دعوا إلى مبادرات ومزيد من الجهود لاستقطاب الجيل الجديد إلى عالم الكتاب

ناشرون: حب الطفل القراءة يبدأ من البيت

صورة

أكد مختصون وناشرو كتب أطفال حقيقة افتقاد كثير من أبناء الجيل الجديد لمهارة القراءة، لاسيما في ظل وُجود الأجهزة والألعاب الإلكترونية التي يقضي أغلب أبناء الجيل الجديد أوقاتهم فيها، وأشاروا لـ«الإمارات اليوم»، خلال مشاركتهم في «مهرجان الشارقة القرائي للطفل»، الذي اختتم فعالياته أخيراً في الشارقة، أن الشغف بالإلكترونيات تضاف إليه ظاهرة سلبية باتت ملموسة، تتمثل في العزوف عن القراءة واقتناء الكتب الورقية، الأمر الذي فرض تأثيره في حركة ونمو قطاع نشر كتب الأطفال، بسبب التراجع الملموس في نسب المبيعات.

قلة اهتمام

وقال طوني عبود، من دار المجاني بلبنان، ليس هناك كثير من الإقبال من الأطفال مقارنة بالمبيعات في السنوات السابقة، وأرجع عبود السبب إلى أن الأطفال لم يعودوا يمتلكون الشغف بالكتاب، حيث

انحصر اهتمامهم بكل ما له علاقة بالإلكترونيات، التي يقضون معها أوقاتهم، إن لأشياء جدية أو للتسلية التي يفضلونها عن القراءة، مشيراً إلى هذا الأمر ظاهرة عالمية، وليست حالة تخص بلداً دون الآخر، فالتكنولوجيا أبعدت الأطفال عن قراءة الكتب».

تراجع

وأكد طوني عبود وجود تراجع واضح بمعدل مبيعات الكتب في المعارض كلها التي شارك فيها، وأنها مشكلة العصر، فحتى مع تطور القصص وطرحها بطريقة تواكب الجيل الجديد، إلا أن أغلب الأطفال مازالوا لا يقبلون على القراءة.

ويرى أن المسؤولية تكاملية بين كل أفراد المجتمع، حيث لا يعد جذب الأطفال للقراءة أمراً سهلاً، لاسيما في زمن التكنولوجيا، ووُجود الأجهزة والألعاب التي تمكن الاستفادة منها، لتحبيب الطفل بالقراءة، إضافة إلى ضرورة عمل الجهات والمؤسسات الرسمية على خلق بيئات جاذبة ومحببة من قبل الطفل.

«الإمارات نموذجاً»

وأكدت عبير العرب، من دار «شأن للنشر والتوزيع» أهمية وُجود المعارض الخاصة بالطفل، لتشجيعه على القراءة قائلة: «نرى في الإمارات نماذج رائعة للاهتمام بكتب الطفل، وفعاليات خاصة بالأطفال كـ(تحدي القراءة العربي) و(مهرجان الشارقة القرائي للطفل) الذي يعد الوحيد من نوعه في المنطقة المختص بالطفل، وهي خطوة رائعة، ونتمنى من الدول العربية أن تحذو حذو الإمارات في إنشاء الفعاليات التي تعنى بتشجيع القراءة لدى الجيل الجديد».

منافسة وتحدٍّ

وأشارت بسمة داود، وهي إحدى المشاركات في معرض الشارقة، إلى أن الدور الأساسي يبدأ من المنزل، حيث يلعب الأهل الدور البارز والأساسي في زرع حب القراءة لدى الطفل منذ صغر سنه، فهناك أولياء أمور يشجعون أطفالهم على القراءة، وقالت: «رأيت ذلك خلال عملي في معرض القراءة، حيث لفتت انتباهي إحدى الأمهات التي حضرت برفقة أطفالها، وقام كل منهم باختيار قصة يقوم بقراءتها وتبادلها مع إخوته لاحقاً، وهو ما يشجع الأطفال على التنافس في القراءة ومشاركة كتبهم مع الآخرين».

قصص شائقة

وقال المشارك في المعرض، عمر محمد: «أصبحت القصص شائقة، وتواكب العصر، باعتمادها على رسومات ممتعة، وأشكال تجذب الطفل، لكن في نهاية المطاف إن لم يمارس الأهل دورهم في تحفيز حب القراءة لدى الطفل، وترغيبه في الكتاب، لن تكبر لديه الرغبة، ولن يتبلور الاهتمام بالكتاب، مضيفاً أن المسؤولية تقع على أولياء الأمور، فالمسؤولية تبدأ من البيت، حيث إن حب القراءة يبدأ من المرحلة التأسيسية، قبل أن يذهب الطفل للمدرسة، ويتم تعزيز هذه المهارة من قبل مؤسسات التعليم لاحقاً».


ظاهرة عالمية

تراجع نسب المبيعات بات يشكل أزمة أو ظاهرة عالمية، مقارنة بالسنوات السابقة، ففي عام 2022 تراجعت المبيعات العالمية للكتب بنسبة 10.11٪ مقارنة بعام 2021، وتعد الأقل على مدى السنوات الخمس الماضية.

طوني عبود:

«الأطفال ليسوا مهتمين بالكتب بالقدر الذي يهتمون فيه بالأنشطة والألعاب الإلكترونية».

تويتر