مواهب تمثيلية وُلدت على الخشبة المدرسية في الشارقة

طلاب يستدرجون 4000 مشاهد إلى المسرح

المواهب التمثيلية يتم تكريمها في أول مهرجان للمسرح المدرسي بالشارقة. تصوير: تشاندرا بالان

قال مدير مجموعة مسارح الشارقة رئيس اللجنة العليا المنظمة لمهرجان المسرح المدرسي بالشارقة، محمد حمدان بن جرش، إن هناك حاجة ماسة الى إقامة مهرجان مسرح مدرسي لا يقتصر فقط على طلبة مدارس الشارقة، بل يمتد إلى كل مدارس إمارات الدولة من خلال التنسيق مع وزارة التربية والتعليم ومختلف المؤسسات المعنية بالنشاط المسرحي، نظراً الى كشف تجربة إقامة أول مهرجان في هذا الصدد بإمارة الشارقة عن وجود مواهب مسرحية مقدرة كماً ونوعاً في الصفوف الدراسية، وجاذبية هذا النوع من المسرح لمرتاديه الذين وصل إجمالي عددهم في مختلف عروضه إلى 4000 مشاهد، مشيراً إلى أن الاهتمام بالموهوبين في مجال «أبوالفنون» في تلك المرحلة هو الضمانة الأساسية لنشر الثقافة المسرحية إبداعاً وتذوقاً.

بن جرش الذي توقع أن يكون «إبداع الناشئة والموهوبين الصغار جاذباً ومغرياً لأن تتلقّفه وتحتضنه مسارح الكبار» أضاف لـ «الإمارات اليوم»، أن مجموعة مسارح الشارقة من خلال تحضيرها منذ الإعلان عن إطلاقها لمهرجان المسرح المدرسي مستعدة للتعاون في هذا الصدد من أجل التنسيق لإقامة المهرجان الجديد في حال إقراره، مشيراً إلى أن «الأمر يرتبط باستراتيجية متكاملة لتأسيس قاعدة حقيقية للمسرح الإماراتي الذي ظلت محاولات النهوض به وتحسين ثماره على مدار عقود مركزة على معالجة فروعه، دون التطرق إلى الجذور الحقيقية لتنمية أو وأد أي موهبة فنية عموماً والمواهب المسرحية خصوصاً، وهي مراحل الطفولة والنشء، التي لا يمكن الوصول إلى منتميها بشكل منظم في حال النشاط المسرحي، إلا من خلال المؤسسات المدرسية».

جاء ذلك على هامش حفل توزيع جوائز مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي الذي اختتم فعالياته أول من أمس، في قصر الثقافة في الشارقة، كاشفاً عن مواهب تمثيلية أكد بن جرش أنه سيتم استثمارها في أعمال يتم الإعداد لها خصيصاً من أجل استيعابها، متوقعاً أن «تتسابق فرق مسرحية وجهات إنتاجية في الاستعانة بطاقات المواهب التي كشف عنها المهرجان».

ثقافة

اقترح مدير مجموعة مسارح الشارقة آلية محددة لإقامة مهرجان للمسرح المدرسي يمتد لسائر إمارات الدولة، ولا يقتصر على إمارة الشارقة، مشيراً إلى أن المهرجان في حال إقراره سوف يكون بمثابة قاعدة لنشر ثقافة المسرح، ليس فقط بين طلبة وطالبات المدارس، بل أيضاً بين مختلف الشرائح المجتمعية، من خلال دعم وحضور أسر الطلبة المشاركين وزملائهم.

وأحال بن جرش إلى تجارب ممثلين معروفين ولدت تجاربهم على خشبات المسرح المدرسي، وهو ما أكده عضو لجنة التحكيم الفنان خليفة التخلوفة، الذي تخصص في الإشراف على النشاط المسرحي في مدارس المنطقة الشرقية، بعد أن دان بالفضل لمدرسته في اكتشاف موهبته التمثيلية، عندما كان طالباً في المدرسة الثانوية.

وكشف بن جرش عن أن أعضاء لجنة التحكيم متحمسون لفكرة تعميم التجربة، بعدما لمسوا ثراء المدارس المشاركة بمواهب مسرحية حقيقية، مشيراً إلى أن الفنانين محمد العامري وسعيد سمبيج باتا يملكان قناعة مماثلة بأن أحد الحلول الناجعة لتجديد المسرح الإماراتي كامن في خشبات المسارح المدرسية، وداخل صفوف الطلبة الذين بينهم الكثير من المواهب المسرحية. وأشار بن جرش أيضاً إلى أن إشكالية ضعف النص الدرامي عموماً التي تعاني منها قطاعات الإنتاج المختلفة، لا يمكن حلها بمعالجة سطحية ترتبط بمبدع نضجت أدواته الإبداعية تماماً، بل لابد من الغوص في مراحل تكوين المبدع نفسه، والتوقف عندها بالورش والدورات المتخصصة، وهو ما ستحرص عليه جائزة الشارقة للتأليف المسرحي اعتباراً من دورتها المقبلة، حسب بن جرش.

واشار بن جرش إلى أنه بموازاة اهتمام المهرجان بالمواهب التمثيلية فإن جائزة الشارقة للتأليف المسرحي المدرسي التي سيتم كشف نتائجها في فئتي الطلاب والمعلمين، الأسبوع المقبل، تؤشر إلى أنه حتى أزمة الكتابة التي يصرح بشأنها القائمون على صناعة الإنتاج الدرامي عموماً تكمن معالجتها في هذه السن الغضة من الإبداع، مشيراً الى أن هناك رغبة طلابية للتنفيس عن طاقاتهم من خلال الكتابة المسرحية، وان هناك عدداً من الطلبة المبدعين في مجال التأليف هم مشروعات حقيقية لأدباء وكتاب متميزين، لكن غياب الورش والدورات التي تساعدهم في توجيه طاقاتهم تحول دون إتمام ذلك على نحو نموذجي، مشيراً إلى أن المجموعة بصدد تخصيص فعاليات في هذا المنحى يتم تخصيصها للطلاب قبيل إطلاق الدورة الثانية من الجائزة بوقت كافٍ.

وأشاد بن جرش بتعاون منطقة الشارقة التعليمية، والمكتب التعليمي بالمنطقة الشرقية، وجهود مؤسسة الشارقة للإعلام ومجلة ماجد ومواصلات الشارقة في دعم ورعاية فعاليات المهرجان، ونوه إلى أن المجموعة ستشكل لجنة فنية متخصصة، تكون مهمتها إعداد تقرير تقييمي موضوعي شامل للمهرجان والفعاليات المصاحبة له على المستوى الفني والتنظيمي والإداري لتبيان مواقع الخطأ والاستفادة منها في المستقبل، والتعرف الى مواطن القوة والضعف، خصوصا أن المهرجان أقيم على مساحة جغرافية واسعة شملت مدينة الشارقة والمنطقة الشرقية والمنطقة الوسطى، وتنادت للعمل فيه مجموعة كبيرة من المشرفين والمدربين والمدرسين والفنيين والإداريين، ما يتطلب تقييماً شاملاً كي تتحدد على ضوئه خطوات ومسار المستقبل المسرحي في المنظومة التعليمية، كما أشاد بن جرش بأعضاء لجنة التحكيم لدورهم الفاعل وحرصهم على استخلاص نتائج المسابقة بكل حيادية وأمانة، مثنياً على دور الوسائل الإعلامية المختلفة في الدولة والصحافة المحلية التي واكبت هذا الحدث الثقافي والتربوي.

وأكد بن جرش أن مجموعة مسارح الشارقة عازمة على تنفيذ توصيات لجنة التحكيم التي أكدت ضرورة تكثيف الورش التدريبية المتخصصة، وبدراسة إمكانية إدخال مادة المسرح إلى المناهج المدرسية، وضرورة تعزيز دور الطالب في المسرح المدرسي في مجالات التأليف المسرحي والعناصر الإخراجية الأخرى، وأن تتضمن عروض العام المقبل عروضاً مدرسية لمسرح الدمى وخيال الظل، والاهتمام بالأعمال الكوميدية المدرسية، وإقامة جلسات حوار وندوات تطبيقية تعقب العروض المشاركة. وتقديم عروض مهرجان باللغة العربية الفصحى، وأن تقدم العروض المدرسية على فترتين صباحية ومسائية، تكون الصباحية موجهة للمدارس، والمسائية موجهة للجمهور العام لتعزيز دور المسرح في المجتمع. كما طالبت التوصيات بضرورة تعميم الثقافة المسرحية في المدارس، وتزويد كل مدرسة بمكتبة مسرحية متخصصة.

وتوزعت جوائز المهرجان على الفرق المشاركة، حيث ذهبت جائزة أفضل عرض مسرحي المركز الأول في منطقة الشارقة لمسرحية «عودة الشمس الغائبة» لمدرسة رابعة العدوية للتعليم الأساسي، والمركز الثاني لمسرحية «رجل الماراثون» لمدرسة الشارقة الأميركية الدولية، والمركز الثالث لمسرحية «أنا ومدرستي» لمدرسة النخيلات للتعليم الأساسي.

بينما ذهبت جائزة أفضل عرض مسرحي المركز الأول في عروض المنطقة الشرقية لمسرحية «خدعة لون»، لمدرسة إمامة بنت أبي العاص للتعليم الأساسي، والمركز الثاني لمسرحية «المدرسة للجميع» لمدرسة عاتكة بنت زيد للتعليم الأساسي، والمركز الثالث لمسرحية «التحدي»، لمدرسة أم الفضل بنت حمزة للتعليم الأساسي.

وذهبت جائزة أفضل أداء في الشارقة إلى الطالب ناصر عبدالمحسن عن دور الاسكندر الأكبر في مسرحية الاسكندر الأكبر من مدرسة الأرقم للتعليم الأساسي، بالإضافة إلى 11 جائزة حصل عليها طلاب وطالبات آخرون، بينما ذهبت جائزة أفضل عمل جماعي لطلاب مدرسة الخليج العربي للتعليم الثانوي عن مسرحية «مجالس خليفة»، وجائزة أفضل تأليف لفاطمة المنصوري عن مسرحية «أنا ومدرستي»، مدرسة النخيلات للتعليم الأساسي، وحصلت سهير عبدالباسط على أفضل اخراج عن مسرحية «عودة الشمس الغائبة»، لمدرسة رابعة العدوية، أما جائزة أفضل مؤثرات موسيقية وصوتية فذهبت إلى ابتسام كامل عن مسرحية «عودة الشمس الغائبة»، وأفضل ديكور وأزياء لمسرحية الاسكندر الأكبر، مدرسة الأرقم للتعليم الأساسي، وأفضل مكياج لفاطمة محمد عن مسرحية «النمرود»، لمدرسة الشارقة النموذجية، بينما ذهبت جائزة التحكيم الخاصة إلى مسرحية «النمرود» مدرسة «الشارقة النموذجية».

وذهبت جائزة أفضل أداء في المنطقة الشرقية لعدد من الطلاب، أبرزهم الطالب عبدالرحمن سالم، مسرحية «الكنز»، لمدرسة «أبوأيوب الأنصاري»، وجائزة أفضل أداء جماعي لطالبات مدرسة «إمامة بنت أبي العاص عن مسرحية «خدعة لون»، وأفضل تأليف لابتسام مال الله عن مسرحية «المدرسة للجميع»، مدرسة «عاتكة بنت زيد»، وأفضل إخراج لعائشة صالح الشويهي عن مسرحية خدعة لون، وأفضل مؤثرات موسيقية وصوتية لداليا ناجي، مسرحية «التحدي»، وأفضل ديكور لعائشة البيرق عن مسرحية «بائع السعادة»، وأفضل أزياء لمسرحية «مملكة القراء»، وأفضل مكياج لمسرحية «المدرسة للجميع»، بينما ذهبت جائزة التحكيم الخاصة في المنطقة الشرقية لمدرسة نفيسة عيسى الحمادي عن تأليف مسرحية «مملكة القراء».

تويتر