المتنافسون على الجائزة العالمية للرواية العربية في ضيافة أبوظبي

مبدعو «القائمة القصيرة».. المعاناة قاسم مشترك بين الأعمال الستة

المشاركون تطرقوا إلى عوالم رواياتهم خلال الجلسة. الإمارات اليوم

فرض الحديث عن المعاناة والبؤس والموت سيطرته على الجلسة الحوارية التي جمعت كُتّاب الروايات الست التي ترشحت للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية هذا العام، في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي، مساء أول من أمس.

وقالت الكاتبة عائشة سلطان، وهي واحدة من أعضاء لجنة تحكيم الجائزة في دورة سابقة، خلال تقديمها وإدارتها للجلسة، إنه يمكن وصف الروايات الست بأنها تندرج تحت ما يمكن تسميته «أدب البؤس»، كما هناك أدب المهجر، وأدب الرحلات، وغيرها من التصنيفات، إذ يمثل البؤس والشقاء والمعاناة القاسم المشترك بين هذه الروايات، وهي مآس حقيقية تدمي القلب من قسوتها لمهاجرين وعائلات في الشتات وشخصيات مأزومة.

من جانبه، أكد الكاتب أزهر جرجيس، مؤلف رواية «حجر السعادة»، على أنه أحس بأن تجاهل الهمّ العراقي في كتاباته سيكون نوعاً من الخيانة، ولكن عندما يستقر الوطن، وهو أمر ليس سهلاً، يمكن وقتها أن يكتب عن الحب وموضوعات أقل بؤساً.

ووصف الكاتب العراقي الذي هاجر إلى النرويج إبان الحرب الأهلية العراقية، الغربة بأنها مثل المرض، فحتى إذا استقر الوطن فلن تكون العودة سهلة، فالإنسان بعد أن يعيش سنوات في مجتمع غريب، ويكتسب عاداته، ويعتاد ما يتسم به من نظام، يجد من الصعب التأقلم مرة أخرى مع المجتمع الذي يحن إليه، وما فيه من عشوائية ونقص في النظام والأمن وتدين غير صحيح.

فكرة النجاة

بينما تناولت الكاتبة المصرية ميرال الطحاوي ملامح من روايتها «أيام الشمس المشرقة»، التي تتناول عوالم الهجرة ومعاناة الناس بين قسوة الأوضاع في الوطن وعنف مكان النزوح، مشيرة إلى تناولها فكرة النجاة والبحث عنها، وتصور البعض أن مجرد خروج الإنسان من وطنه هو نجاة.

ووصفت هجرة سكان القارة الإفريقية منها بأنها غير مفسرة بالنسبة لها، مشددة على أن الوطن قد يكون طارداً، ولكن البديل الجديد ليس جنة.

وحول عنوان الرواية، أوضحت ميرال أنه عنوان تهكمي عن الجنة الموعودة، ويحمل مفارقة حول المدن والأماكن التي تحمل أسماء جميلة براقة، وتتسم بقبح الحياة.

بينما استعرض الكاتب الجزائري، الصديق حاج أحمد، أجواء روايته «مُنّا»، التي تدور في الصحراء بين جنوب الجزائر وشمال مالي، وما أصابها من جفاف ومجاعة في عام 1973، الذي سماه الطوارق «العام الشين»، لما أصابهم فيه من معاناة. وقال إن الفكرة الأولى للرواية تكونت لديه في 2013، فالكتابة وعي، وما يكون في الراهن يتراكم حتى تأتي اللحظة التي يتحول فيها إلى عمل روائي.

ودعا الكتّاب إلى البحث عن مناخات مختلفة للرواية، والانفتاح على الجوار الإفريقي الذي يعد منجماً للثقافات والأفكار والعادات والتقاليد المختلفة.

سيرة متخيلة

في حين وصفت الكاتبة الليبية نجوى بن شتوان روايتها «كونشيرتو قورينا إدواردو»، التي تتناول حياة أسرة ليبية كريتية، لتقدم من خلالها صراع الإنسان مع الظلم والاستبداد السياسي، بأنها سيرة ذاتية متخيلة، موضحة أنها تكتب بحرية كاملة دون رقابة سياسية أو اجتماعية.

بينما كان الحديث عن الموت هو المسيطر في مداخلة الكاتبة السعودية فاطمة عبدالحميد، عن روايتها «الأفق الأعلى»، التي تدور حول الموت والحب وتقاطعاتهما في الحياة، عبر قصة سليمان الذي يعيش حياته في ظل سطوة أمه وزوجته عليه. وأشارت إلى أن اختيارها ملك الموت ليكون راوياً للأحداث ليس جديداً على الساحة الروائية أو حتى الأعمال الفنية، فهي فكرة مطروقة من قبل، وتناسب أحداث روايتها.

الماء وأساطيره

وعن روايته «تغريبة القافر» وارتباطها بالماء وأساطيره، قال الكاتب العماني زهران القاسمي، إن ارتباط الماء بالحضارة قديم جداً، وكما أنه مصدر الحياة على الأرض يمكن كذلك أن يكون وسيلة للموت، مستذكراً الأعاصير التي تعرضت لها سلطنة عمان في السنوات الماضية، وكيف أثرت على الجغرافيا في المكان، ودمرت قرى قبل أن يعود سكانها لإعمارها من جديد.

وأشار إلى أن الرواية كذلك تناقش قضية الاستهلاك الجائر للمياه، فقد يحدث أن الإنسان مع وفرة الموارد قد ينسى أنها قد تنفد، وهو ما حدث في المنطقة الساحلية في عمان في الثمانينات، حيث بالغ السكان في سحب المياه من الآباء، فارتفعت نسبة الملوحة، وماتت الزراعات، واحتاج الأمر لسنوات لعلاجه.


تجارب متميزة

كرّم رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، سلطان العميمي، المبدعين المشاركين في الجلسة التي استضافها الاتحاد أول من أمس، مشيراً إلى حرص الاتحاد على الاحتفاء بالتجارب الأدبية والإبداعية المتميزة، والمشاركة في مختلف المحافل الثقافية.

عائشة سلطان: «يمكن وصف الروايات الست التي وصلت إلى القائمة بأنها تندرج تحت ما يمكن تسميته أدب البؤس».

 

تويتر