470 عملة نادرة تعود إلى ملوك العرب وخلفاء المسلمين

متحف المسكوكات.. نقودٌ لا تقدّر بثمن

متحف المسكوكات يشكل معلماً أثرياً بارزاً في منطقة البستكية التاريخــــــــــــــــــــــــــــــــــية. تصوير: أسامة أبوغانم

يضم متحف المسكوكات الذي يقع في بيت تراثي قديم في منطقة البستكية، في دبي، بين جدران غرفه العتيقة التي تناهز من العمر 80 عاماً، 470 عملة عربية وإسلامية نادرة، تعود إلى عصور مختلفة، بدءاً من الدراهم الساسانية المعربة قبل الإسلام، ومروراً بعملات عصر الخلافة الأموية والعباسية، ووصولاً إلى العملات التي تداولها الناس في الإمارات قبل قيام الاتحاد، وهي ثروة متحفية وتاريخية لا علاقة لها بقيمتها «المالية»، لكونها «سلة عملات» بالمعنى الحديث، بقدر ما هي جوارير تاريخ ثمين، وأرشيف حضارات لا يقدّر بثمن.

ويقول المرشد السياحي والقائم حالياً بأعمال مدير متحف المسكوكات خالد الظاهري، أن متحف المسكوكات «يشكل معلماً أثرياً بارزاً في منطقة البستكية التاريخية»، التي يعود إنشاؤها تقريباً إلى عام ،1890 وتعدّ من أعرق أحياء مدينة دبي القديمة، مضيفاً أن المتحف الذي يقع على مساحة تبلغ 240 مترا مربعا، وتم تأسيسه في عام ،2004 يضم بين جدرانه العتيقة 470 عملة نادرة تعود إلى عصور مختلفة، بعضها يعود إلى الخليفة عثمان بن عفان، وأخرى استخدمت في عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وبعضها تداوله الناس في عهد الدولة الساسانية.

ويتابع أنه قد تم تزويد المتحف الذي بلغت كلفة تأسيسه سبعة ملايين درهم، بخزائن عرض، وشاشات مكبرة لكل عملة، إلى جانب شاشات لمس تسهل التعرف إلى معلومات كل عملة، شكلها، حجمها، سمكها، طريقة صكها، قطرها، العبارات التي كتبت عليها والرسوم والأشكال التي صُنعت عليها.

عملات منوّعة

عُملات تم تداولها في الإمارات

تداول سكان الإمارات قديماً، قبل قيام الاتحاد، مجموعة كبيرة من العملات، ومنها:

ما يشبه صنارة الصيد المعروفة بالأرين أو «الملوية».

«طويلة الحسا» التي تشبه ملقاط الشعر، وقد اقتصر تداولها على الموانئ فقط كعملة بحرية تجارية.

«التلر» النمساوي المعروف بـ«ريال ماريا تريزا».

روبيات الملكة فكتوريا المعروفة بروبية «أم البنت».

روبيات الإمبراطور إدوارد السابع الذي كان أصلع الرأس، لذا أطلق العامة عليها «أم صلعة».

روبيات الملك «جورج الخامس» وكان كبير السن أشيب الرأس وله شارب طويل، لذا أطلق عليها «روبيات الشايب».

روبيات الملك جورج السادس، وكان شاباً وأطلق العامة عليها «روبية أم الولد».

عملات هندية تحمل شعار الهند الجديدة، وهو عبارة عن الأسود الثلاثة، ولجهل بعض الناس بالشعار الجديد أطلقوا عليها روبيات «أم صنم».

وعن عملات المتحف، ذكر الظاهري أنه تم توزيع عملات المتحف الـ،470 على غرف المتحف السبع، التي تضم كل واحدة منها عملات عصر معين، وهي عملات الساسانية المعربة، وعملات من عصر الخلافة الأموية، وعملات من عصر الخلافة العباسية، وعملات من الشام ومصر وتركيا، وعملات من العراق والمشرق الإسلامي، وعملات من شمال إفريقيا والأندلس، وأخيراً عملات من الدولة»، وبين أنه «في محاولة لتعريف الجمهور بالعملات وماهيتها، تم تخصيص الغرفة الأولى من المتحف للتعريف بتاريخ العملة»، منذ زمن المقايضة وهو زمن ما قبل العملات، وصولاً إلى صناعتها، وتضم نبذة عن النقود القديمة، ومنها الليدية واليونانية والرومانية وشمال الجزيرة العربية وجنوبها، وأكد الظاهري أنه «يمكن التعرف إلى تاريخ العملة ابتداء من عهد مملكة ليديا التي تقع بالقرب من أزمير (تركيا وبلاد اليونان)، حيث كانت العملة على شكل حبة الفاصوليا ومدموغة من جانب واحد فقط».

ويرى الظاهري أن أشكال عملات كل عصر تتفاوت ما بين الدراهم والدنانير، بناء على الظروف السياسية والتاريخية للعصور التي تنتمي إليها، الأمر الذي يتمثل في الأشكال والرسوم والجمل التي تحملها، وغالباً ما كانت تشمل عبارة التوحيد وأسماء الملوك. وتضم الغرفة الثانية من المتحف، العملات الساسانية المعربة، التي استخدم العرب قبل الإسلام دراهمها في النظام التقليدي، وقد تم تعريبها جزئياً منذ خلافة عمر بن الخطاب، وسار على نهجه كل من الخليفة عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، أما الغرفة الثالثة فتحتوي على العملات من عصر الخلافة الأموية، الذي تم فيه إلغاء التعامل بالنقدين البيزنطي والساساني، وتعريب كامل الدراهم والدنانير من قبل الخليفة عبدالملك بن مروان، كما ظهرت دراهم الثوار التي ضربت على الطراز الأموي مع إضافة شعار كل ثائر، فيما تضم الغرفة الرابعة العملات في عصر الخلافة العباسية، الذي تطورت العملات فيه، وظهرت أصناف مختلفة منها، مثل الدنانير والدراهم التذكارية، كما ضرب الثوار الخارجون على الخلافة العباسية نقوداً من الذهب والفضة، وفي الغرفة الخامسة عملات من الشام ومصر وتركيا، تميزت بوجود اسم الحاكم مع اسم الخليفة العباسي، وتميزت مسكوكات الخلافة العثمانية بنقش «الطغراء» الذي يضم اسم السلطان واسم أبيه ولقبه بشكل فني مزخرف.

وتحتوي الغرفة السادسة على عملات من العراق والمشرق الإسلامي، وتضم أول عملة إسلامية نقش عليها خط الثلث ظهرت في دولة السلاجقة، وكتب عليها اسم الأمير إلى جانب اسم الخليفة العباسي، بينما ظهر اسم ولقب الحاكم مقروناً بكلمة التوحيد على عملات الدولة البويهية، كما ظهرت أسماء الحكام مع ألقاب الخلفاء على عملات الدولة السامانية، واحتوت الغرفة السابعة على العملات من شمال إفريقيا والأندلس، تميزت بخلوها من اسم الخليفة العباسي، الأمر الذي يظهر جلياً في الدنانير التي ترجع إلى الدولة الأغلبية، والاكتفاء بكتابة اسم الحاكم الأغلبي وشعار الأغالبة «غلب»، وضربت من الذهب الخالص، وفي عام 321 هـ، ضرب أول دينار أموي أندلسي.

غرفة الإمارات

ولعل أبرز ما يميز متحف المسكوكات الغرفة الثامنة، التي تقع في الطابق العلوي من المتحف، والتي تضم العملات التي تداولها الناس في الإمارات، إلى جانب التذكارية، ويقول الظاهري إن أول درهم إماراتي ظهر في عام ،1973 وقبلها تم تداول مجموعة كبيرة من العملات اختلفت أصولها وأشكالها، ومنها روبية وليم الرابع في عام ،1835 ودينار الشريف الحسين بن علي في عام 1234 هـ، ونصف بايس الإمبراطور جورج الخامس في عام ،1936 كما ضرب الكثير من العملات التذكارية فيها، التي تسجل أهم الأحداث التاريخية في الدولة، ومنها 50 درهماً لذكرى المدرسة الأحمدية تحمل صورة الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، صدرت في عام ،2002 و50 درهماً بمناسبة اليوبيل الفضي للاتصالات في عام ،2001 و50 درهماً بمناسبة مرور 10 سنوات على تأسيس كليات التقنية العليا في عام ،1998 و1000 درهم بمناسبة ذكرى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في عام ،1990 وجميعها تأخذ شكل الدرهم المعدني.

تويتر