القهوة.. رفيقة مجالس الكرم الأصيلة

تصوير: إريك أرازاس

القهوة هي رفيقة المجالس، ورمز الحفاوة والكرم، والتمسك بالعادات والتقاليد الإماراتية والعربية الأصيلة، ولذلك احتلت القهوة مكانة مميزة في الثقافة العربية، وتقديراً لهذه المكانة وتأكيداً عليها تقدمت دولة الإمارات والسعودية وسلطنة عمان وقطر بطلب إدراج القهوة العربية ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في اليونسكو، ونجحت في ذلك عام 2015.

ويمثل تقديم القهوة العربية جزءاً أصيلاً في تراث الضيافة العربية، كما يرتبط إعداد وتقديم القهوة بطقوس وقواعد يعتز بها أبناء الإمارات ويتوارثونها جيلاً بعد جيل، فاعتاد أهل البادية قديماً إعداد القهوة على موقد بدائي عبارة عن حفرة في الأرض. ومع مرور الوقت حل الكوار محل الحفرة، وهو عبارة عن تجويف طيني فيه موقد مليء بالحصى والحجارة. يوضع الكوار في البيوت أو الخيام في زاوية بالمجلس وبجانبه وعاء للحطب ومكان مخصص للشخص الذي يحضر القهوة. وتمر عملية تحويل حبوب البن العربي إلى قهوة بمراحل عدة تبدأ من فرز حبوب البن وغسلها وتجفيفها وتحميصها حتى يتغير لونها إلى الأحمر أو البني، ثم تُطحن حبوب البن المحمصة وتُنقع وتُخمّر على نار هادئة للحصول على قهوة ذات نكهة ورائحة حادة ومميزة.

«المعاميل»

أما الأدوات المستخدمة في تحضير القهوة فيطلق عليها مجتمعة «المعاميل» (سلة الخُمرة)، وتضم معدات خاصة أهمها التاوة (وهي عبارة عن مقلاة مستديرة واسعة لتحميص حبوب البن)، والمحماس (وهي ملعقة لتقليب حبوب البن أثناء التحميص)، والمهباش (وهو الملقط الحديدي لوضع الجمرات وتوزيعها في أرضية الموقد). وتعد الدلة من أهم الأدوات المستخدمة في عملية تحضير القهوة العربية وتقديمها. وتُصمم الدلة وتُزين بطريقة خاصة، وتوجد منها ثلاثة أنواع تستخدم أثناء تحضير القهوة العربية وتقديمها، وهي: دلة الخُمرة (وعاء كبير لغلي القهوة والهيل)، ودلة التلقيمة (وعاء متوسط الحجم لتصفية القهوة)، ودلة المزلة (وهي الدلة الصغرى المُستخدمة في تقديم القهوة).

عادات وآداب

ولتقديم القهوة العربية عادات وآداب خاصة يلتزم بها من يقدمها والضيف والمضيف على حد سواء، فعلى سبيل المثال يجب على من يصب القهوة أن يحمل الدلة بيده اليسرى مع توجيه الإبهام إلى أعلى وحمل الكوب (الفنيال أو الفنجان) بيده اليمنى. ومن الآداب الخاصة بالضيف استخدامه يده اليمنى لتناول الفنجان وإعادته إلى من قدمه إليه، ويتم تقديم القهوة العربية إلى الضيف الأهم أو الأكبر سناً أولاً، وجرت العادة على ألا يزيد مقدار القهوة على ربع الفنجان، يشرب الضيف فنجاناً واحداً على الأقل ولا يزيد على ثلاثة.


بطولات ومسابقات

حفاظاً على الثقافة والتقاليد المرتبطة بالقهوة العربية، اهتمت دولة الإمارات بتنظيم بطولات ومسابقات لها، لنشر هذه الثقافة الأصيلة وتكريسها في نفوس الأجيال، مثل بطولات القهوة العربية التي تنظمها دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي ضمن مهرجان الحصن، ومعرض «عالم القهوة»، الذي يقام في دبي ويستضيف فعاليات مختلفة للهواة والمحترفين من عشاق القهوة، مثل «بطولة الإمارات الوطنية للباريستا» وغيرها. وتشهد هذه المسابقات منافسات ساخنة لا تقتصر فقط على أبناء الإمارات والعرب، ولكنها تشهد أيضاً مشاركات من مختلف الجنسيات ومن أعمار مختلفة.

. 2015 تم إدراج القهوة العربية ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.

تويتر