اتفاقية بين «التربية» واتحاد الكُتّاب لرفد الكتب المدرســية بنصوص إبداعية محلية

مشروع لتضمين الأدب الإماراتي في المناهج

الاتفاقية ستتيح الاستفادة من الإبداعات الإماراتية في الكتب المدرسية وتعزيز الهوية الوطنية. الإمارات اليوم

وقعت وزارة التربية والتعليم صباح أمس، في مقر الوزارة في أبوظبي، مذكرة تفاهم مع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات تقضي برفد مناهج اللغة العربية بنصوص أدبية إماراتية، وتنظيم مسابقات أدبية سنوية لطلبة المرحلة الثانوية في المدارس الحكومية في مختلف المجالات، وذلك في إطار حرص الطرفين على العمل المشترك للارتقاء بالموهبة الأدبية لدى الطلبة وتشجيعها، ونشر الوعي والمعرفة والثقافة الإماراتية بينهم، ودعم قدراتهم في هذا المجال.

وقال رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الشاعر حبيب الصايغ، إن الثقافة المحلية، والمثقف الإماراتي كانا يعانيان من غياب كامل عن المناهج التعليمية في الدولة. وإن ما كان يرد ضمن هذه المناهج كان يأتي مصادفة أو من باب الاجتهاد الشخصي، من دون أن يكون هناك توجه منهجي واضح للاستفادة من الإبداعات المحلية في المناهج الدراسية في مدارس الدولة». مشيرًا إلى أن غياب المنهجية في انتقاء المواد القليلة التي تتضمنها المناهج حالياً جعل هذه المواد موضع ملاحظات وتحفظات ترتبط بمستواها ومعايير الاختيار. وانتقد الصايغ خلو المناهج الدراسية من مؤلفات وتراجم شخصية للعديد من أعلام دولة الإمارات. وقال الصايغ لـ«الإمارات اليوم» إن «التعريف بهذه الشخصيات ينصب في تأكيد الهوية الوطنية، والتعريف بتراث الدولة، ليس فقط التراث القديم، ولكن أيضاً التراث الجديد الذي تكون منذ إعلان قيام الاتحاد». مشيراً إلى أن هناك جيلاً من الشعراء والكتاب الإماراتيين لا يعرفه أحد، في المقابل يتخرج الطالب من الجامعة من دون ان يتعرف إلى أعلام الثقافة والمعرفة في الدولة.

مبادرة لإثراءالعمل التربوي

 

أكد وزير التربية والتعليم حميد محمد القطامي، أن مذكرة تفاهم مع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات تأتي في إطار حرص وزارة التربية والتعليم على تأكيد مبدأ الشراكة المجتمعية، ودور المؤسسات والاتحادات الوطنية في تعزيز توجهات الوزارة نحو جعل الطالب محوراً لجميع مبادراتها، والارتقاء بنشر الوعي والثقافة بين الطلبة في المجالات الأدبية، وتنمية الدافعية لديهم، والاستفادة من إبداعات ومواهب أدباء وكتّاب ومثقفي الدولة، والخبرات الوطنية في إثراء العمل التربوي وتنمية الوعي المعرفي لدى طلبة المدارس، وعناصر الميدان التربوي كافة، منوهاً بأن الوزارة سوف تقوم بتفعيل ما جاء في هذه المذكرة من خلال الإدارات المختصة كل في ما يخصه.

وأشاد وزير التربية والتعليم بما تشهده الساحة من حراك ثقافي كبير وجهود ملموسة في سبيل تعزيز العمل الثقافي في الدولة، وحرص اتحاد كتاب وأدباء الإمارات على المساهمة في توجهات الوزارة بتنمية المواهب الطلابية الأدبية والثقافية والمعرفية، والارتقاء بها من خلال تقديم الدعم المناسب، بما لديهم من خبرات وإمكانات في هذا المجال، منوهاً بأن هذه المذكرة من شأنها أن تفتح المجال أمام الطلبة للدخول في مسابقات ثقافية وأدبية تعزز من قدراتهم وتنمي مواهبهم بشكل مدروس وعملي، فضلاً عن تأهيلهم إلى المشاركات والمنافسات المختلفة وتحقيق أفضل المراكز عربياً وعالمياً.

خطوات مقبلة

أعرب الصايغ عن أمله أن تتبع هذه الخطوة خطوات تالية، أهمها عقد اتفاقية مماثلة مع الجامعات والمعاهد في الإمارات، والتواصل مع الأساتذة المشرفين على أقسام اللغة العربية في هذه الجامعات لإدخال الانتاجات الإماراتية في المناهج، وأيضاً كموضوعات الاطروحات لرسائل الماجستير والدكتوراه التي يتم طرحها في الجامعات. وعن أهمية الاتفاقية بالنسبة لاتحاد الكتاب والأدباء، أوضح الصايغ أن «مثل هذه الاتفاقيات تتيح دوراً ونشاطاً تفاعلياً للاتحاد يتزامن مع نشاطه الثقافي المعتاد، كما يسهم التعاون مع وزارة التربية والتعليم إلى تفعيل بند من بنود النظام الأساسي لاتحاد الكتاب، وهو ما يختص بالعضوية الواعدة، التي يمنحها الاتحاد للمواهب الواعدة لاستقطاب هذه المواهب ودعمها ورعايتها، بما يجعل العضوية الواعدة بمثابة مرحلة انتقالية تلتحق بعدها المواهب الشابة بالعضوية العاملة، التي يمنحها اتحاد الكتاب لأعضائه من المواطنين».

عضوية واعدة

كشف الصايغ أنه رغم تضمن نظام الاتحاد منذ صدوره بند العضوية الواعدة، إلا انه لم يفعل ولم يتم منحها لأي عضو حتى الآن. مشيراً إلى أن العضوية الواعدة تمنح للمواهب الإماراتية، وفقاً لقانون اتحاد الكتاب، ولكن يمكن تغيير هذه الجزئية من القانون، ومنحها لمواهب جادة من الوافدين. وأشاد الصايغ بهذه المذكرة باعتبارها تعبر عن مطلب قديم وملح جاء وقته ليتحقق، وأوضح أن المذكرة تقضي برفد مناهج اللغة العربية لوزارة التربية والتعليم بنصوص أدبية إماراتية: شعر، قصة، فصول مسرحية، فصول روائية، مقالات أدبية، من خلال ما يرشحه اتحاد الكتاب، وتنظيم مسابقات أدبية سنوية لطلبة المرحلة الثانوية في المدارس الحكومية في مجالات: البحث الأدبي، القصة القصيرة، الشعر، الدراسات الأدبية، فضلاً عن نشر مقالات عن مسيرة بعض الأدباء بالمجلة التربوية التي تصدرها وزارة التربية والتعليم، وذلك بالتـــنسيق مع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، منوهاً بأن فريق العمل سوف يبدأ مباشرة في التخطيط لما جاء في هذه المذكرة واتفق الطرفان من خلال المذكرة على نشر بعض أعمال الطلـــبة الموهوبين أدبياً من خلال مطبوعات اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وعرض إصدارات الاتحاد والإصدارات الخاصة بأعضائه في معرض الكتاب الذي تنظمه الوزارة، إلى جانب عرض مطبوعات ومنشورات وإصـــدارات الوزارة في معرض الكتاب الذي ينظمه أو يشارك فيه اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات. وأفاد الصايغ بأنه من المقرر أن يشهد النظام الذي يعمل اتحاد كتاب وأدباء الإمارات وفقاً لبنوده، بعض التعديلات في الفترة المقبلة، حيث ستعقد جمعية عمومية في ابريل المقبل، وترافقها جمعية استثنائية تطرح بعض التعديلات على النظام الحالي للاتحاد. معرباً عن إيمانه بضرورة اجراء تعديلات على القوانين والتشريعات من وقت لآخر تواكب مستحدثات ومستجدات الواقع.

تويتر