أكبر متحف افتراضي مفتوح للنقوش والكتابات الصخرية العربية بنوعيها القديم والحديث

«النقوش العربية» يروي حكاية حضارة عريقة موغلة في القدم

صورة

في مبادرة جديدة تستهدف توظيف الفضاء الرقمي في مجال الثقافة، دشّن الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، صباح أمس، الموقع الإلكتروني «بوابة النقوش العربية»، المبادرة الجديدة لـ«أناسي للإعلام»، والتي تعد بمثابة أكبر متحف افتراضي مفتوح للنقوش والكتابات الصخرية العربية بنوعيها القديم والحديث، أو بمعنى آخر نقوش ما قبل الإسلام وما بعده.

وأوضح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، أن تدشين «بوابة النقوش العربية»، يعكس الحرص القوي، في البلاد العربية، على تأكيد مكانة الثقافة والتراث، في مسيرة الأمة، والحرص كذلك على تنمية العلاقات الثقافية في ما بينها، وهي علاقات تقوم على الأخوة الصادقة، والسعي المخلص، إلى إبراز التاريخ العريق للمنطقة العربية، وتعميق الاهتمام بتراثها الأصيل، ومكانتها ودورها في مسيرة البشرية، عبر الأزمنة والعصور. مؤكداً، خلال الحفل الذي أقيم في مركز أبوظبي للشباب، أن الموقع الإلكتروني، الذي انطلق من أرض الإمارات، سيكون إضافة مهمة تربط الإنسان العربي بتاريخه وتراثه، وهو ما يتماشى مع نهج وتوجيهات مؤسس الدولة، المغفور له الوالد، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، والذي كان يقول دائماً، إن عدم الاهتمام بالتاريخ يؤدي إلى عدم الاهتمام بالمستقبل، وإن المستقبل الناجح إنما يعتمد على الارتباط الخلاق بالجذور الأصيلة والممتدة للوطن والأمة، وإن التاريخ والمعرفة به، واستيعاب دروسه، هو أساس تقدم المجتمع.

تطوّر الحضارات

وأضاف الشيخ نهيان بن مبارك: «إن إطلاق بوابة النقوش العربية، هو تعبير قوي عن أن الرسوم والنقوش الأثرية في بلادنا، تشير إلى حضارة متواصلة، موغلة في القِدم، وأن هذه النقوش المهمة والثرية، تعكس أنماط الحياة، والتجارة، والعلاقات الإنسانية مع الآخرين، بل وكذلك أهمية المنطقة في حركة تطور الثقافات والحضارات البشرية، عبر التاريخ الإنساني كله. إن آثار المنطقة العربية، قد أسهمت ولاتزال في تحقيق فهم أفضل وأشمل للتاريخ البشري، ولدورنا المهم في صنع الحضارة، وتشكيل مسيرة العالم»، معرباً عن أمله في أن تكون هذه البوابة الإلكترونية وسيلة مهمة، في التعريف بالتراث القومي، وفهمه، واستيعابه، بل وكذلك في بث القوة فيه، وتقريبه من النفوس والعقول بالاعتماد على أدوات العصر، وبما يحقق تعميق ارتباطنا مع هذا التراث، وإعجابنا به، وتقديرنا له، كتراث قومي وإنساني فريد وخالد، وأن تسهم هذه البوابة الإلكترونية في دعم الجهود الصادقة، في جميع أوطاننا العربية في مجالات جمع التراث ودراسته، ليكون دائماً في موقع القلب والروح في مسيرة الأمة في الحاضر والمستقبل، متمنياً كذلك أن تكون البوابة الإلكترونية للنقوش العربية، خطوة مهمة على طريق العمل العربي المشترك، في جمع تراث الأمة وتوثيقه وتحقيقه ونشره بالأساليب العلمية والتقنية المتطورة، من أجل الإحاطة بكل عناصر هذا التراث العريض والممتد. وأن تكون البوابة مجالاً للنشاط المبدع، وجسراً ممتداً للتواصل مع أصحاب الحضارات والثقافات الأخرى حول العالم.

150 نقشاً

وتُعد «بوابة النقوش العربية» بمثابة مكتبة إلكترونية موثقة متخصصة تجمع ما يزيد على 150 نقشاً من أهم الاكتشافات الخاصة بالنقوش الكتابية العربية المحفورة على الصخور والأحجار والمنتقاة من قبل نخبة من العلماء والباحثين من دولة الإمارات العربية المتحدة وأكثر من سبع دول في الوطن العربي، وتعتبر هذه الخطوة التي كان وراءها جهود جبارة لإدارة وفريق عمل نجح في استقطاب نخبة من العلماء والباحثين بالمرحلة الأولى في الموقع، وسيتم التوسع أكثر في المراحل المقبلة. ويهدف هذا الموقع الخدمي غير الربحي إلى تسليط الضوء على أهمية هذا الإرث الثقافي الضخم الذي يعكس الهوية والتاريخ العربي، إضافة إلى إفادة المختصين والباحثين والمهتمين، وجميع الدارسين والهواة وأفراد المجتمع العربي، وذلك بتقديم المراجع الموثقة والمطروحة بأفضل الأساليب، إضافة إلى نشر والحفاظ على التاريخ العربي المشترك بين الدول العربية من المشرق إلى المغرب، وإيجاد الروابط بينهم، وخلق المزيد من الدراسات العلمية التي تتعلق بموضوعات النقوش.

وتماشياً مع الأوضاع الحالية وصعوبة زيارة المواقع الأثرية في الوقت الراهن، يقدم موقع «بوابة النقوش العربية» تجربة تفاعلية افتراضية للزوار، حيث يحظى المتصفح بفرصة التجول في معرض افتراضي ثلاثي الأبعاد يتيح للزائر مشاهدة مجموعة من النقوش المنتقاة من ألبوم نقوش الموقع، وذلك بأسلوب تفاعلي باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي المعزز.

علماء وباحثون

شهد حفل التدشين الذي قدمه الإعلامي ثامر الصياح، عرض فيديو تعريفي بأهمية النقوش العربية شارك فيه نخبة من علماء وباحثي الآثار في العالم العربي. كما تم عرض فيديو لحفل توقيع مذكرة التفاهم بين «أناسي للإعلام» والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، التابعة لجامعة الدول العربية، والتي وقّعها في وقت سابق رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، الدكتور علي بن تميم، نيابة عن «أناسي للإعلام»، ومديرة إدارة الثقافة بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، الدكتورة حياة القرمازي.

كما أُعلن في الحفل عن توقيع مذكرة التفاهم بين «أناسي للإعلام» ومكتبة الإسكندرية، التي وقعها كل من رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، الدكتور علي بن تميم، نيابة عن «أناسي للإعلام» ومدير مكتبة الإسكندرية الدكتور مصطفى الفقي، وبموجبها سيتم التعاون المشترك في مجالات عدة لتعزيز الثقافة العربية. واختُتم الحفل بعرض أغنية للفنانة نداء شرارة.

• وزير التسامح والتعايش: البوابة دليل على تواصل الحضارة منذ القدم في المنطقة

• 150 نقشاً من سبع دول عربية.

• المستقبل الناجح يعتمد على الارتباط الخلاق بالجذور الأصيلة.


علماء وباحثون

قدّمت «أناسي للإعلام»، الشكر والتقدير للعلماء والدكاترة والباحثين المشاركين في الموقع الإلكتروني، وهم: باحث الآثار عيسى يوسف (الإمارات)، وعالم الآثار عبدالعزيز توري (المغرب)، وعالم الآثار معاوية إبراهيم، والباحث الدكتور رافع حراحشة من الأردن، وباحث الآثار سلمان المحاري (البحرين)، والباحث ممدوح مزاوم، والباحثة منى سعود الشمري (السعودية)، والدكتور هشام حسين (مصر)، والمكتشف محمد المدحاني (سلطنة عمان)، والدكتور إبراهيم صبحي (مصر)، والدكتور محمد حلمي، والدكتور سامي البياضي، والدكتور محمود سالم، المتخصصون في النقوش العربية من مصر.

تويتر