في ضيافة الشارقة.. مجموعة ملكية من أندر مخطوطات إسبانيا

لأول مرة، تُنقل مجموعة من أندر المخطوطات المحفوظة في مكتبة الإسكوريال الإسبانية إلى إمارة الشارقة لتعرض أمام الجمهور من عشاق المخطوطات والكتب النادرة، بموافقة من القصر الملكي الإسباني، حيث تعد هذه المخطوطات، باعتبارها تراثاً وطنياً من ضمن الأصول التي تتيحها المملكة الإسبانية للقصر الملكي.

وتنظم هيئة الشارقة للكتاب في مقرها معرضاً خاصاً للمخطوطات خلال الفترة من الثاني إلى التاسع من إبريل المقبل. ويتيح المعرض، الذي يقام بالتعاون بين الهيئة ومكتبة الإسكوريال، لزواره الاطلاع على ما يقارب 14 مخطوطة نادرة يعود تاريخها إلى القرون 13، و14، و15، و16 الميلادية، فيما يرجع تاريخ أقدم مخطوطة للقرن الـ13، وهي مخطوطة «المسالك والممالك» للبكري.

وسيوفر المعرض لزواره مجلدات وطبعات نادرة لكتب ومخطوطات، في شتى صنوف العلم والمعرفة، وكلها باللغة العربية، وأغلب هذه المخطوطات سيتم إخراجها من أماكن حفظها في مكتبة الإسكوريال لأول مرة لعرضها للجمهور بالشارقة.

ومن بين أهم المخطوطات والوثائق والكتب التي يتيحها المعرض للزوار مخطوط بعنوان «ديوان شهاب الدين بن الخياط»، و«الجواهر المجموعة والنوادر المسموعة»، وكتاب إعراب القرآن، ومخطوط كتاب «المجموع الفائق من حديث خاتم رسل الخلائق»، وكتاب «شرح تشريح القانون»، وديوان شمس الدين الحنفي.

وقال رئيس هيئة الشارقة للكتاب أحمد بن ركاض العامري: «يعبر المعرض في واحد من أبعاده عن المكانة التي وصلت لها إمارة الشارقة برؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي تؤكد مركزية الإمارة على خارطة الفعل الثقافي العالمي، وحجم حضورها وأهميتها في رعاية المعرفة وحماية الموروث الثقافي الإنساني، فهذه المخطوطات تنقل من الجناح الملكي في مكتبة الإسكوريال لتعرض أمام الجمهور في الشارقة، ويمثل عرضها فرصة لكل باحث ومهتم بالمعرفة والتاريخ ومعني بالاطلاع على الكتب القديمة والوثائق النادرة».

وأضاف: «يجسد المعرض جانباً من جهود هيئة الشارقة للكتاب الرامية إلى تعزيز الروابط بين الثقافة العربية وغيرها من الثقافات العالمية، لمد جسور الحوار الحضاري وبناء تواصل خلاّق مع مختلف الشعوب وتراثها وتأصيل المشتركات الحضارية والبناء عليها من أجل مستقبل أفضل للإنسانية».

بينما قال مدير مكتبة الإسكوريال خوسيه لويس دل فاجي ميرينو: «تجمع المكتبة الملكية لدير سان لورينزو ديل إسكوريال، علاقة وثيقة مع هيئة الشارقة للكتاب، فقد كنت حاضراً ومتابعاً لفعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب خلال السنوات الماضية، وأعرف جيداً مكانته كأهم معرض للكتب في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما دعانا لعرض مجموعة مختارة من المخطوطات العربية في الشارقة، نظراً لأنه تمثل واحدة من أفضل المخطوطات العربية الموجودة في إسبانيا، ومن المهم أن يطلع عليها القارئ والمتابع العربي».

وأضاف: «لاتزال ذكرى الزيارة التي قام بها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، لمكتبة إسكوريال الملكية عام 2019 أثناء مشاركة الشارقة كضيف شرف في معرض ليبر الدولي للكتاب في مدريد، ماثلة في الأذهان، إذ تؤكد هذه الزيارات على قوة الروابط الثقافية الوثيقة التي تجمع مكتبة الإسكوريال الملكية بإمارة الشارقة».

 

 

تويتر