الظنحاني: تصدير ثقافتنا أصبح ضرورة

خالد الظنحاني: لا يظل إلا الشاعر الحقيقي. تصوير: إريك أرازاس

قال الشاعر الإماراتي خالد الظنحاني، إن الثقافة المحلية في الإمارات أصبحت في حاجة ملحة للخروج من نطاقها المحلي، والانفتاح على محيطها العربي والإقليمي، معتبراً ان غياب التنسيق والتعاون بين المؤسسات الثقافية في الدولة يمثل عائقاً رئيساً أمام تحقيق المزيد من الانتشار للفعل الثقافي الإماراتي خارج نطاقه الضيق.

وأوضح «علينا ان نعمل في الفترة الحالية على تصدير ثقافتنا المحلية للخارج، من خلال المزيد من الانفتاح على مختلف المؤسسات الثقافية في العالم العربي وخارجه، خصوصاً في النهضة الثقافية والعمرانية الكبيرة التي تشهدها الإمارات، وتتجسد في العديد من المشروعات والفعاليات الثقافية الضخمة، التي تستحق التعريف بها وتقديمها للعالم من حولنا»، داعياً المؤسسات الثقافية إلى التنسيق في ما بينها لتجاوز ما يحدث في كثير من الأحيان من تضارب في الفعاليات الثقافية داخل الإمارة الواحدة، نتيجة لتزامنها معا، ما يخلق حالة من التشتت والحيرة لدى الجمهور الثقافي على قلته.

واعتبر الظنحاني، الذي شارك في لجان تحكيم مسابقات شعرية عرضت على قنوات تلفزيونية مختلفة، ان مثل هذه المسابقات لها تأثير ايجابي في الساحة، إذ تعمل على تسليط الضوء على المواهب الشعرية في مختلف الدول العربية، موضحاً ان تصويت الجمهور عبر الوسائل المختلفة، قد يمنح اللقب او المركز الأول لشاعر ما، ولكنه لا يمنحه القدرة على الاستمرارية. «فمن يعتمد فقط على التصويت للنجاح، سريعاً ما يسقط، بينما لا يظل إلا الشاعر الحقيقي».

واستعرض الظنحاني خلال الأمسية التي نظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي، مساء أول من أمس جوانب من مسيرته وتجربته الشعرية، التي كان للبيئة الطبيعة التي نشأ فيها في منطقة دبا الفجيرة، وما تتميز به من تنوع وثراء، تأثير كبير في تجربته، التي اكتملت بعد ذلك بدراسته في كلية الدراسات الإسلامية والعربية، التي أفادته كثيراً. كما تطرق إلى إنشاء بيت الشعر في الفجيرة، الذي يتولى إدارته، بالإضافة إلى منصبه نائباً لرئيس جمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح، والدور الذي يقوم به كل من بيت الشعر والجمعية في تبني ودعم المواهب الشابة في الفجيرة، وهي كثيرة ومتعددة.

وتوقف الشاعر الإماراتي أمام بعض المشاركات التي قام بها، واعتبرها نقلات وعلامات فارقه في مشواره، مثل الأمسية التي أقامها ضمن معرض القاهرة الدولي للكتاب العام الماضي، وحظيت بحضور جماهيري كبير، والأمسية الشعرية التي احتضنها مسرح معهد العالم العربي في باريس عام ،2008 حيث ترجمت قصائده خلالها إلى اللغة الفرنسية، بالإضافة إلى مشاركاته في مهرجان صبحا والدفيانة للثقافة والفنون في الأردن العام الماضي، وفي مهرجان الصحراء الدولي في تونس.

وقدم خالد الظنحاني خلال الأمسية مجموعة من قصائده، تنوعت بين الوطنية والغزلية، وتميزت بلغتها التي أطلق عليها الشاعر «اللغة البيضاء» لاقترابها من الفصحى، ومفرداتها ذات الطابع العصري الذي يعكس ملامح من الحياة الواقعية، موضحاً ان تجديد «الرمسة» في الشعر النبطي لا يعني مطلقاً التخلي عن البيئة الإماراتية الأصيلة التي يحملها القصيد النبطي، أو ارتباطه بالتراث ومفرداته.

تويتر