الفضاء الرقمي ساحة لترويج الإصدارات الأدبية في «أبوظبي للكتاب»

كتاب ومبدعون يطلبون «الفزعــــة» لدعم إصداراتهم

صورة

تحوّلت مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحة تنافس فيها كتّاب ومبدعون ودور النشر للإعلان عما لديهم من كتب وإصدارات جديدة بعد أن لمسوا التأثير الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي، ولم يكتفِ البعض بالإعلان عن كتبه عبر حسابه الشخصي على وسائل التواصل، خصوصاً «تويتر»، بل اتجه لطلب «الفزعة» من أصحابه ومعارفه لحضور توقيع الكتاب أو شرائه. في حين تفنن البعض الآخر في نشر مقتبسات من محتوى كتبه منها ما اتسم بالغموض أو الغرابة للفت انتباه القارئ، أو جاء معبراً عن مضمون الكتاب بشكل مباشر.

وتنامى دور الفضاء الرقمي أو الافتراضي في مختلف مجالات الحياة، وبات يمثل واحداً من المحاور الرئيسة التي تتناولها فعاليات ونقاشات الدورة الـ30 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، المقامة في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، حتى 29 مايو الجاري. خصوصاً أن الدورة الحالية تمثل أول نسخة هجين من المعرض، وتجمع بين الفعاليات الواقعية والافتراضية.

تطبيقات رقمية

لم يقتصر التسويق للإصدارات الجديدة على الكتّاب ودور النشر الخاصة، حيث حرصت معظم المؤسسات الحكومية والرسمية على الإعلان عن إصداراتها عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي.

المعرض استعان بالفضاء الرقمي للوصول إلى أكبر شريحة من القراء وعشاق الكتب من مختلف الأعمار، فيتيح المعرض عبر موقعه الإلكتروني ومنصاته الرقمية والتطبيق الخاص به متابعة الندوات والجلسات التي يتم تنظيمها خلال فترة إقامته، وكذلك يمكن للقارئ الاطلاع على كل العناوين والإصدارات المعروضة فيه، ودور النشر المشاركة، وشراء ما يرغب في اقتنائه عبر الموقع الإلكتروني والتطبيق الرقمي، مع توفير جولات افتراضية داخل المعرض للكبار والصغار على السواء.

النقد الافتراضي

في المقابل، برز الفضاء الرقمي والافتراضي وما يرتبط به من قضايا محوراً للنقاش في عدد من الندوات والحوارات التي يتضمنها المعرض، ومنها جلسة حوارية، عقدت مساء أول من أمس، بعنوان: «النقد الافتراضي بين النظرية والتطبيق»، وتناولت النقد الافتراضي على وسائل التواصل الاجتماعي: هل هو ظاهرة أم حالة عابرة؟ وما الضوابط التي تجعل منه نقداً حقيقياً؟ كما تطرقت لدور المؤسسات الثقافية في ضبط والتحكم في مشهد النقد الافتراضي.

وطالبت الناقدتان الإماراتيتان د. عبير الحوسني ود. فاطمة المعمري، بوضع أسس لممارسة النقد الأدبي والإبداعي، وأكدتا، خلال الجلسة التي أدارتها الإعلامية هاجر الرئيسي، أن معظم ما تشهده مواقع التواصل الاجتماعي لا يرقى لمفهوم النقد، الذي يقوم على منهاج وأدوات واضحة، ولكن يمكن إدراجه تحت مسمى الانطباعات الشخصية ووجهات نظر تعبر عن ذائقة صاحبها الخاصة.

ودعت الدكتورة الحوسني إلى إيجاد منصة خاصة للنقاد، تجمع فيها ملخصات النقد وتكون صلة الوصل بين الأعمال النقدية والجمهور. موضحة أن للنقد الأدبي معاييره الخاصة وأدواته «فمن دون إنتاجات أدبية لا يوجد نقد، والنقد يعني التميز، إذ يمتلك الناقد عينين لا يملكها الكاتب».

في حين حذرت الدكتورة المعمري من المجاملات و«النقد المجامل» الذي ينتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي بكثرة، ومن خطورته على الأدب وعلى الكاتب نفسه. لافتة أن هناك فرقاً بين «مدعي النقد» من جهة وبعض الشباب القارئ الذين يقومون بتدشين صفحات خاصة بهم لعرض آرائهم حول الكتب «وهؤلاء بذرة طيبة يجب على النقاد رعايتها والاهتمام بها»

رخصة وقوانين

طالبت الناقدة د. فاطمة المعمري، أن تكون هناك رخصة قيادة لممارسة مهنة النقد، ويتم وضع قوانين صارمة في هذا المجال الحساس الذي قد يؤثر سلباً في القطاع الثقافي، إلى جانب ضرورة أن يتم اعتماد النقاد من قِبل المؤسسات الثقافية الحكومية وليس من الأكاديميات والجمعيات التجارية، مشددة خلال الجلسة التي نظمتها مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، في إطار مشاركتها في المعرض، وضمن الدورة السادسة من مبادرتها «رواق الأدب والكتاب»، على أهمية أن تكون هناك استراتيجية وطنية للنقد الإبداعي توضح الأهداف والمؤشرات والمقاييس المعنية بتأصيل مهنة النقد وتعزيز الحراك النقدي، وإثراء النقاد الإماراتيين وتكريس حضورهم. مضيفة: «نحتاج إلى أن نضع هذا الحراك الثقافي في محله الصحيح للقيام بالدور المنشود منه في إغناء القطاع الإبداعي في الدولة، والأدبي بشكل خاص».

• الفضاء الرقمي من المحاور الرئيسة في معرض أبوظبي للكتاب.

تويتر