منارة ثقافية رائدة أسسها الشيخ راشد بن سعيد

مكتبة الراس العامة.. 60 عاماً على بداية رحلة معرفية تشهد على حكاية دبي الاستثنائية

صورة

60 عاماً من تجارب مدّ جسور الحوار الثقافي، وإرساء دعائم التبادل المعرفي بين مختلف الثقافات وحفظ تراث الأمم وتاريخها، هو العنوان الأبرز لمكتبة الراس العامة، المنارة المعرفية المرموقة الشهيرة، التي تعد أول مكتبة عامة في إمارة دبي، والتي أسسها المغفور له، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراه، لتكون واحدة من أقدم المكتبات في دولة الإمارات، وشاهدة على عمق إيمان القيادة بالتعلم والعلم في عملية التنمية والنهوض بالمجتمع وبناء الإنسان.

بصمة لامعة

وقالت مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة) هالة بدري لـ«الإمارات اليوم»، إن مكتبة الراس العامة نجحت منذ افتتاحها على يد المغفور له، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراه، قبل 60 عاماً، في ترك بصمة لامعة في المشهد الثقافي المحلي.

وأضافت: «تعتبر مكتبة الراس العامة جزءاً مهماً من النسيج الثقافي لدبي، فقد أسهمت منذ وقت مبكر في رسم ملامح مشهد دبي الثقافي والإبداعي، وعكست اهتمام الإمارة بالاستثمار في الإنسان وبنائه وتطويره، وشكلت منذ تأسيسها منصة حيوية للحوار البناء، وتبادل الأفكار بين أفراد المجتمع من مختلف الثقافات، لتتجاوز بذلك مكانتها كحاضنة للكتب، وتتحول إلى ملتقى ثقافي فريد، كما شهدت على مدار الوقت تخريج أجيال من المثقفين والأدباء الذين أسهموا في تفعيل المشهد الثقافي المحلي والارتقاء به»، لافتةً إلى دور المكتبة قي تعزيز تطلعات دبي الحضارية، وترسيخ مكانتها على الساحة الثقافية العالمية، كحاضنة للإبداع وملتقى للمواهب.

وأكدت أن عملية التطوير التي تخضع لها مكتبة الراس العامة حالياً، تعكس حرص «دبي للثقافة»، تعزيز قدرات المكتبة وإمكاناتها في تقديم باقة متنوعة من الخدمات الذكية والإلكترونية التي يمكن للرواد والطلبة والباحثين والمتخصصين وعشاق القراءة الاستفادة منها، ويأتي ذلك ضمن خطة الهيئة لتطوير المكتبات، بهدف تعزيز دورها وأهميتها كمراكز اجتماعية، تسهم في نشر الثقافة بين مختلف شرائح المجتمع، إلى جانب توفير أفضل الخدمات لروادها.

ولفتت بدري إلى أهمية دور مكتبات دبي العامة في نشر المعرفة ودعم القراءة التي تعد إحدى ركائز الانطلاق نحو المستقبل، بفضل ما توفره من وسائل متنوعة قادرة على الارتقاء بالفكر الإنساني. وقالت: «تعد مكتبات دبي العامة منارات ثقافية وفكرية بارزة بما تمتلكه من مصادر غنية بالمعرفة والمعلومات تلبي شغف وطموحات كل أفراد المجتمع».

نبذة تاريخية

مراحل عدة مرت بها تجربة انطلاق مكتبة الراس العامة بدبي، ففي مارس 1961 وبحفاوة كبيرة، واستعداد واضح لدعم الثقافة والمعرفة في الإمارات، استقبل المواطنون والمقيمون في دبي توجيه المغفور له، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراه، ببناء مكتبة عامة. في الوقت الذي قرر المجلس البلدي في جلسته الـ18 عام 1962، إنشاء مكتبة شعبية تضم الثقافات المختلفة، لذلك انطلقت حملة تبرعات أعلنتها لجنة المجلس البلدي لتنفيذ المشروع، وأوكلت هذه المهمة إلى سيف أحمد الغرير، وعيسى صالح القرق، ووصل عدد المتبرعين حينها في أقل من شهر، إلى نحو 53 شخصاً من أعيان دبي، ومنح المغفور له، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، المجلس قطعة أرض، لتشييد مبنى المكتبة، ورفد المشهد الثقافي المحلي بصرح معرفي جديد، ومنارة دائمة للتعلم.

يضم مبنى المكتبة قاعة ومسرحاً في الهواء الطلق، خصص لممارسة مختلف الأنشطة الثقافية، مثل عرض الأفلام السينمائية، وعقد المحاضرات. وقام المغفور له، الشيخ راشد بن سعيد، بإرسال عدد من الرسائل إلى وزراء الثقافة والتربية والتعليم في مختلف الدول العربية، للمساعدة على تزويد المكتبة بالكتب.

في مطلع عام 1963، قام المغفور له، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، بافتتاح المبنى المطل على خور دبي، ليعلن بذلك رسمياً، تدشين مكتبة الراس العامة.

شبكة معرفية

تدير هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة)، شبكة فروع «مكتبة دبي العامة»، التي تتضمن ثماني مكتبات للكبار وسبعاً للأطفال، إضافة إلى قاعات متعددة الأغراض وقاعات دراسية، مقدمةً لأفراد المجتمع مناهل المعرفة في ظل خدمات ذات كفاءة وتقنيات متقدمة، وتتصل جميع فروع المكتبة ببعضها بعضاً، وبالمكتبات الحديثة الأخرى، عبر أحدث تقنيات الربط والشبكات، بما يتيح الوصول بسهولة إلى مجموعة كبيرة من الكتب التي تغطي طيفاً واسعاً من الموضوعات، باللغتين العربية والإنجليزية.

تويتر