300 فنان ومعرض من 60 دولة في الدورة التاسعة من المعرض

دبي تحتصن «فنون العالم».. احتفاءً بتجارب ناشئة ومخضرمة

صورة

بمشاركة 300 فنان ومعرض من 60 دولة، انطلقت أمس الدورة التاسعة من معرض «فنون العالم دبي»، في مركز دبي التجاري العالمي، والتي تفتح الأبواب لتجارب فنية ناشئة ومخضرمة من الإمارات والعالم. ويحتفي برنامج المعرض في هذه الدورة بالمشهد الفني لكوريا الجنوبية من خلال برنامج خاص بالثقافة الكورية، والذي يُسلط الضوء على ازدهار مجال الفنون التاريخية والمعاصرة في هذه الدولة، والتي تعمل على توسيع نطاق حضورها الفني على مستوى العالم.

ورود الإمارات

وتقدم الدورة أكثر من 300 فنان ومعرض تتوزع أعمالهم على أجنحة المعرض، من بينهم الفنانة الإماراتية بدور إبراهيم التي ترسم الورود الإماراتية.

وقالت بدور لـ«الإمارات اليوم»: «تخصصت في مجال الجرافيك ديزاين، وعلمت الفنون البصرية لطلاب المدارس، وبدأت أخيراً أرسم بالألوان الزيتية، خصوصاً أنني وجدت نفسي أحب الملمس الخاص بالألوان الموضوعة بتقنية السكين». وأضافت: «قدمت من خلال لوحاتي الزهور الإماراتية منها الأشخر وهي زهرة تنبت في الإمارات فقط، الى جانب ورد الأقرع التي تنبت في المنطقة، ودفعني شغفي بهذه الورود الى شراء كاميرا لتصويرها وتقديم الألوان بشكل قريب جداً من الواقع». وأشارت الى أن أعمالها تحمل المنحى التجريدي المعاصر، وقد تأثرت بالعديد من التجارب، معتبرة أن المشاركة الأولى بهذا المعرض فرصة لها للتعرف إلى التجارب الفنية البارزة في العالم العربي.

قصص الخيالية

الفنانة الإماراتية هند راشد التي تشارك بالمعرض للمرة الثامنة، قالت لـ«الإمارات اليوم» إن أعمالها تجريدية وتمثل القصص الخيالية، واللوحات تعبر عن الطبيعة في مرحلة ما بعد المطر، وكيف يكون شكل الغيوم، والورود التي تنبت في الصحراء، فضلاً عن الضباب الذي يخفي الطبيعة الجميلة على الرغم من كونه يحمل الكثير من الجمال. واعتبرت راشد أنها تميل كثيراً الى التجريد وتقديم الطبيعة وبعض الكائنات المهددة بالانقراض، مبينة أن التجريد يمنحها القدرة على التعبير عن كل ما تحب بطريقة لامحدودة.

أما الفنانة الإماراتية أمل الرميثي، فتحدثت عن معرضها الفردي الذي قدمته في هذه الدورة، وقالت: «أعمل في مجال الإحصاء، وأرسم بعد دوامي، وقد بدأ شغفي بالرسم منذ الطفولة، وعلى الرغم من دراستي للرياضيات البعيدة عن الفن، فقد كان دائماً يجذبني عالم اللون».

وأضافت: «استلهمت الأعمال المعروضة من الفضاء، وعملت على تخيل بعض الكائنات وكيف يمكن أن يكون شكلها وهي تعيش في الفضاء، وملأت اللوحات بالمجرات والنجوم والفضاء، كما جسدت بعض الشخصيات التي يمكن أن تعيش في الفضاء». وأكدت أنها تشارك في المعرض للمرة الثانية، معتبرة أن المشاركة فرصة جميلة للتعرف إلى فنانين من حول العالم.

الأنثى المصرية

أما الفنانة المصرية دعاء كربونة المشاركة ضمن «ايجيبت كورنر» غاليري، فقدمت مجموعة من الأعمال التي تعبر عن الأنثى المصرية، اذ تسعى الى العودة بالزمن، وتقديم لبس الفلاحات المصريات، الى جانب اللوحات المأخوذة من أجواء النوبة. ولفتت الى أنها تفضل تقديم لوحاتها الواقعية بالألوان الزيتية فهي تمنح العمل الكثير من القيمة عبر الوقت، مشيرة الى أنها تشارك في المعرض للمرة الثانية، مثنية على ما يمنحه للفنانين من منصة لتبادل الخبرات، خصوصاً أنها استفادت في إضافة الخامات للوحاتها.

من جهته قدم الفنان محمد صالح عوض، من السعودية، أعمالاً ثلاثية الابعاد، مشيراً الى انه يعتمد على لوحات المستشرقين ويختار منها مشاهد وشخصيات، ثم يطبعها ويضيف الى اللوحة الكثير من التفاصيل، فتصبح اللوحة مكونة من طبقات ومشاهد ثلاثية الأبعاد. وأشار الى ان أعماله تتطلب الكثير من التجريب والعمل، ويتم انتاجها عبر مراحل، مبيناً أنه انتقل من اللوحات الى الفن الثلاثي الأبعاد لتتويج تجربته بما هو مختلف.

مراحل الحياة

قدمت الفنانة الهندية مسارات فاطمة، عملاً تركيبياً بتكليف من المعرض، وصممته من الورق المقصوص والمصمم على شكل البوابات. ونوهت بأن العمل يرمز الى حياة المرء التي تمر بمراحل عدة متنوعة، وتمثل كل بوابة مرحلة من حياة الإنسان، مؤكدة أنها تميل كثيراً الى تقديم الأعمال التفاعلية التي تتيح للجمهور أن يكونوا جزءاً من العمل.

صدف اللؤلؤ

تحتفي هذه الدورة بفن كوريا الجنوبية، وتحدث الفنان الكوري يوتينغو عن أعماله التي يبنيها بشكل أساسي من صدف اللؤلؤ، موضحاً أنه يعتمد على هذه المادة كونها تدخل في الموروث والتقاليد، وأراد أن يبرزها بشكل معاصر. ولفت يوتينغو الى أن التقنية التي يضع فيها صدف اللؤلؤ على اللوحات تعتمد على قص اللؤلؤ الى شرائح رفيعة وصغيرة، ثم بعد أن يرسم اللوحة بالأكريليك يقوم بلصق قطع اللؤلؤ، وهذا ما يجعل الألوان تظهر من خلف اللؤلؤ، فيما تعمل الطبقة الشفافة واللامعة من اللؤلؤ على جعل اللوحات تحمل الكثير من اللمعان وتتلاعب مع الضوء.

محاضرات وورش عمل

دعاء كربونة قدمت مجموعة من الأعمال التي تعبر عن الأنثى المصرية.

يقدم المعرض مجموعة من الأنشطة الفنية التجريبية والعروض التفاعلية الحية، بالإضافة إلى عدد من الجلسات وورش العمل المتخصصة. وتحدثت نائب مدير مركز تشكيل ليزا باليتشغار لـ«الإمارات اليوم» عن المحاضرتين اللتين ستقدمهما خلال المعرض، مشيرة الى أن المحاضرة الأولى ستكون حول الخطوات الأولى لدخول المجال الفني، بينما الثانية حول كيفية بناء مجموعة فنية. ولفتت الى أن دخول عالم الفن يتطلب الكثير من الشغف والتطور والتعلم المتواصل، ويمكن البدء في أي عمر دون قيود أو حدود. أما لجهة كيفية البدء ببناء مجموعة، فنوهت بأنه من المهم شراء العمل الفني الذي يتناسب مع مكان المعيشة، والتوجه إلى اقتناء عمل فني يمكن لمقتنيه النظر إليه في كل يوم وبناء علاقة معه على مر الأيام، موضحة أنه في حال الرغبة في الاستثمار على المرء أن يختار أسماء الفنانين والأعمال بعناية.

تويتر