يمثلون 24 دولة من العالم الغربي

أبطال الجاليات: حكاية حب مع لغة الضاد

صورة

حب لغة الضاد وإبراز الهوية العربية، هو القاسم المشترك بين أبطال الجاليات العربية في الدورة السابعة من تحدي القراءة العربي، والذين خضعوا للتصفيات النهائية أمس في مكتبة محمد بن راشد، وذكروا لـ«الإمارات اليوم» أن حكاية حب اللغة العربية تجمعهم وتدفعهم إلى التغلب على التحديات والصعوبات

ويمثل الطلاب من أصول عربية 24 دولة من مختلف أنحاء العالم الغربي، وسيتم اختيار فائز منهم في الحفل الختامي الذي يقام اليوم في «أوبرا دبي»، وسيحصل الفائز بالمركز الأول على مستوى الجاليات على جائزة نقدية قيمتها 100 ألف درهم.

جوانب الشخصية

وخضع الطلاب المشاركون، والذين تعيّن على كل منهم أن يقرأ 25 كتاباً باللغة العربية، لاختبار لجنة التحكيم، والذي ارتكز على جوانب الشخصية أكثر من التركيز على الكتب المقروءة. وحول المعايير الخاصة بالتحكيم، تحدث المحكم في تحدي القراءة العربي، الدكتور أنس أبوبكر، لـ«الإمارات اليوم»، قائلاً: «تميز مستوى الجاليات العربية بتوجههم القوي للقراءة، وكذلك التعمق في اللغة العربية، وقد مروا بالعديد من المراحل التحكيمية التي تختبر فهم الكتب ونقدها وتحليلها ومن ثم إلمام الطالب بمجالات متعددة في القراءة، سواء العلوم أو الأدب». ونوه بأن التحكيم في النهائيات يختلف، فلا يسأل الطالب عن الكتب التي قرأها، بل يتم التركيز على قوته وشخصيته وقدرته على التحليل، وأثر المقروء في حياته، مشدداً على أن التحدي أسهم وبشكل بارز في التشجيع على القراءة، فأمة اقرأ باتت تقرأ وستشهد الدورات القادمة مزيداً من الارتفاع في أعداد المشاركين.

تشويق واستفادة

وتحدث بطل التحدي في كندا، السوري موسى الإبراهيم، والذي يبلغ من العمر 10 سنوات، عن مشاركته في التحدي للمرة الأولى، قائلاً: «تميزت التجربة بالتشويق والاستفادة، فتعلمت الكثير من خلالها، وقد قرأت أكثر من 25 كتاباً، إلا أن الكتاب الذي يروي قصة النبي يوسف هو الأقرب إلى قلبي، نظراً لما يحمله من أحداث مشوقة». ولفت إلى أن شقيقه شارك في التحدي في دورة سابقة وحصل على المركز الثالث على مستوى كندا، لذا سيحرص على تشجيع الطلاب على المشاركة.

أما الفلسطينية التي تمثل إيطاليا وفاء أبوالرب، فقرأت أكثر من 150 كتاباً، موضحة أن هويتها كفلسطينية وضعت لها الكثير من القيود، فكانت القراءة طريقها إلى الحرية. وأكدت وفاء أنها تلجأ إلى الكتاب باللغة العربية للعودة إلى هويتها ولغتها، وقد تعلمت من التحدي الصبر والقوة، مرجحة أن تبدأ مشوارها بالكتابة بعد أن تقرأ المزيد من الكتب، إذ تخاف من عبقرية القلم وما ستكتبه لابد أن يكون مميزاً ومثقلاً بالمعرفة.

من جهتها، بطلة التحدي في روسيا حلا يونس، تحدثت عن تجربتها، قائلة: «انتقلت من سورية إلى روسيا منذ 13 عاماً، واكتسبت اللغة العربية بفضل والدتي التي حرصت على تدريسي اللغة، وقرأت خلال التحدي أكثر من 30 كتاباً». وشكل التحدي لحلا رحلة ممتعة ومحملة بالمشاعر المختلطة بين السعادة والقلق والتوتر، مبينة أن كتاب «لا تحزن» أكثر الكتب التي أثرت بها وقدمت منها شخصية جديدة.

والى جانب التصفيات النهائية للجاليات، حضر أبطال التحدي من الدول العربية إلى مكتبة محمد بن راشد.

صعوبات

وتحدثت بطلة العراق ملاك محمد باسل، قائلة: «واجهت كل الصعوبات والتحديات خلال رحلتي في التحدي لأنني أرغب في أن يكون اللقب عراقياً في هذه الدورة، فقد تزامن التحدي مع الامتحانات المدرسية، وكذلك أن دراستي باللغة الإنجليزية، ولكني تخطيت كل الصعاب بمساندة العائلة». ونوهت بأنها قرأت أكثر من 270 كتاباً في مختلف المجالات، وكذلك في الأدب الروسي والإنجليزي والسويسري، معتبرة أن المبادرة أعادت مجد اللغة العربية، وجعلت عقول الطلاب أرفف مكتبات قادرة على مواجهة الجهل. أما بطلة موريتانيا صفية أحمد كوري، فكانت لها حكاية خاصة مع التحدي، حيث كانت تعيش في منطقة نائية لا تتوفر فيها الكهرباء أو الإنترنت، وكان من الصعب عليها المشاركة في التحدي خصوصاً أن مدرستها لم تكن ضمن المدارس المشاركة. ولفتت إلى أنها انتقلت إلى العاصمة في المرحلة الثانوية، وتمكنت من الفوز بلقب التحدي بعد أن قرأت 1000 كتاب، موضحة أن حبها للقراءة بدأ منذ الصغر، وقد أمضت 19 سنة من عمرها بين الكتب.

في المقابل شارك حسين المهدي أكثر من مرة في التحدي، إلى أن توج بطلاً للسعودية، ولفت إلى أن ما دفعه للمشاركة هو النجاح الذي حققته المبادرة في العالم العربي، كونها أبرز المبادرات الثقافية التي تظهر روح القارئ. وحرص المهدي على التنويع في الكتب التي قرأها والتي وصل عددها إلى 70 كتاباً، معبراً عن استفادته من الكتب، ولاسيما كتاب «من حرك قطعة الجبن الخاصة بي» الذي ينطبق على العالم الواقعي.

أما الفئة المستحدثة الخاصة بأصحاب الهمم، فقد جمعت الكثير من المشاركين، وتحدث غريب محمد اليماحي الفائز في الإمارات عن التحدي، مشيراً إلى أن التحدي شكل صعوبة وقد قرأ ما يقارب 130 كتاباً تتنوع بين التاريخية والدينية والتنموية والأدبية. ونوه بتجربة التحدي التي لم تحمل الكثير من الصعوبات، موضحاً أنه حين بدأ يفقد بصره أكمل القراءة بكتب برايل والكتب المسموعة.

فيما عبرت نوال خضر البطلة عن فئة أصحاب الهمم في الأردن، عن كونها أبحرت بين الصعاب والعقبات إلى أن وصلت نحو شواطئ الأحلام، معتبرة أن التحدي الأول كان تحدياً لنفسها، وقد تعلمت من خلال المسابقة كيفية تحقيق الذات مهما بلغت العوائق، موجهة رسالة إلى الجيل الشاب بالقراءة من أجل تحقيق الذات.


24 مليون مشارك

 

أكد المدير التنفيذي لمؤسسة مبادرة محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، الدكتور عبدالكريم سلطان العلماء، لـ«الإمارات اليوم»، أن تحدي القراءة العربي يعتبر أكبر تظاهرة قرائية على مستوى العالم، وقد زاد عدد المشاركين في هذه الدورة عن 24 مليوناً، من أكثر من 188 ألف مدرسة، وما يميز الدورة الحالية هي مشاركة أصحاب الهمم إذ زاد عدد المشاركين في هذه الفئة على 22 ألفاً، إذ لم تشكل الإعاقة عائقاً أمام إرادتهم. ولفت إلى أن التحدي آتى ثماره فعلياً، فالطلاب يتحدثون بلغة مثقفة وناضجة، ولاقت فئة أصحاب الهمم صداها الجيد أيضاً، وقد قرأ الطلاب أكثر من الكتب المطلوبة منهم للمشاركة وهذا يثري الجيل الشاب.

تويتر