"هينتس" العانس التي تعيش مع "المانيكانات" بسبب كلام الناس

يقال من لا يملك عائلة يعيش نصف حياة، مقولة تحمل الكثير من الحقيقة وتكشف عن أهمية العائلة في الوجود الانساني خاصة لدى من يفتقد هذه النعمة، كالأميركية سوزان هينتس التي قررت أن تتغلب على هذا النقص العاطفي بتقمص الحياة الأسرية بكل تفاصيلها ومشاركتها مع عائلتها الاصطناعية التي تقاسمها حلو الحياة ومرها.

تعود سوزان كل يوم من عملها وعلى مدى 14 عاماَ لتجد عائلتها البديلة من الدمى الاصطناعية في استقبالها، فتحكي لزوجها "شونسي" وابنتها المراهقة "ماري مارغريت" تفاصيل يومها وعملها .

كما تحرص سوزان على التقاط صور عائلتها "البلاستكية" السعيدة في كل المناسبات واللحظات الجميلة لتريها لأصدقائها ومعارفها، كما تصر على اصطحابهما معها خلال جولاتها وسفرها خارج المدينة لتثبت للجميع أن الوحدة لا تعني بالضرورة الكآبة.

تقول سوزان "قبل أن أؤسس عائلتي الحالية كنت أعيش حياة روتينية، مليئة بالضغوط النفسية والاجتماعية، خاصة من طرف والدتي التي تلح عليّ يومياً بضرورة الزواج وتكوين أسرة، وتنصحني بعدم البحث عن الرجل المثالي والعريس الخالي من العيوب حتى لا أبقي عانسا".

وفي إحد ى الليالي عندما احتدم نقاش سوزان مع والدتها راودتها فكرة شراء عائلة من السوق وتحقيق حلم والدتها وإسكات السائلين بطريقتها الخاصة. ويقيت هذه الفكرة المجنونة تسيطر على عقل سوزان حتى جاء اليوم الذي مرت فيه أمام محل لبيع الدمي "المانيكانات"، وكان يعرض خصومات مغرية على زبائنه، فقررت شراء أفراد عائلتها الجديدة وتنفيذ مشروعها الذي أطلقت عليه اسم "بمجرد زوال الحياة".

بدأت قصة حب حقيقية تجمعها بزوجها الدمية تشونسي، وتقمصت دور الزوجة الصالحة المحبة لعائلتها، وتجسد ذلك بوضوح في صورها الفوتوغرافية .التي تظهر فيها سوزان مع عائلتها البلاستكية وهي تعيش سعادة غامرة.

تحاول سوزان من خلال مغامرتها الغريبة هذه تذكير الناس أن هناك أكثر من نوع للسعادة والحياة والحلم الاميركي، وأن الناس يجب أن لا يعيشوا الحياة كما يمليها عليهم المجتمع، وخاصة المرأة التي يجب أن لا تربط سعادتها بالزواج والعائلة فقط.

كما تدافع سوزان عن فكرتها وفلسفة مشروعها وتؤكد أن ماتقوم به ليس تصرفاً صبيانياً كالذي تفعله الفتاة الصغيرة مع دميتها، وأن سلوكها لا يحتاج إلى تقويم أو علاج وإنما هو قرار سوي يعبر عن حريتها ويعكس تصورها للحياة التي ترغب أن تعيشها كما تريد. وهو ما مكنها من كسر قاعدة مجتمعها النمطية التي تقول أن المرأة غير محقة وواعية ما دمت لم تضع خاتم الزواج في إصبعها.

فلسفة غريبة تلاقي سوزان صعوبة كبيرة في شرحها وإيصالها للناس، فلاتزال تلاقي استغراب واستنكار البعض لماتقوم به حيث تطاردها النظرات الغريبة والسخرية من عائلتها، فيما يشجعها البعض على ذلك.

ومهما كانت نظرة الناس إلي سوزان تواصل القيام بمسؤولياتها التي لاتقل عن ما تقوم به الزوجة لأفراد عائلتها الحقيقيين، حيث قامت مؤخرا بالسفر إلى باريس برفقة عائلتها البلاستكية وتكبدت عناء ذلك، لتلتقط صورة لعائلتها أمام برج "ايفل".

كما ستقوم يونيو القادم بتجديد نذور زواجها من زوجها الدمية تشونسي، حيث تخطط حالياً لاقامة حفل زفاف كبير تحيه فرقة موسيقية خاصة ويحضره أصدقائها ومعارفها وعائلة العريس التي ستكون من الدمى أيضا.

إنه الجنون وفنونه، الذي أشعله كلام الناس في عقل سوزان هينتس، فقدم على مايبدو وأخر في حياتها.

تويتر