«الشارقة للفنون» قدّمت «الطوبى» و«بين شرقي وغربي» و«100 قطعة» وفيلم «وجدة»

3 معارض بمرجعيات تعكس الارتباط بالمكان

صورة

بحزمة فنية وتوليفة غنية عرضت مؤسسة الشارقة للفنون، أول من أمس، أعمالا فنية لثلاثة فنانين في ثلاثة معارض منفصلة، لكل من الفنان الإماراتي عبدالله السعدي، والفنان السعودي أحمد ماطر، والفنان الداغستاني الراحل إدوارد بوتربروت، في المباني الفنية الجديدة للمؤسسة.

وكان رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة عبدالله العويس، والشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للفنون، افتتحا، بحضور الشيخ سلطان بن سعود القاسمي، ومدير إدارة الفنون، هشام المظلوم، المعارض الثلاثة التي أظهرت اختلافاً في طبيعة الأعمال المقدمة، والتي شملت رسومات وتصويراً وأعمال فيديو وأعمالا تركيبية. وتباينت الأعمال من حيث انتمائها لمرجعيات مختلفة، إلا أنها تقدم حواراً منسجماً يحاكي دواخل الانسان وهمومه وقضاياه الإنسانية.

«الطوبى» هي مجموعة من أعمال عبدالله السعدي، التي تنوعت بين الرسم والتصوير والدفاتر الفنيّة، إلى التجميع والتصنيف المنظّم لأشياء عثر عليها خلال مسيرته، وتغذّي علاقته مع الطبيعة والحياة الريفيّة ممارسته الفنيّة التي تستكشف البيئة المتغيّرة والتاريخ الشخصي والثقافي.

مشاركات فنان

شارك الفنان عبدالله السعدي في العديد من المعارض دولياً وإقليمياً، منها «تعابير إماراتية»، وبينالي الشارقة العاشر عام 2011، وبينالي الشارقة الخامس في 2003، كما ضمت أعماله إلى منصة الإمارات في بينالي فينيسيا، وعُرضت أعمال له في معرض «لغات من الصحراء»، ومتحف كونست بون (2005)، وبينالي ساو باولو 26.


فيلم «وجدة»

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/02/98257.JPG

ضمن افتتاح المعارض الثلاثة، قدم عرض سينمائي للفيلم «وجدة» من إخراج السعودية هيفاء المنصوري، في سينما سراب المدينة، وتدور أحداث الفيلم حول فتاة اسمها وجدة، تنتمي لعائلة من الطبقة المتوسطة، كانت وجدة تحلم دائماً بامتلاك دراجة خضراء معروضة في أحد متاجر الألعاب.

وعلى الرغم من أن ركوب الدراجات محظور على الفتيات في تلك الفترة من الزمان، الا ان حلم وجدة يتزايد لتتمكن من امتلاك الدراجة حتى تتسابق مع ابن الجيران في شوارع «الحارة»، وتقوم بجمع المال وتخطط لتوفير مبلغ من المال يكفي لشراء تلك الدراجة، وذلك عبر بيع بعض الأغراض الخاصة بها، ويأتي هذا العرض في إطار برنامج الأفلام المستمر الذي تقدمه مؤسسة الشارقة للفنون.


تفعيل الإنتاج الفني

تسعى مؤسسة الشارقة للفنون، من خلال العمل مع شركاء محليين ودوليين، إلى خلق فرص للفنانين وتفعيل الإنتاج الفني، إذ إن المبادرات والبرامج الأساسية للمؤسسة التي تشمل بينالي الشارقة ولقاء مارس وبرنامج الفنان المقيم وبرنامج الإنتاج والمعارض والبحوث والإصدارات، إضافة إلى مجموعة المقتنيات المتنامية تسهم في تحقيق رؤية المؤسسة والاسهام في تعزيز وتطوير الحراك الفني في الشارقة، كما تركّز البرامج العامة والتعليمية للمؤسسة، على ترسيخ الدّور الأساسي الذي تلعبه الفنون في حياة المجتمع، من خلال تعزيز التعليم العام والنهج التفاعلي للفن.

وأطلق السعدي عنوان «الطوبى» على معرضه، وهو مصطلح محلي يشار إلى أداة الخبز. ويرى السعدي أن هناك رابطا مشتركا يجمع الشعوب ذا علاقة مباشرة برحلته الأخيرة التي قام بها، كما أن هذا الرابط يتجلى في علاقته بوالدته التي لها نصيب كبير في هذا المعرض، من خلال عمل «رسائل أمي» الذي بدأه في 1998، من خلال جمع الرسائل الرمزية (حجر، قطعة خشب) التي تتركها له والدته عند باب مرسمه أو بيته عندما تأتي لزيارته ولا يكون موجودا، إذ انتهى العمل عام 2013 بوفاة والدة الفنان، وانتهى معه كتاب «رسائل أمي» الذي ضم يوميات ورسومات لهذه الرسائل، ودراسة للقطع وتصنيفها وفقاً للحجم والعدد والنوع والتواريخ مع استنتاجات شهرية للزيارات.

ويحتوي المعرض على قسم للأعمال التي نتجت عن رحلة المقارنة والمقاربة الخارجية والداخلية، التي قام بها الفنان في أميركا اللاتينية والمناطق الحدودية في عمان والإمارات، ورافقته في الرحلة 10 أحجار حفر عليها أشكال حيوانات، وذلك على خطى رحلة قمرقند التي اصطحب فيها السعدي حماره «قمرقند» وكلبه والتي نتج عنها عمل قمرقند الذي شارك في بينالي الشارقة 2010، ويشارك به السعدي مرة أخرى في هذه المعرض، واستمراراً في سياق المقاربات والمقارنات نتجت مجموعة «البطيخ»، كذلك هناك مجموعة النعال الحجرية (الزنوبة)، فهي ذات صلة عميقة بالحياة وترتبط بالأرض والمكان.

100 قطعة

افتتح معرض الفنان السعودي أحمد ماطر، القائم على فكرة العثور على 100 قطعة شملت صوراً فوتوغرافية وأشرطة فيديو وقطعا مختلفة ومواد بحثية، جمعها ماطر ليؤرخ ماضي مكة بالنسبة لهويتها الحالية. جمع ماطر خلال بحثه أرشيفاً غنياً بالمحادثات والمراجع الشخصية والتسجيلات للتطورات الحضرية وعمليات التوسع في مكة المكرمة، والتي يقدم بعضاً منها في هذا المعرض.

وقدم في المعرض الحالي تاريخاً غير رسمي للحياة الاجتماعية والسياسية في السعودية، كما تحمل عبء تمثيل الأحداث المؤلمة للأبعاد التاريخية الجماعية، ومساراً من الذكريات الفردية والأحلام الشخصية والجماعية، ويعد هذا المشروع الذي يقدمه ماطر عملاً مستمراً ينتهي بانتهاء عمليات التوسع الشاملة التي تجري في مكة.

وعرضت أعمال الفنان على الصعيد الدولي في معارض منها متحف موري للفنون (طوكيو)، ومتحف نيلسون أتكينز للفنون (كانساس سيتي)، وبينالي الشارقة 11 (2013)، ومتحف ليدن الأثنولوجي، وفي «أشغال داخلية 6» في أشكال ألوان في لبنان (2013)، وغاليريا كونتينوا لو مولان (باريس)، كما دعي للمشاركة في عدد من جلسات النقاش والحوارات في متحف اللوفر (2010)، وأكاديمية الفنون في برلين (2010)، وتوجد أعماله في مقتنيات المتحف البريطاني (لندن)، ومتحف فيكتوريا وألبرت (لندن)، ومتحف لوس أنجلوس للفنون (لوس أنجلوس، كاليفورنيا)، ومتحف الفن الإسلامي (الدوحة)، ومركز بومبيدو ( باريس).

فنان راحل

في تكريم يحسب لمؤسسة الشارقة للفنون، أقيم معرض استعادي لأعمال الفنان الداغستاني الراحل إدوارد بوتربروت، بعنوان «بين مشرقي ومغربي» ضمن مجموعة مختارة من أعمال الراحل، والذي يتتبع رحلة الفنان وأعماله على مدى عقدين من الزمن. وبينما تقع الحكايات الداغستانية الشعبية والثقافية في محور أعمال بوتربروت، كان يصور التوازن بين الشرق والغرب باستخدام مختلف الأساليب والتقنيات بما في ذلك المسرح والتصميم المسرحي، ليوصف الاختلافات بينهما، وقد خاض الفنان في كل شيء من الرسم إلى الكتابة والمسرح، ولم يثنه الخوف عن الاستكشاف والتجريب. وتأثرت أعمال الفنان بوتربروت إلى حد كبير بعوالم وطنه داغستان وما يكتنزه من قصص خيالية وأساطير وتقاليد وأبعاد ثقافية. وتصل الأعمال إلى نحو 60 لوحة رسمت بمواد مختلفة، وعلى الرغم من أنه طور أسلوبه الفني الشخصي عبر ترجمة رموز الطقوس القديمة إلى الفن المعاصر، إلا أنه توجه بأعماله إلى مشاهديه أيضاً، إذ أراد أن تلامسهم أعماله على الصعيد الفطري والشخصي.

تويتر