تركن بصمات واضحة في الصحافة والإذاعة والتلفزيون منذ الستينات

الإماراتيات والإعلام.. سيرة ممتدة بلا توثيق

صورة

أكدت الكاتبة عائشة الكعبي، أن المرأة الإماراتية كانت حاضرة في الإعلام حتى قبل قيام دولة الاتحاد، على خلاف ما قد يعتقد البعض من أن حضور المرأة الإماراتية في الإعلام يعود إلى فترة حديثة، ترتبط بالطفرة التي شهدتها دولة الإمارات في مختلف المجالات، واستطاعت المرأة أن تكون حاضرة في مختلف مجالات التنمية والتطور.

 

إحصائية

ذكرت عائشة الكعبي أن عدد الصحافيات الإماراتيات المسجلات في جمعية الصحافيين بالإمارات يبلغ 163 صحافية. بينما يصعب حصر العاملات في مجال الإذاعة والتلفزيون بهذه الدقة، نظراً لاتجاه بعض القنوات للاستعانة بإعلاميات عربيات وتقديمهن كإماراتيات.

دعم

دعت الكاتبة الإماراتية عائشة الكعبي، خلال الأمسية التي نظمها مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام، إلى الاهتمام بالتوطين الحقيقي في المؤسسات الإعلامية المحلية، ومنح المواهب المواطنة المزيد من الاهتمام والدعم للمنافسة والنجاح.

عائشة الكعبي: هناك شُح واضح في المصادر المكتوبة التي تلقي الضوء على دور المرأة في الإعلام. الإمارات اليوم

أسماء

ذكرت الكاتبة الإماراتية عائشة الكعبي، أن هناك إماراتيات عملن بصورة غير منتظمة في الصحافة بنشر بعض المواد في مجلة «الأزمنة العربية» (1979-1980)، منهن الشاعرة ظبية خميس، أخت مؤسس المجلة محمد غباش، وعائشة النعيمي وأمينة بوشهاب، وأمينة ذيبان، وفاطمة الشامسي، وأمينة الظاهري. بعدها بأعوام قليلة ظهرت أسماء جديدة، منها: منى مطر شقيقة موزة، ومريم سالم، وأمنيات سالم، ومنى سيف، وتوالت الأسماء الإماراتية التي لمعت في سماء الإعلام، ففي الصحافة برزت أسماء مثل: فضيلة المعيني، وعائشة سلطان، ومنى المري، ومنى بوسمرة، كما أن هناك أيضاً قيادات إعلامية شابة متميزة مثل نورة الكعبي، وبرزت أسماء في الإعلام الإلكتروني مثل شيخة المسكري، حسب الكعبي.

وأشارت الكعبي، خلال الأمسية التي نظمها مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام، مساء أول من أمس، في افتتاح موسمه الثقافي لعام 2014، بعنوان «السيرة الإعلامية للمرأة الإماراتية»، إلى أن هناك إماراتيات استطعن أن يتركن بصمات واضحة في العمل الإعلامي منذ الستينات من القرن الماضي، لافتة إلى أن المجتمع الإماراتي في الستينات والسبعينات كان لديه قابلية لعمل المرأة وخروجها، على خلاف الاعتقاد السائد لدى البعض، مقارنة بالأوضاع في فترة الثمانينات.

وأضافت الكعبي، التي عملت في مجال الإعلام من قبل مقدمة لنشرة الأخبار في تلفزيوني أبوظبي ودبي، أنها «خلال العمل على تتبع مشاركة المرأة الإماراتية في العمل الإعلامي واجهت صعوبة في العثور على المعلومات عن الشخصيات، فهناك شُح واضح في المصادر المكتوبة التي تلقي الضوء على دور المرأة في الإعلام، وهناك شخصيات إعلامية مهمة لم تتم الإشارة إليها، والبعض الآخر لا توجد له حتى صورة واحدة»، موضحة أنها «اعتمدت في تتبع ورصد مشاركة الإماراتية في الإعلام على بحث فردي قامت به على مدى أسبوع، جمعت فيه المعلومات، وتواصلت بشكل مباشر مع بأبرز الشخصيات التي وردت في البحث».

الإعلامية حصة العسيلي، كانت من أوائل الشخصيات التي توقفت أمامها الكعبي خلال الأمسية، إذ كانت العسيلي أول إعلامية إماراتية تعمل في مجال الإذاعة والتلفزيون بعملها في إذاعة صوت الساحل عام 1965، ثم انتقلت إلى تلفزيون الكويت، الذي كان يبث من دبي عام 1969، وفي 1972 انتقلت إلى تلفزيون وإذاعة أبوظبي قبل أن تعتزل العمل الإعلامي في 1974، وساعدها على العمل تشجيع أسرتها، لاسيما أن والدتها كانت شاعرة.

رائدة أخرى من رائدات العمل الإعلامي هي مريم أحمد، التي التحقت بالعمل في تلفزيون أبوظبي عام 1969، ثم دخلت مجال التمثيل في 1978 من خلال مسلسل «أشحفان»، ثم غابت أخبارها عن الجميع حتى وفاتها في لندن عام 2012 بعد صراع مع مرض السرطان. واعتبرت عائشة الكعبي أن مريم أحمد سالم القبيسي، من الشخصيات الإعلامية التي ظلمت، ولم يتم التركيز على دورها، رغم أنها استمرت في تقديم نشرات الأخبار حتى التسعينات.

هناك أيضاً فاطمة حسن، التي عملت جنباً إلى جنب مع حصة العسيلي في تلفزيون الكويت من دبي منذ 1969، وقدمت العديد من البرامج ونشرات الأخبار حتى اعتزلت العمل الإعلامي في 1972.

أما سهام العصيمي، فعملت في تقديم برامج الأطفال بتلفزيون الكويت من دبي عام 1969، وكانت تقدم برنامجاً بعنوان «جنة الأطفال» ولكنها لم تستمر سوى بضعة أشهر قبل أن تتزوج وتنتقل إلى الكويت، وربما لذلك لا تتوافر عنها معلومات مكتوبة أو موثقة، ولكن الكعبي جمعت معلوماتها من شهادات شفاهية من حصة العسيلي وخيرية ربيّع.

بينما جمعت الإعلامية موزة خميس بين العمل في الإذاعة والتلفزيون والصحافة أيضاً، فقد التحقت بتلفزيون الكويت من دبي عام 1973، وقدمت برنامج «جنة الأطفال» حتى 1975، وبعد إغلاق التلفزيون انتقلت إلى مكتب وزارة الإعلام في دبي من 1978-1980 وبدأت الكتابة خلال تلك الفترة، ثم انخرطت في العمل الصحافي، لتصبح أول كاتبة عمود صحافي إماراتية، عبر كتاباتها في جريدة «صوت الأمة» التي كان يصدرها أحمد سلطان الجابر منذ 1976.

كما كانت أول صحافية مواطنة تعمل في جريدة «الخليج» في 1980 وعملت لسنة واحدة، قبل أن تنقطع عن العمل لفترة، وتعود من خلال جريدة «البيان» 1992-1997، وتنتقل بعدها إلى «الاتحاد» منذ 1998 وحتى الآن، إذ أسست صفحة أسبوعية متخصصة في الصحافة البيئية. وظهرت بعد ذلك مجموعة من الإماراتيات اللاتي مارسن العمل الإذاعي والتلفزيوني لفترات متقطعة منهن الإعلامية المعروفة عايدة حمزة، التي قدمت باللغتين العربية والإنجليزية، والفنانة سميرة أحمد، التي عملت في تلفزيون دبي.

وفي الثمانينات ظهرت أيضاً أول مخرجة إماراتية هي حصة لوتاه، التي تعمل حالياً في جامعة الإمارات، إذ عملت في تلفزيون دبي من 1983-1990.

وفي مجال العمل الصحافي، تطرقت الكعبي إلى الإعلامية خيرية ربيِّع التي تعد من مؤسسي جمعية النهضة النسائية عام 1974، والتحقت بالعمل بمجلة «الأزمنة العربية» من 1979-1981، ثم مجلة «أوراق» التي كانت تصدر بأبوظبي، واستمرت بها لعام، لتنتقل للعمل إلى «الخليج» في الفترة 1985-1986، عقب ذلك التحقت بـ«الاتحاد» من 1988-2005.

وتعد الإعلامية مريم يوسف، أول إعلامية إماراتية متخصصة أكاديمياً، إذ تخرجت في كلية الإعلام قسم صحافة جامعة القاهرة. وعملت في «الاتحاد» 1979-1998، وفي تلفزيون الشارقة من 2001-2008، وأصدرت، أخيراً، كتاب «رائدات من الإمارات».

في مجال الصحافة أيضاً، موزة مطر، التي التحقت بـ«الخليج» بعد تخرجها مباشرة عام 1982، وعملت محررة في تلفزيون أبوظبي ومديرة لمكتب مجلة «زهرة الخليج» بدبي والمناطق الشمالية، وهي حالياً مديرة مكتب صحيفة «الاتحاد» في دبي، وعضو مؤسس لجمعية الصحافيين الإماراتية.

بينما تعد حليمة الملا أول أكاديمية خريجة علوم سياسية وإعلام من جامعة الإمارات، وعملت في «الاتحاد» من 1985-2006، وكتبت في جميع المجالات حتى الرياضي والاقتصادي، وتعمل حالياً في مجلة «مرامي» التي تصدر في الشارقة.

 

تويتر