحدث استغرق ثمانية أشهر، موضحة أن هناك رغبة من الفرق الإماراتية للمشاركة العام المقبل، لاسيما بعد أن أتوا ورأوا حجم المشاركات وطبيعتها. وأكدت الحمادي أن المهرجان سيدخل كتاب غينيس غداً، من خلال رفع طلاب المدارس للطائرات الورقية، حيث سيشارك بذلك 16 ألف طالب من مدارس دبي، ومدرسة واحدة في أبوظبي، لتحقيق الرقم القياسي الذي لم يتحقق من قبل.

ولكل من الفرق المشاركة حكايته الخاصة مع الطائرات الورقية، يجمعهم الشغف لهذه الرياضة الشعبية، لكن لكل منهم ما يفضله من طائرات، فالكويتي عبدالرحمن الفارسي من الفريق الفارسي للطائرات الورقية، أشار إلى أن عدد الفريق يصل إلى 60، فهم يجتمعون بشكل متناوب، ويسافرون بالتناوب أيضاً، موضحاً أنهم يعرضون في دبي الطائرة الأكبر، التي أكد أن وزنها يصل إلى 350 كيلوغراماً. أما طولها فيبلغ 40 متراً وعرضها 25، في حين أن الحبال التي ترفعها يصل طولها الى 12 كيلومتراً، واستغرقت 720 ساعة عمل، واستخدم فيها 2000 متر من القماش، وصنعت في نيوزيلندا. ولفت الفارسي إلى أن تعلقه بهذه الرياضة يعود الى ما تحفره بالذاكرة، فهي تعيد المرء إلى الطفولة، وحتى مفهومها اليومية كطائرات ورقية انتهى من حياة الأطفال، وباتت تجارتها مرتفعة الإيرادات ومتوجهة للكبار. أما أنواع الطائرات التي يستخدمها جميعاً فهي الحركية التي تتحرك بخيطين، بينما هناك الثابتة التي تعلق بخيط واحد، فيما هناك طائرات على الماء، ويمكن استخدامها في الصحراء أيضاً. وأشار إلى أن هذه الرياضة التي تكون في الأماكن المفتوحة تنعكس على النفسية بشكل إيجابي، مشيراً إلى أنهم في البداية واجهوا الكثير من الصعاب والتحديات. ومقارنة بالمهرجانات في الخارج لفت الفارسي إلى أن المهرجان في دبي يعتبر ضخماً جداً.

واتفق البريطاني جون بلو مع الفارسي الذي أثنى على ضخامة المهرجان في دبي، موضحاً أنه ينظم مهرجاناً عالمياً في هذا المجال، وقد لفته حسن التنظيم وضخامة المشاركات. وشدد على أن المكان متميز على البحر إلى جانب أعداد الطائرات الجيد، وكذلك الهواء الذي ميز المكان. أما الطائرات التي عرضها فهي ملونة وفنية، وتحمل أشكالاً مربعة ومستطيلة مع ذيل طويل في آخرها.

من جهتها، الألمانية ايزابيل فوسيه من فريق «لا حدود» الألماني، بدأت رحلتها مع عالم الطائرات الورقية منذ ثمانية أعوام، علماً بأن الفريق عمره 20 عاماً، وأوضحت أن هذه الهواية ممتعة، فيها الكثير من الاستمتاع في الهواء الطلق، وكذلك مع الأشكال الغريبة، بينما تثبيت وبناء الطائرات هو أكثر الأمور متعة بالنسبة اليها.

أما التركي تيبيت جي بيجي فقد أسس فريقه منذ 15 عاماً، وشارك في مجموعة من المهرجانات العالمية، وأوضح أن الموقع في دبي هو من أفضل ما رآه لجهة الرياح وإمكانية رفع الطائرات عاليا. ولفت إلى أنه قدم الطائرات الفنية التي تحمل الكثير من الألوان، إضافة الى الطائرات التراثية، موضحاً أن لكل فريق طريقته في الاستمتاع بهذه الهواية هم يهتمون للجانب الفني وليس الضخامة. وشدد على أن ما قاده الى هذه الهواية هو شغف الاستمتاع بها وبالطبيعة، لكن التلفزيون والإنترنت قتلاها. وأشار إلى أن العلاقة مع زوجته في الفريق أضافت متعة الى حياتهما، وكذلك إلى الاستمتاع بالمهرجانات، فهما يتجولان من بلد لآخر من خلال هذه الهواية التي ينقلانها الى أولادهما.

تويتر