رسم وتصوير وعلاقة بالطبيعة في معرض عبـــدالله السعدي

«رسائل الأم» و«النعال الحجرية» و«قمرقند» تــوثّـق مسيرة فنية

صورة

يلخّص معرض «الطوبي» سيرة الفنان الإماراتي عبدالله السعدي وتاريخه الفني، إذ يوثق بعض المشروعات الفنية التي أنهاها الفنان، أخيراً، إضافة إلى أعمال كانت قيد التنفيذ. وتعد الرفقة في حياة السعدي شيئاً أساسياً في رحلاته الطويلة، بدءاً من رحلته مع حماره قمرقند، وانتهاءً برسائل أمه، وسلسلة البطيخ والنعال الحجرية.

«الطوبى» هي مجموعة من أعمال السعدي التي تعرض حالياً ضمن المباني الجديدة لمؤسسة الشارقة للفنون، إذ تنوعت ما بين الرسم والتصوير والدفاتر الفنيّة إلى التجميع والتصنيف المنظّم لأشياء عثر عليها خلال مسيرته، وتغذّي علاقته مع الطبيعة والحياة الريفيّة ممارسته الفنيّة التي تستكشف البيئة المتغيّرة والتاريخ الشخصي والثقافي.

وأطلق السعدي عنوان «الطوبى» على معرضه، وهو مصطلح محلي يشير إلى أداة الخبز. ويرى السعدي أن هناك رابطاً مشتركاً يجمع الشعوب، ذا علاقة مباشرة برحلته الأخيرة التي قام بها، كما أن هذا الرابط يتجلى في علاقته بوالدته التي لها نصيب كبير في هذا المعرض من خلال عمل «رسائل أمي» الذي بدأه في 1998 من خلال جمع الرسائل الرمزية (حجر، قطعة خشب) التي تتركها له والدته عند باب مرسمه أو بيته عندما تأتي لزيارته ولا يكون موجوداً، إذ انتهى العمل العام الماضي، بوفاة والدة الفنان، وانتهى معه كتاب «رسائل أمي»، الذي ضم يوميات ورسومات لهذه الرسائل، ودراسة للقطع وتصنيفها وفقاً للحجم والعدد والنوع والتواريخ، مع استنتاجات شهرية للزيارات.

خُطى مثقلة

مجموعة النعال الحجرية ذات صلة عميقة بالهوية والحياة، وترتبط بالأرض والجبل والمكان، والنعال هو امتداد للمشي وسهولته وللانزلاق والانسيابية، إلا أن النعال عندما تتحوّل إلى كتلة ومنحوتة حجرية يطرح مفهوماً مختلفاً يحاول الفنان من خلاله تقديم نحو 50 قطعة من النعال الحجرية ذات الأحجام المختلفة، أن يعكس الخطى المثقلة وظروف الحياة في هذه الأيام.

يشار إلى أن معرض «الطوبي» انطلقت فعالياته، أخيراً، في المباني الجديدة لمؤسسة الشارقة للفنون، بحضور عدد من المسؤولين وكبار الشخصيات ومحبي الفنون الجميلة، ويستمر المعرض حتى 22 من مايو المقبل.


بطيخ أحمر

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/03/105318.JPG

استمراراً لسياق المقاربات والمقارنات، نتجت «سلسلة البطيخ» (2013) التي هي عبارة عن رسومات للجبال بلون البطيخ الأحمر، وتولدت هذه الفكرة لدى الفنان عندما قال له ابنه الصغير وهو يأكل البطيخ بأن قطعة البطيخ تشبه الجبل، ومن هنا ارتبط الأمر في مخيلته على شكل أُمنية أفصح عنها في سلسلة من الرسومات التي تقول «لما لا تكون الجبال حمراء كالبطيخ».

ما يميز تلك الرسائل هي سريتها التي تحمل زمان ومكان ويوم مجيئها، فضلاً عن أن طبيعة تلك الرسائل والتي تنوعت ما بين رسائل من حجر أو معدن أو غصن شجرة، تحمل رائحتها وبصماتها وكل ما تريد أن تقوله للسعدي، لتصبح تلك الرسائل موروثاً فنياً، على الرغم من أن والدة الفنان كانت أمية، إلا أن رسائلها مليئة بالرمزية.

وحول مشروع رسائل أمي، قال السعدي إن «ما تركته أمي للبشرية هو أكثر أهمية لهذا الإنسان من الإرث والممتلكات، إنه وسيلة الاتصال القديمة المبنية على عمق ثقافي وحضاري ضارب بجذوره في التاريخ في كل القارات، وتضم (رسائل أمي) يوميات ورسومات لهذه الرسائل، ودراسة للقطع وتصنيفها وفقاً للحجم والعدد والنوع والتاريخ، مع استنتاجات شهرية للزيارات».

ويحتوي المعرض على قسم للأعمال التي نتجت عن رحلة المقارنة والمقاربة الخارجية والداخلية التي قام بها الفنان في أميركا اللاتينية والمناطق الحدودية في عمان والإمارات، والتي رافقته خلالها 10 أحجار حفر عليها أشكال حيوانات، وذلك على خطى رحلة قمرقند التي اصطحب فيها السعدي حماره «قمرقند» وكلبه، التي نتج عنها عمل قمرقند الذي شارك في بينالي الشارقة 2010، ويشارك به السعدي مرة أخرى في هذا المعرض، واستمراراً في سياق المقاربات والمقارنات نتجت مجموعة «البطيخ».

ويخوض عبدالله السعدي في رحلات مقارنة ومقاربة جغرافية وإنثروبولوجية بين مشاهدات في الطبيعة، وما قرأ عنه أو شاهده في بعض الدول، ليوثق هذه الرحلات من خلال أشكال مختلفة كالتدوين واليوميات والرسومات والحفر ولوحـــات المنــــاظر الطبيعية.

وإثر رحلة الفنان الخارجية إلى أميركا اللاتينية وضع تصورات لمقارنة نهر الأمازون بالوادي الذي يمر بمنزله، وسمك النهر بسمك وادي (الصد)، واللاما بالجمل، والنقوش على الجسد بالحناء، وفي الرحلة الداخلية التي قضاها الفنان بين المناطق الحدودية في عمان والإمارات في المنطقة الشمالية والشرقية وعلى خطى رحلة قمرقند اصطحب (10 أحجار حفر عليها أشكال حيوانات)، ليكون هذا العمل اختزالاً لصعوبة اصطحاب 10 حيوانات حية في سيارة، وجاءت هذه الرحلة مكملة لرحلة قمرقند.

تويتر