«تراث ياباني» في دبي لدعم ذوي الاحتياجات

تشكيلات فخارية من بين المعروضات. تصوير: محمود الخطيب

 فوجئ رواد معرض التراث الياباني، الذي افتتح أول من أمس في منطقة البرشاء في دبي، باستقبالهم بحفاوة فلكلورية على الطراز الياباني، حيث قامت سيدة يابانية بتوزيع أكواب من الشاي الأخضر عليهم، كشرط مبدئي للتجول في أروقة مقتنيات يعود بعضها إلى خمسة قرون مضت، وتضم ما أكد المنظمون أنه أكبر صحن يدوي في العالم، مصنوع بالكامل يدوياً، بمساهمة مجاميع من رواد الفن الياباني.

السيدة اليابانية المضيفة بالشاي أطلعت الحضور على ما اعتبرته «سر صناعة الشاي على الطريقة اليابانية» تقديراً لقيم الضيافة، لينشغل جانب مهم من الحضور بالمذاق الدافئ على حساب الحضور الفني للمقتنيات في المعرض الذي يعود جزء من ريعه لدعم مركز راشد لعلاج ورعاية الطفولة.

الحضور الدبلوماسي كان طاغياً على الحدث الافتتاحي بعدما قام الشيخ جمعة بن مكتوم بن جمعة آل مكتوم، العضو المنتدب لمركز راشد لعلاج ورعاية الطفولة، بافتتاح المعرض في الدهليز الراقي في منطقة البرشاء، معرباً عن تقديره لفكرة المعرض ونوعية المعروضات التي يعود تاريخ بعضها الى مئات السنين وللدقة المتناهية التي اتسمت بها، متمنياً للمعرض النجاح في تحقيق الأهداف المرجوة وتعريف الجمهور الإماراتي بالفن الشعبي في اليابان.

وتنوعت مقتنيات المعرض بين تشكيلات فخارية ومنحوتات حجرية وإكسسوارات متنوعة وبشكل خاص الملابس والأزياء اليابانية التقليدية، التي حملت توقيعات عدد من الفنانين والحرفيين اليابانيين، فيما تتمحور الأهمية الفنية للمعرض في ندرة هذه النوعية من المعارض الفنية التي تهتم بالنمط الشعبي لتراث محلي خارج حدود وطنه الجغرافية، لاسيما التراث الياباني الذي عانى تقوقعاً وغياباً ملحوظين في ما يتعلق بالمعارض الخارجية، في مقابل انتشار واسع للتقاليد الفنية الغربية، وجانب كبير من الشرقية لا يتضمن التراث الياباني، ونشطت فيه الأنماط الفنية العربية والهندية والإيرانية.

ومن المقتنيات التي يتضمنها المعرض أكبر صحن في العالم مصنوع يدوياً على ايدي أمهر الحرفيين اليابانيين بنمط ياباني تم إبداعه في المدينة القديمة كيوتو، فضلاً عن ملابس تقليدية يابانية يعود تاريخ صنعها إلى ثلاثة قرون مضت ومعدات عسكرية قديمة.

ويستطيع المراقب لمقتنيات المعرض أن يرصد بسهولة جوانب متعددة للتقارب والتشابه في القيم والاتجاهات الفنية والجمالية التي أخلص لها الفنان الشعبي الياباني مع نظيرتها التي تمثلت في إخلاص لدى الحرفي العربي، وبشكل خاص في ما يتعلق بالمشغولات التي اكتست طابع الفن الإسلامي، وهو ما يزيد من مشروعية تفعيل تبادل الفعاليات والأنشطة الثقافية بين الجانبين لاسيما في ما يتعلق بإقامة المعارض الفنية المتبادلة التي لاتزال تراوح مكانها مقارنة بما يتم مع إبداعات ثقافات أخرى.

المعرض الذي يستقبل رواده حتى الـ16 من مارس المقبل جاءت أسعاره مناسبة نوعياً في ظل اعتبار القيمة التاريخية لبعض المقتنيات، والهدف الخـيري الذي جاء في مقدمة أسباب إقامته، فضلاً عن كونه يصـب في إطار تفعـيل حوار ثقـافي عربي ياباني مازال في حدوده الدنيـا.

وأكدت مديرة مركز راشد، مريم عثمان، أهمية المعرض كونه يشكل نافذة على جانب من الثقافة اليابانية. وتقدمت عثمان بالشكر الى الجهة المنظمة لتبرعها بجزء من ريع المعرض لمصلحة مركز راشد بهدف دعم خدماته وأنشطته الإنسانية.

تويتر