جدول حافل بالفعاليات وورش العمل ينطلق اليوم

دبي والبحر.. حكاية مشوقة ترويها «أيام الشندغة»

صورة

عبر برنامج حافل بالفعاليات التراثية، ينطلق اليوم مهرجان «أيام الشندغة» الذي تنظّمه هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة) في حي الشندغة التاريخي. ويعزز المهرجان حضور التراث البحري المحلي تحت شعار «لنحتفي معاً بتراثنا البحري»، إذ يُعرّف الجمهور بهذا الإرث، ويبين كيف بنت دبي علاقتها بالبحر على مر السنوات، وكيف أسست هذه الإمارة مستقبلها المضيء من خلال تراثها. ويحمل المهرجان الممتد حتى الثالث من ديسمبر، مجموعة من ورش العمل المرتبطة بعالم البحر، فضلاً عن فرصة زيارة المتاحف المجاورة والسوق.

السياحة الثقافية

وتحدث مدير متحف الشندغة في (دبي للثقافة)، عبدالله العبيدلي، لـ«الإمارات اليوم» عن المهرجان، وقال: «يمتد المهرجان 10 أيام ويحمل العديد من الأهداف القيّمة، بدءاً من تعزيز حضور التراث البحري بين أفراد المجتمع، وتقديم كل تفاصيله وجمالياته للزوار، وكذلك تأثيره في الحياة الاجتماعية في دبي، ما يحقق الأهداف الرئيسة الخاصة بالهيئة والمتمثلة في صون التراث والحفاظ عليه، وكذلك تعزيز قوة السياحة الثقافية».

وأضاف العبيدلي: «تحرص الهيئة على إحياء العادات والتقاليد والممارسات التراثية القديمة وحفظها لضمان ديمومتها، بالتناغم مع نهج الدولة في صون التراث والاحتفاء به كمصدر إلهام للأجيال المقبلة». ولفت إلى أن التراث يؤدي دوراً مهماً في تنمية المجتمع وحفظ الهوية الوطنية وترسيخها في نفوس الأجيال الناشئة، كما يشكّل مرجعاً فكرياً وثقافياً، بفضل ما يتضمّنه من تفاصيل وحكايات مرتبطة بالذاكرة الشعبية، مؤكداً أهمية مهرجان «أيام الشندغة» في توطيد علاقة المجتمع بالتراث المحلي.

فعاليات متنوعة

ويضم المهرجان العديد من الفعاليات المتنوعة، وورش عمل تفاعلية وعروضاً فنية تراثية، صممت جميعها من أجل إحياء العادات والتقاليد القديمة والحفاظ على الهوية الوطنية. وتتميز الورش بتنوعها، حيث أكد العبيدلي أن التنوع سيجذب الزوار من مختلف الفئات العمرية، خصوصاً أنه ستتاح لهم ممارسة الحِرف التقليدية، إذ سيتعرّفون إلى صناعة السفن والأشرعة والحبال وأدوات الصيد، وإلى تفاصيل خاصة بالدخون والحناء، فضلاً عن مجموعة من الورش التي تعرّف الناس بأسلوب حياة الصيادين، ومنها ورشة «كتابة وأداء النهمة» و«الرسم» التي تجد تفاعلاً قوياً بين الزوار والقيمين.

جوانب ترفيهية

ويحمل المهرجان العديد من الجوانب الترفيهية، كما أن مجموعة كبيرة من الورش تنظم بشكل جماعي. ولفت العبيدلي إلى وجود العروض الموسيقية والتفاعلية، وكذلك العروض المسرحية التي ستقوم قصصها على عالم البحر، وسيتعرّف الناس إلى الألعاب الشعبية الإماراتية على وجه التحديد، الأمر الذي يجعل مهرجان «أيام الشندغة» مهرجاناً اجتماعياً بامتياز وليس تراثياً فحسب.

ورأى أن جدول المهرجان صُمّم ليعكس الثقافة الإماراتية القديمة في قلب حي الشندعة التاريخي الذي يضم 162 بيتاً قديماً، موضحاً أن المشي بين البيوت يحمل كثيراً من روح الحياة القديمة، ويعكس أيضاً التنوع في البيئات الإماراتية المختلفة.

وأشار العبيدلي إلى وجود إقبال من الجمهور على حي الشندغة وعلى المتحف الذي افتتح في هذه السنة بحلة جديدة، لاسيما أن 80 بيتاً من أصل 162 بيتاً تم تحويلها إلى بيوت متحفية متنوعة، ومنها بيت الخور وبيت العطور، وبيت المجوهرات والحياة البحرية، وكلها على صلة كبيرة بالمجتمع، وتعكس العادات والقيم والثقافة الإماراتية على نحو صحيح.

وأوضح أن المتحف البحري سينظم بعض الفعاليات وورش العمل، بحيث يتيح للحضور التسجيل في بعض الورش التي ستقام داخله، لاسيما أن الأجنحة المتحفية تتميز بطريقة العرض المختلفة، وتستخدم التقنيات الحديثة كالشاشات التفاعلية، والواقع الافتراضي، وبالتالي تحمل الطابع العالمي.


أكبر جناح

شدد مدير متحف الشندغة في «دبي للثقافة»، عبدالله العبيدلي، على أن جناح الحياة البحرية يتسم بكونه أكبر جناح في متحف الشندغة، لهذا تم وضع جدول لبعض الورش والعروض داخل البيوت والأجنحة، مشيراً إلى أن تذاكر الدخول تصل إلى 50 درهماً للكبار، و40 درهماً للمجموعات، و20 درهماً للفئة العمرية من خمس سنوات إلى 24 سنة. ويمكن للجمهور الاستمتاع بزيارة المتحف والعروض أيضاً.

جدول المهرجان

يتميز الجدول الخاص بالمهرجان، بمجموعة واسعة من الفعاليات وورش العمل، والعروض التراثية والثقافية، ومنها عروض الحناء والدخون وصناعة البرقع. أما ورش العمل الخاصة بالناشئين، فتتضمن الورش التي يقيمها «الجلاف» لصناعة الطاولات، و«كتابة وأداء النهمة»، وصناعة الشموع والحقائب، فضلاً عن اختبار حياة الخور، والتعرّف إلى حياة الصياد وتفاصيل معداته البحرية، وإطلاق العنان لخيالهم في ورشة «الإبحار والرسم».

وتخصص بعض الورش للعائلات، ومن بينها صناعة السفن البحرية، وإصلاح القوارب، ورسم وصب الأسماك، والمسرح التفاعلي الذي يحمل عنوان «قصص من البحر»، والألعاب الإماراتية القديمة، ومنها «الجحيف» و«الكرابي»، و«الدسيس» التي تعد من أشهر الألعاب الشعبية في الدولة. كما يحمل الجدول مجموعة من الفعاليات التفاعلية، ومنها العروض الموسيقية التي ستأخذ الحضور بتجربة مسائية لا تنسى عند الخور.

تويتر