أكد أنه لابد من تطوير أدوات الإبداع للأطفال

فرج الظفيري: الدهشة تدعو الصغار إلى التمسك بالكتاب

الظفيري: الكتابة للأطفال تحمل الكثير من التحديات. تصوير: أشوك فيرما

اتّخذ الكاتب السعودي فرج الظفيري قرار دخول عالم أدب الطفل من سنوات طويلة منذ أن كان في المدرسة، حين كان متأثراً بمجلات الأطفال، لينحاز مبكراً أيضاً إلى الكتابة للصغار، ويختار التخصص في هذا العالم بعد عشقه له.

وأكد الظفيري لـ«الإمارات اليوم» أن كاتب قصص الأطفال غالباً ما يقتبس من حياته، ومن حياة الآخرين أيضاً، إذ يسمع أسئلة الأطفال ويستخدم أساليب التفكير الإبداعي للوصول إلى النتيجة، ولكن هذا كله لا يلزم بأن تكون القصة ممثلة للكاتب أو حياته، فلدى المبدع انطباعاته الطفولية السابقة التي يطرحها في ما يقدمه من حكايا.

وأضاف الظفيري، الذي شارك في مهرجان الشارقة القرائي للطفل الذي اختتم أخيراً فعاليات دورته الـ12، أن على الكاتب أن يطور كثيراً من أدواته ليتمكن من جذب هذه الفئة العمرية، خصوصاً أن القراءة تحتاج إلى جهد من الطفل لا تتطلبه الوسائل المتاحة له في العصر الحالي.

واعتبر أن الكتابة للأطفال تحمل الكثير من التحديات، ومنها مواكبة الصغار والتغييرات التي تطال عالمهم، لافتاً إلى أن طفل اليوم لا يشبه جيل الأمس ولا يشبه الغد، وبالتالي على الكاتب كي يواكب كل هذا أن يتسلح بالعلم والمعرفة، والاطلاع على جديد التربية والبحوث المستمرة التي ترتبط بعلم النفس، لاسيما المرتبط منها بعالم الطفل الذي هو في تطور مستمر، إلى جانب الأحداث التي ترتبط بالواقع، كما أن أساليب الكتابة تتغير.

وأكمل الظفيري: «على الكاتب الإلمام ببعض المصطلحات الموجودة في الواقع وكيف تتبدل، فهو يحتاج دائماً إلى مصطلحات جديدة، ففي الماضي مثلاً كانوا يستخدمون كلمة معاق، وتبدل الاستخدام في ما بعد إلى ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن ثم أصحاب الهمم، فالتطور يطال حتى العبارات، وعلى الكاتب أن يواكب كل هذه التبدلات».

احترام ذكاء

عن احترام ذكاء الطفل المعاصر الذي تطغى على حياته كل وسائل التكنولوجيا، قال الظفيري إن «القراءة نفسها تحتاج إلى جهد، بينما الوسائل الأخرى لا تتطلب أي مجهود، إذ يكون الطفل معها بمثابة متلقٍّ سلبي، فالبرامج والتطبيقات تترك للطفل حريته في التعاطي معها، ولذا على الكاتب أن يواكب الطفل بجلب ما يحبه ويجذبه، خصوصاً أن هناك مغريات أخرى للصغار أكثر سهولة، فلابد من استحضار ما يدهشهم كي يتمسكوا بالكتاب»، معتبراً أن وسائل تطوير الكتابة في مجال قصص الأطفال تبدأ من تقديم المحتوى الذي يدهشه، ويجعله بصحبة الكتاب.

وشدد الظفيري على ضرورة إيجاد المحتوى الجاذب أولاً، ويمكن إضافة الصوت لكتب الأطفال الذين لا يستطيعون القراءة بسهولة، بحيث يصبح الصغير مستمعاً وقارئاً في الوقت عينه، حتى يعتاد مع الوقت القراءة، وكذلك يمكن تقديم برامج تطوير في القراءة، كما ان هناك قراءة بصرية تتيح له قراءة الكلام سريعاً، والتي تبعده عن التهجئة فيقرأ الكلام بسرعة، مع مراعاة خصائص النمو لدى الطفل في محتوى الكتاب وشكله، فالطفل الصغير يحتاج إلى نص قصير والكثير من الصور، كما يمكن أن نقدم له الكتاب القماشي، علاوة على الكتب التي تركز على الملمس.

أزمة المجلات

حول مجلات الأطفال وتحدياتها، قال الظفيري إن مشكلة المجلات أصعب من الكتب التي تحظى بقدر من الثبات والبقاء، مشيراً إلى أن المجلات الموجودة في الساحة لم تستطع أن تواكب الطفل الذي انصرف إلى وسيط آخر إلكتروني، ولذا فكتاب الطفل أكثر بقاءً من المجلة، لأن الأخيرة تحتاج إلى إضافة وسائل أخرى تدعم حضورها، فحتى شركات التوزيع بدأت تقلص أعداد التوزيع، ولذا لابد من إيجاد سبيل لمواكبتها للكتب.

وشدّد على أن إيجاد أي تطور في الوسائل المعاصرة لا يجب أن يلغي القديمة، ولكن على العاملين في المجلات أن يواكبوا العصر من خلال الربط المباشر بين التكنولوجيا ومطبوعاتهم من خلال بعض المواد أو المسابقات التي تربط التقنية بالورق، ما يجعل الطفل مرتبطاً بالمجلات.

دعوة إلى التقارب

في ظل «العولمة» ومستجداتها، رأى الكاتب فرج الظفيري أنه في البدء لابد من الانطلاق إلى الطفل من البيئة المحلية، وما يتعلق بها من الهوية والانتماء، ويمكن أن تضاف العولمة في القصص عبر القيم العامة التي تشترك فيها جميع الجنسيات، والتي هي غير قابلة للنقاش، فالانتماء لا يعني معاداة الآخرين، بل يحمل دعوة إلى التقارب والتسامح والتعاون، فهي ثقافات لابد من تعزيزها.

تويتر