وصف أعمالاً درامية بأنها لا تليق بشهر رمضان

محمود قابيل: سينمــا «العشوائيات» لا تعبـّر عنا

تقييم الأعمال الفنية والدرامية مسألة شخصية. الإمارات اليوم

اعتبر الفنان المصري محمود قابيل أن عدداً غير قليل من الأعمال الدرامية التي تعرض على شاشات التلفزيون في رمضان لا تليق إطلاقاً بمكانة هذا الشهر الفضيل، لما تتضمنه من جرأة وخروج على تقاليد المجتمع، وهو ما أصبح ينطبق أيضاً على الإعلانات التجارية والترويجية التي تعرض على الشاشات العربية. مشيراً إلى أن المشاهد بات يرفض هذه الأعمال ويحجم عن متابعتها. واستبعد قابيل في حواره لـ«الإمارات اليوم»، أن يكون للفنانين دور في التصدي لمثل هذه الأعمال، مضيفاً أن «تقييم العمل مسألة شخصية تختلف من فنان إلى آخر، ومن الصعب أن نخضعها لمعايير ثابتة، فالبعض يجد أن الجرأة في الأعمال التي يقدمها تزيد من جماهيريته؛ أما بالنسبة لي فانا أؤمن بأن احترام الجمهور جزء من احترامي لنفسي. وبالنسبة للإعلانات فمعظم من يقوم على صناعتها وتمثيلها ليسوا من الفنانين، وغير مقيدين في نقابة الممثلين».

مراجعة للتاريخ

ورفض قابيل الذي يعرض له حالياً مسلسل «ملكة في المنفى» عن قصة حياة الملكة نازلي، الرأي الذي يجد في تقديم أعمال فنية تتناول فترة الملكية في مصر، نوعاً من الحنين لتلك الفترة، بقدر ما يمثل مراجعة لما طال تلك الحقبة من تشويه عقب قيام ثورة يوليو .1952 مضيفاً «علينا أن نعترف بأن مصر مرت، بعد قيام ثورة يوليو، بفترة شهدت الكثير من الإيجابيات، ولكن أيضاً كانت لها سلبياتها، ومن أبرزها تغيير تاريخ فترة ما قبل الثورة، هذا التغيير الذي أدى إلى تشويه صورة شخصيات تلك الفترة الزمنية، وهو في الحقيقة تشويه لمصر بالكامل، ولكن من الجيد أن السنوات الأخيرة شهدت اتجاهاً واضحاً نحو فتح المجال أمام تصحيح هذه الصورة، وتداركاً من الحكومة المصرية لهذا الوضع، وهو ما شجع الناس على أن تقرأ وتقارن بين مصادر مختلفة، وهو ما كشف مدى التشويه الذي تم إلحاقه بفترة الحكم الملكي في مصر».

ووصف قابيل الجدل حول الأعمال الدرامية التي تتناول السيرة الذاتية لشخصيات عامة بأنه «ظاهرة صحية، لأنه يظهر وجهات نظر مختلفة ومتنوعة. ومن خلالها يسعى المؤلف إلى تعريف الجمهور بشخصية معينة من خلال المعلومات التي جمعها، وفي بعض الأحيان يرى البعض أن العمل اغفل جوانب معينة أو انحاز لجهة بعينها، وهذا في حد ذاتية مفيد لأنه يشجع القراء والمشاهدين على القراءة والاطلاع أكثر لمعرفة الحقيقة، وتكوين صورة واضحة عن الشخصية والأحداث التاريخية التي عاصرتها». داعياً إلى التعامل مع الشخصيات التاريخية باسلوب مختلف، «فدفاعي عن جمال عبدالناصر، لا يعني بالضرورة أنني ضد السادات أو محمد حسني مبارك، علينا أن نحترم قادتنا، وهو ما تعلمته في الجيش، باعتباري ضابطاً سابقاً في القوات المسلحة المصرية، وفي الوقت نفسه ندرك أنهم في النهاية بشر لكل منهم إيجابياته وسلبياته».

«رحيل مع الشمس»

واعتبر قابيل الذي يعرض له أيضاً مسلسل بعنوان «رحيل مع الشمس»، مع الفنانة إلهام شاهين، وهو يتناول قصة رومانسية للكاتبة منى نور الدين ومن إخراج تيسير عبود، أن التنافس المحموم بين الفضائيات العربية لعرض أكبر عدد ممكن من الأعمال الدرامية في رمضان؛ أدى إلى خلق فجوة كبيرة طوال العام، وقصر عرض الأعمال الجيدة على فترة محددة من العام.

 

سفراء الفن

عن دوره سفيراً للأمم المتحدة؛ أكد الفنان محمود قابيل أنه منذ انضمامه إلى أسرة سفراء المنظمة الدولية، سفير اليونيسيف للنوايا الحسنة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط ، منذ سبع سنوات، لم يتعرض لأي ضغوط من أي نوع، سواء في نوع المهمات التي يقوم بها، أو في القضايا التي يناقشها والدول التي يزورها. «فاليونيسيف منظمة إنسانية ترعى حقوق الأطفال في مختلف إنحاء العالم، وهو هدف إنساني ليس فيه مجال للضغوط، فعلى سبيل المثال عندما قمت بزيارة لبنان، طلبت زيارة قانا، وبالفعل تم ترتيب الزيارة، حيث قمت بوضع الزهور على مقابر الشهداء هناك، وعموماً إذا شعرت بأن هناك أي ضغوط فسأرفضها على الفور، حتى لو وصل الأمر إلى الاستقالة من المنصب». واصفاً أداء الفنانين سفراء الامم المتحدة بأنه «إيجابي بشكل عام، فالفكرة تعتمد على ما يتمتع به الفنان من جماهيرية ومكانة لدى الجمهور، بما يجعل منه قدوة لهم. كما انني لا استطيع ان احكم على زملائي الباقين، ولكن بصورة عامة أجد أن هناك جدية وإيجابية».

وبرر الفنان المصري الذي تم اختياره سفير اليونيسيف للنوايا الحسنة في شمال إفريقيا والشرق الأوسط؛ ابتعاده في الفترة الأخيرة عن الساحة بحرصه على اختيار الأعمال التي يشارك فيها بدقة، وحرصه على احترام عقلية المشاهد، خصوصاً في الأعمال التلفزيونية التي تدخل البيوت ويشاهدها جميع أفراد الأسرة. رافضاً اعتبار تيار أفلام «العشوائيات» الذي ظهر في السينما المصرية في الفترة الماضية «أفلاماً واقعية» تعبر عن الواقع المصري وتناقش قضاياه؛ «فهي تقوم بتضخيم حجم السلبيات وإبرازها بصورة تفوق حجمها في الحقيقية، كم أنها تفتقر في بعض الأحيان إلى جماليات الفن التي يمكن ان تبرز الواقع القاسي ولكن بصورة جميلة وراقية، فالتوازن مطلوب دائماً، واعتقد أن مثل هذه الأفلام في النهاية تضر المجتمع أكثر مما تفيده».

تويتر