«أصغر ناشرة» تواصل مبادراتها.. وشقيقها يستعد لدخول «غينيس»

الظبي وسعيد المهيري.. قلمان صغيران على منصة التوقيع

الظبي توقع كتابها الجديد «هنا كانت البداية» وشقيقها سعيد يوقع «صديقي الحقيقي». تصوير: نجيب محمد

تحت عنوان «كتب من الأطفال وإلى الأطفال».. واصلت الظبي المهيري (ثماني سنوات)، حضورها كأصغر كاتبة لسلسلة كتب ثنائية اللغة، وأصغر ناشرة، وكذلك أصغر رائدة أعمال إماراتية، إذ تمتلك وتدير دار نشر ومكتبة «رينبو جمني» لكتب الأطفال.

ووقعت الظبي كتابها الجديد «هنا كانت البداية»، أول من أمس، في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، بجناح المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، كما وقع شقيقها سعيد المهيري (أربع سنوات)، كتابه الثاني «صديقي الحقيقي»، الذي يُعدّ جزءاً جديداً من كتابه الأول «الفيل سعيد والدب»، ويستعد أن يتم إعلانه أصغر كاتب لسلسلة كتب في العالم، من قبل القائمين على موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، في حفل سينظم اليوم في المعرض، كما أوضحت والدة الطفلين، موزة الدرمكي.

كما أطلقت الظبي، من خلال دار النشر، مبادرة بعنوان «كتب من الأطفال إلى الأطفال»، ضمن فعاليات معرض أبوظبي للكتاب في دورته الحالية، إذ وقع 19 طفلاً كتبهم الخاصة من إصدارات «رينبو جمني»، ليكون بذلك الكاتب طفلاً والقارئ طفلاً والناشر أيضاً طفلاً، بهدف إنشاء جيل جديد من المبدعين، وتعزيز قدرات الأطفال الموهوبين على التعبير وتوصيل صوتهم إلى المجتمع، وتمكين قلمهم الصغير ليواصل العمل والتطوّر.

دعم

وأكدت موزة الدرمكي، أنها تدعم أبناءها قلباً وقالباً، خصوصاً الظبي، لأنها الابنة البكر، فكانت حريصة غلى أن تجتهد في تربيتها لتكون قدوة ومصدر إلهام لأخوتها. وكانت تقرأ لها القصص وهي مازالت حاملاً بها، وفي عمر ستة أشهر كانت تعرض عليها الكتب التي تتضمن صوراً دون حوار، وتقلد لها الأصوات المختلفة للتعرف إليها، لإيمانها أن الطفل في مراحل عمره المبكرة يستمتع بما يشاهده ويسمعه ويتعلم منه، وفي عمر ثلاث سنوات بدأت الظبي تتهجى الكلمات وتقرأ.

وأضافت الأم: «منذ بداية عمرها كانت الظبي كثيرة الأسئلة عن كل ما يدور حولها وما تقرأ عنه، فتسأل عن والأرض والسماء والكواكب، وكنت أبحث عن الكتب التي تناسب عمرها وتلبي تساؤلاتها. وفي الوقت ذاته وجدت نفسي خلال البحث عن إجابات لتساؤلاتها أتعلم معها، وكنت أتابعها مثل الورد عندما يتفتح، فأتعلم منها ومعها، خصوصاً أن مجال دراستي في التكنولوجيا، وهو بعيد تماماً عن تربية الأطفال وتنشئتهم»، مشيرة إلى أنها في كتابها الأول «كانت لدي فكرة» لم تساعدها أو تتدخل في صياغته، ونُشر الكتاب كما كتبته الابنة.

تجربة فريدة

وحول إنشاء دار «رينبو جمني»، أوضحت موزة الدرمكي أن «ابنتها أرادت تشجيع أفراد العائلة على اقتناء الكتب والقراءة بشكل متواصل، بعد أن لاحظت عزوفهم عن القراءة، فقررت إنشاء مكتبة ودار كتب لتحقيق هذا الهدف». ولفتت إلى أنها دعمتها في إنشاء الدار، لكنها اليوم، رغم صغر عمرها، هي التي تدير العمل وتنشر الكتب على الموقع الإلكتروني للدار، وتراجع العناوين، وتختار الكتب التي يتم استيرادها من دور نشر عالمية. وأضافت أن «هذه المهام لا تمثل عبئاً على الطفلة، ولكنها ترضي شغفها بهذا العمل وبكل ما يرتبط بالكتابة والنشر دون ضغوط أو مسؤوليات تفوق طاقتها».

وذكرت أن «دخولها وابنتها في هذا المجال لم يخل من الصعوبات، ومن أبرزها أن الظبي لم تكن لديها معرفة كافية بإدارة مكتبة ودار نشر، وتحتاج إلى معرفة تفاصيل أكثر عن هذا المجال، ولكنها باحثة جيدة، فكانت تستعين بـ(غوغل) لتعرف التفاصيل، وتسأل كثيراً لتكتسب الخبرة والمعرفة». وأوضحت أنها «اتجهت للدراسة وأصبحت أخصائية في مجال التعامل مع المصابين بالتوحد، لتدعم عمل ابنتها في دار النشر، لأن الدار متخصصة في كتب الأطفال من عمر (0-13 سنة)، بما في ذلك الكتب التي تخاطب أصحاب الهمم والمكفوفين وأطفال التوحد.

الرسالة وصلت

عن تزايد أعداد الأطفال الذين يتجهون للكتابة في الإمارات، قالت موزة الدرمكي: «كثيراً ما أقابل أولياء أمور ويخبرونني بأن أبناءهم استلهموا تجربة ابنتي، وهو أمر يشعرنا بالسعادة، ودائماً ما تقول الظبي إن هذا الأمر يشير

إلى أن الرسالة قد وصلت. فنحن من البداية نسعى إلى توصيل رسالة بأن العمر ليس هو معيار التقييم الوحيد للطفل وقدراته، ولكن فكره هو الذي يحدد ذلك».

موزة الدرمكي:

«في كتاب الظبي الأول لم أساعدها أو أتدخل فيه، ونُشر كما كتبته الابنة».

8

سنوات، عمر الظبي المهيري، صاحبة دار «رينبو جمني» لكتب الأطفال.

تويتر