مدير «الإسكوريال الإسبانية» في الشارقة: لدينا ثروة لا تقدر بثمن

صورة

أكد مدير مكتبة الإسكوريال الإسبانية خوسيه لويس ديل فالي ميرينو، أن استضافة الشارقة لمعرض المخطوطات العربية التي تحتفظ بها المكتبة، يسلط الضوء على الإرث الثقافي المشترك الذي يجمع إسبانيا بالعالم العربي، ويسهم في التعريف بالمكانة التي تحتلها «الإسكوريال» بين نظيراتها من مكتبات أوروبا ودورها في حفظ التراث المخطوط.

جاء ذلك في ندوة نظمتها هيئة الشارقة للكتاب مساء أمس الثلاثاء بحضور رئيس الهيئة أحمد بن ركاض العامري، ضمن فعاليات معرض المخطوطات العربية في الإسكوريال الإسبانية، الذي تنظمه الهيئة في مقرها، بالتعاون مع مكتبة الإسكوريال الإسبانية حتى الأحد المقبل.

وأضاف ميرينو: «تضم (الإسكوريال) 2000 مخطوطة عربية تشكل ما يقرب من نصف مقتنياتها من المخطوطات التي تصل إلى أكثر من 4000 مخطوط، وحرصنا على انتقاء مجموعة نادرة منها لعرضها في الشارقة التي وفرت لنا فرصة استثنائية لتعريف الجمهور في دولة الإمارات والعالم العربي على التاريخ الثقافي المشترك بين الثقافتين الإسبانية والعربية».

وأشار إلى أن «الإسكوريال» تعد من أهم المكتبات في أوروبا والعالم، وأن لديها ثروة من المخطوطات لا تقدر بثمن، ومن بين أهم مقتنياتها التي تعرضها للجمهور في الشارقة ولأول مرة خارج إسبانيا، نسخة من القرآن الكريم (معروفة باسم مصحف مولاي زيدان)، نسبة للسلطان مولاي زيدان المغربي، يعود تاريخه إلى عام 1599 للميلاد.

وعرض مدير مكتبة الإسكوريال الإسبانية صورة للمصحف المخطوط أظهرت تزينه بزخارف مغربية غنية في معظم الصفحات، ورُسمت فيه علامات التشكيل باللون الأحمر، كما تمت كتابة عناوين السور بالخط الكوفي المذهب على أرضية زرقاء اللون.

وقدّم للجمهور نبذة مدعومة بصور لمكتبة الإسكوريال وأقسامها وتاريخها ونقوشها وجماليات الفن المعماري الذي يميزها منذ العصور الوسطى وما ترمز إليه النقوش وما تحمله من خلفيات علمية وفلسفية، وتحدث حول جهودها لرقمنة المخطوطات وتوفير صورها ومعلومات تفصيلية حولها على شبكة الإنترنت في دليل متعدد اللغات، سيتضمن اللغة العربية في المرحلة المقبلة.

وتطرق إلى تاريخ إنشاء المكتبة التي يقع مقرها في المبنى التاريخي للبلاط الإسباني، المعروف باسم سان لورينزو دي إسكوريال، الذي وصفه بأنه يحمل تاريخ إسبانيا، إذ أمر ببنائه الملك فيليب الثاني عام 1537 وانتهى العمل فيه عام 1596 وكان نصف المبنى دير والآخر مدرسة.

وأوضح أن مكتبة الإسكوريال لم تكن مصممة عند إنشائها لحفظ المخطوطات، لكن القائمين عليها عملوا بعد اقتناء آلاف المخطوطات العربية واليونانية على توفير مكان آمن لها ومراعاة نسبة الرطوبة حفاظاً على المخطوطات.

يشار إلى أن معرض المخطوطات العربية في الإسكوريال الإسبانية يضم 14 مخطوطة نادرة، بينها مخطوطة «سلوان المطاع في عدوان الأتباع» لأبي عبدالله محمد بن محمد بن ظفر المكي، وشرح أبحاث القانون «شرح معاني كتاب القانون للشيخ الرئيس أبي علي بن سينا» لمؤلفه علاء الدين علي بن أبي الحزم القرشي الشهير باسم ابن النفيس، ومخطوط كتاب إعراب القرآن لمؤلفه أبي حيان الأندلسي.
 

تويتر