نهيان بن مبارك: التسامح والتعايش مصدر قوة للمجتمعات البشرية

«الفكر والثقافة العربية» يدعو إلى التصدي للكراهية واحترام الاختلاف

نهيان بن مبارك يلقي كلمة في افتتاح منتدى الفكر والثقافة العربية. تصوير: إريك أرازاس

أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، أن التسامح والتعايش، هما جزء مهم في التراث العربي والإسلامي، وهما يشملان الحياة في سلام مع الآخرين، واحترام معتقداتهم وثقافاتهم، والإدراك الواعي، بأن التعددية والتنوع، في خصائص السكان، هما مصدر قوة للمجتمعات البشرية، بما يجعل من التسامح والتعايش في التراث العربي والإسلامي أدوات مهمة لتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي المنشود، في إطارٍ من التضامن والتكافل، والقدرة على التعامل الناجح مع الآخرين. موضحاً أن هناك وعياً متزايداً لدى الأفراد والمؤسسات بأهمية أن يقوموا جميعاً بأدوارهم في نشر مبادئ وقيم التسامح والتعايش السلمي، وفي محاربة التطرف، ومكافحة التشدد والمغالاة، والتخلص من اتجاه البعض إلى استخدام الدين كستار للعنف، أو نشر الكراهية في المجتمع.

3 نقاط رئيسة

وعرض الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، خلال كلمته في افتتاح النسخة الـ11 لمنتدى الفكر والثقافة العربية، التي أقيمت أمس، في فندق سانت ريجيس الكورنيش بأبوظبي، بتنظيم من جمعية الصحافيين الإماراتية، بالتعاون مع الأمانة العامة لتحالف مراكز الفكر والثقافة العربية، وبالتنسيق مع مكتب نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، عدداً من الملاحظات التي تتعلق بجدول أعمال الحدث، الملاحظة الأولى هي أن الإمارات ترى أن التسامح والتعايش السلمي، هما الطريق إلى عالم أكثر تقدماً وأكثر سلاماً وأكثر رخاءً، وجزء من القوة الناعمة للدولة. والملاحظة الثانية، أن المجتمع الناجح في هذا العصر إنما يقوم على سواعد مواطنين ملتزمين، لديهم الطاقة والقدرة على التواصل الناجح مع أقرانهم وزملائهم في الداخل والخارج. أما الملاحظة الثالثة فتتعلق بدور الحكومات في تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي.

تحديات جمة

وأشار رئيس جمعية الصحافيين الإماراتية رئيس اللجنة المنظمة محمد الحمادي، في كلمته، إلى أن دولة الإمارات تشهد حراكاً كبيراً من أجل نشر فكرة التعايش السلمي في مجتمعاتنا، لافتاً إلى أن هناك العديد من التحديات التي تبرز في هذا المجال، وهو ما يتطلب تعاوناً حقيقياً بين الدول لتجاوز هذه التحديات.

وأوضح نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية رئيس مجلس أمناء تحالف مراكز الفكر والثقافة العربية، الدكتور جمال سند السويدي، أن المنتدى يأتي في توقيت يعاني فيه العالم العربي، والعالم كله، تحديات جمة، منها على سبيل المثال لا الحصر، عدم الاستقرار السياسي، وتنامي التطرف والإرهاب، فضلاً عن تحديات عالمية خطرة.

استراتيجية جريئة

وأوضح المشاركون في المنتدى أن التسامح والتعايش السلمي، هما الطريق إلى عالم أكثر تقدماً، وأكثر سلاماً، وأكثر رخاءً، وأن المجتمع المتسامح يكون أكثر قدرة على مواجهة تحديات العصر. وأن الدول إذ تتفاوت في مقاربتها لقيم التسامح والتعايش، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة هي الأنجح خليجياً وعربياً وعالمياً في تطبيق هذه القيم. داعين في بيانهم الختامي إلى انتهاج دبلوماسية ثقافية جريئة تسهم في الدفاع عن قيم التسامح والتعايش عبر العالم.

وأوضح البيان أن وثيقة «الأخوة الإنسانية» تعد دستوراً للتقارب بين الثقافات والأديان، تدفع العالم، بمنهجيتها ومبادراتها النبيلة، إلى مزيد من التعايش والأخوة والسلام، كما يمثل افتتاح بيت العائلة الإبراهيمية بأبوظبي، علامة فارقة على طريق التسامح والتعايش السلمي، واعترافاً بالتعددية والتنوع، واحتراماً للفوارق، وجسراً للتواصل الحضاري بين أتباع الأديان، بما يسهم في معالجة ظواهر التطرف والعنف والإرهاب.

تحصين الشباب العربي

وشدد البيان على الدور الأساسي للحكومات في تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي، باعتبارها حاضنات للتسامح، والتصدي للكراهية بكل أشكالها، ومعالجة أسبابها، من خلال تحديث القوانين والتشريعات الوطنية، وترسيخ هذه القيم في الثقافة والتربية ومناهج التعليم والتدريب الفردي والمجتمعي، وتعزيز الحريات والحقوق الإنسانية والمجتمعية، وفق ضوابط تحترم الانفتاح والتنوع والاختلاف الديني والفكري والعرقي.

وحث البيان الختامي للمنتدى على تحصين الشباب العربي من التشدد والتطرف، عبر تقديم برامج ومبادرات وطنية تُحجّم التحديات المعيشية، وتُرسّخ روح التشاركية والاندماج في المجتمع، تعتمد على الإنجازات الوطنية وفق أُطر مبنية على التسامح والتعايش، وإشراك الأسرة ومؤسسات المجتمع المدني في اعتبارات مكافحة اللاتسامح والتطرف بجميع أشكاله.

تأبين

حرص المشاركون في المنتدى على تأبين المفكر البحريني، الشيخ الدكتور خالد بن خليفة آل خليفة، مشددين على أهمية ما تركه من رصيد مثمر في العمل الثقافي والفكري البحريني والخليجي والعربي. بينما ألقى الشيخ أحمد بن خليفة بن دعيج آل خليفة، كلمة العائلة في تأبين الفقيد. التسامح والتعايش جزء مهم في التراث العربي والإسلامي.

تويتر