فعاليات الدورة 20 تزين حي الحصن

كلباء تستقبل «الأيام التراثية» بالأهازيج والفرح

صورة

انطلقت أيام الشارقة التراثية في دورتها الـ20 في حي الحصن التراثي في مدينة كلباء، وسط مجموعة من الأنشطة التراثية التي بدأت برقصة العيالة.

وافتتح الفعاليات الشيخ هيثم بن صقر القاسمي، نائب رئيس مكتب سمو الحاكم بمدينة كلباء، ورئيس معهد الشارقة للتراث رئيس اللجنة العليا المنظمة لأيام الشارقة التراثية، الدكتور عبدالعزيز المسلّم.

وأدى عدد من أبناء الإمارات استعراضات شعبية، تضمنت إنشاد مجموعة من القصائد التي تعكس في مضمونها قيم هذا المجتمع وتقاليده.

وتعبيراً عن ترحيب أهل كلباء بضيوف أيام الشارقة التراثية قدمت مجموعة من طلبة المدارس عدداً من الفعاليات، أشادت بحب الإمارات لقيم السماحة والإنسانية، وتقديرها للتراث والثقافة والعلم والحضارة.

حكواتي ومكتبة

من جهته، قال رئيس لجنة افتتاحات المناطق الوسطى والشرقية والحمرية لأيام الشارقة التراثية، صقر محمد: «تغمرنا جميعاً سعادة بالغة بتشريف الجمهور للحضور في هذا المكان الذي استعاد دوره البارز على يد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وهذه فرصة للتعرف إلى تراث دولة الإمارات والشارقة، نتطلع إلى أن تكون عاملاً مهماً من عوامل التواصل والبناء الحضاري بين الأمم والشعوب».

وأضاف: «سينظم على هامش أيام الشارقة التراثية عدد من الفعاليات التي تتضمن ورشة الحكواتي، ومعرض مكتبة الموروث، إذ يستعد الحكواتي لقص عدد من الحكايات الشعبية التراثية الإماراتية بطريقته المحببة ولباسه المميز، فيما تستعرض مكتبة الموروث مجموعة من المصادر التي تتحدث عن الجوانب التراثية الإماراتية، لاسيما المتعلقة بالمثل والحكاية الشعبية واللهجة المحلية وعشق الإنسان الإماراتي للبحر، إضافة لاستعراض عدد من الأسماء التراثية التي كانت لها أدوار بارزة في الحفاظ على ديمومة التراث المحلي وتقديراً لإسهاماتهم المتميزة في دعمه وتطوره ونشره».

جلسات متواصلة

وضمن الجلسات الثقافية في أيام الشارقة التراثية في قلب الشارقة تواصلت الجلسات التي تواكب شعار الفعالية «التراث والإبداع»، إذ استضافت جلسة بعنوان «التراث في الأدب الإماراتي بين الإبداع والتقليد» الدكتور والباحث التراثي خالد ققه، والكاتبة والروائية فتحية النمر، والكاتبة والروائية أسماء الزرعوني، وأدارها الكاتب عبدالفتاح صبري.

وتناولت الجلسة أثر التراث في الأدب ودوره في التعريف بخصوصية الشعوب ومنجزاتها وأهمية إعادة طرحه في النصوص الأدبية ليحافظ على مكانته في ذاكرة ووجدان الأجيال الجديدة.

وتطرقت فتحية النمر إلى أهمية التراث بوصفه حاملاً لقيم جميلة، ووعاءً يكتنز الكثير من الصور والتفاصيل التي يمكن الاستفادة من إسقاطاتها في الأدب الحديث، ورأت أن هناك آلاف الصور التي يمكن استدعاؤها في صورة مكون ثقافي وحضاري.

وعن تجربتها الروائية والقصصية أشارت إلى أنها بدأت بمواد آنية تواكب حركة الزمن، ولكن مع التطور بدأت تتجه للتراث وقدمت العديد من الأعمال القصصية التي تستقي مادتها منه.

من جهتها، سلطت أسماء الزرعوني الضوء على توظيفها للتراث الإماراتي في أعمالها الروائية وكيف استقت من مسقط رأسها منطقة «الشويهين» بالشارقة التي تطل على البحر، العديد من مضامينها. وأوضحت أنها وظفت التراث الإماراتي بكل أنواعه المادي وغير المادي في مضامينها الروائية، ومن أمثال ذلك التوظيف ما يجده القارئ في رواية «الجسد الراحل»، وغيرها من الروايات التي كان المكان هو بطلها الأول، كما كانت المفردات المحلية الإماراتية والتراثية من مختلف البيئات البحرية والصحراوية حاضرة بقوة.

مع أسرة الصايغ

كما استضاف مركز التراث العربي التابع لمعهد الشارقة للتراث، أول من أمس، الكاتبة والباحثة الإماراتية حليمة عبدالله راشد الصايغ، التي تنتمي إلى أسرة حرفية تخصصت في ممارسة صياغة الذهب وصناعة الخناجر المحلية في الدولة على مدى 150 عاماً.

واستعادت حليمة الصايغ خلال المحاضرة تفاصيل معايشتها لوالدها عن قرب في معمله مع أصوات المطارق وقطع السبائك المختلفة أثناء انهماكه في صناعة السيوف والخناجر، لتوثق هذه التجربة وتفاصيل الحرفة في كتاب استغرق إنجازه أكثر من سبع سنوات، وهو بعنوان «صياغة السيوف والخناجر التقليدية في الإمارات».

وقالت: «لقد كان والدي يلقب بعميد الصاغة، إذ امتهن هذه الحرفة منذ سبعينات القرن الماضي، مُركزاً جل اهتمامه ووقته على إنتاج السيوف والخناجر والعصي المطعمة بالفضة والخزامة، وكل ما يتعلق بالمصاغ الرجالي وعلى رأسها الخنجر، كأحد المكونات الرئيسة للصناعات التقليدية في الإمارات، وهو ما أضحى بمرور الوقت مضاهياً بجودته وجماليته لمثيلاته في دول أخرى».

 صقر محمد:

«الفعاليات المتنوعة التي تنظمها (الأيام) فرصة للتعرف إلى تراث دولة الإمارات».

 

تويتر