بنسيج نباتي أقوى 4 مرات من الأقمشة العضوية

شيخة وشما.. إماراتيتان تصممان أزياء بلمسة مستدامة

صورة

بأزياء صديقة للبيئة، تسعى الإماراتيتان شيخة اليماحي وشما الفلاسي، الطالبتان في معهد إسمود دبي، لدعم جهود الاستدامة في الإمارات، معتبرتين أن الاستدامة لا تقتصر على مجال محدد، إذ تمثل مفهوماً عاماً، وأسلوب حياة يشمل مختلف المجالات، وعلى الجميع أن يشارك في نشره والتوعية به، كل في مجاله وبطريقته.

وأوضحت شيخة اليماحي لـ«الإمارات اليوم»، أن فكرة المشروع تندرج ضمن دراستها في العام الأول في معهد إسمود دبي، إذ يتطلب منهم ابتكار قطعة ملابس من نسيج تم الحصول عليه من مصادر مستدامة، مشيرة إلى أن المرحلة الأولى من العمل تمثلت في وضع تصميم للزي على نموذج مصغر باستخدام قماش عادي، ثم تنفيذه بأقمشة مصنعة من نبات القنب (الذي له استخدامات بالجملة وليس المشهور عنه لدى البعض) لتقديم التصميم النهائي باستخدام نسيج مستدام.

بينما قالت زميلتها شما الفلاسي إن أهمية استخدام نسيج القنب تكمن في أنه أقوى أربع مرات من الأقمشة العضوية، كما يتصف بميزة أخرى وهي أنه لا يتمدد، لذلك تحافظ الملابس على شكلها لفترة أطول من الوقت، ولا تتعرض ألياف النسيج للانقسام، وهي أيضاً مقاومة للتآكل، موضحة أنهما استخدمتا نوعين من النسيج في المشروع، الأول عبارة عن قماش منقوش مصنع من نبات، وهو طبيعي 100%، وصديق للبيئة، والنسيج الثاني قماش ساتان ليكرا فاخر، واستخدم القماشان لجعل القميص مكتملاً ومتناسق الألوان.

الحفاظ على الموارد

وأضافت شما أن دراسة تصميم أزياء من أقمشة مستدامة تساعد على التوعية بضرورة المساهمة الفاعلة في حماية البيئة، وكيفية الحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال المقبلة، لافتة إلى أنها اختارت التركيز على تصميم الملابس المستدامة، لأنها تحتوي على مكونات قابلة للتحلل الحيوي، ومصنعة بالكامل من ألياف طبيعية أو معاد تدويرها، حيث تم الحصول على القماش من نبات لا يحتاج إلى سماد، كما أن هذا القماش يحتاج طاقة ومياهاً أقل، ولا يتطلب معالجة كيميائية، ما يقلل من البصمة الكربونية الكاملة للشركات التي تصنعه.

وأوضحت أن دراسة الأزياء المستدامة ترتبط كذلك بمعالجة العديد من القضايا التي تواجه البشرية، مثل تغير المناخ، وعدم المساواة، وندرة المياه، والجوع على نطاق عالمي.

وأكملت: «بالنسبة للمستقبل، سيشهد قطاع الموضة تطوراً كبيراً، يتمثل في التحول عن استخدام الأقمشة الجديدة، والتوجه لاستخدام المواد المعاد تدويرها، الأمر الذي سيقلل من بصمتنا الكربونية، وكمية النفايات الناتجة عن قطاع الأزياء والموضة، واستخدام الملابس لأطول فترة ممكنة بدلاً من التخلص منها، معربة عن طموحها لبدء مشروعها الخاص في تصميم تشكيلة ملابس وحقائب وإكسسوارات مستدامة صديقة للبيئة، وعالية الجودة، بعد الانتهاء من دراستها للحصول على درجة البكالوريوس في تصميم الأزياء والإبداع من معهد إسمود دبي.

قضايا

بينما تطمح شيخة اليماحي للاستفادة من دراستها في الحد من النفايات الورقية، واكتساب مزيد من المهارة في استخدام البرنامج المتخصص في تصميم الملابس Clo3D، والذي يشكل جزءاً من برنامج دراستها في معهد إسمود دبي، لأنه يركز على تقليل الهدر في استخدام الموارد. إضافة إلى استخدام الأقمشة المأخوذة من مصادر مستدامة في المشروعات المستقبلية المقبلة، لافتة إلى أن المعهد يقدم لها وللطلبة عموماً كل الدعم لتنفيذ مشروعات تركز على تصميم أزياء باستخدام مواد مستدامة، تسهم في المحافظة على سلامة البيئة.

واستطردت: «بصفتي طالبة في تخصص تصميم أزياء، يجب عليّ أن أكون على دراية بالقضايا البيئية الناتجة عن صناعة الأزياء، إذ ينتج عنها الكثير من الهدر للموارد الطبيعة، ولكن ومع التقنيات الحديثة بات من الممكن الحد من الآثار الناتجة عن هذه الصناعة، والعمل على المحافظة على البيئة، فقد أصبحت الاستدامة ركناً في غاية الأهمية في عالم الأزياء والموضة».


مناهج

قالت مؤسسة معهد إسمود دبي، تمارا هوستال، إن التعاون مع شركة «هيمبي بيبول» لتوفير أقمشة صديقة للبيئة مصنعة من نبات القنب، يعد أحد الأنشطة العديدة التي يقوم بها طلاب المعهد لدعم أهداف المعهد للمحافظة على البيئة، مشددة على حرص معهد الأزياء الفرنسي - الذي حصد العديد من الجوائز المرموقة - على تطبيق نهج يراعي جوانب الاستدامة في مناهجه الدراسية على مدى سنوات عديدة.

شيخة اليماحي:

«فكرة المشروع التي عملنا عليها تندرج ضمن دراستنا بمعهد إسمود دبي».

شما الفلاسي:

«دراسة الأزياء المستدامة ترتبط كذلك بمعالجة العديد من القضايا التي تواجه البشرية».

تويتر