علي العامري.. عن المدينة ونبضها والأشجار الصامدة

«كلمات بلا حدود» تسلّط الضوء على أيقونات الشارقة الثقافية

صورة

تناولت مجلة أدبية عالمية جوانب من الثقافة في الشارقة وأماكنها وفعالياتها وأبرز مؤلفيها، في مقدمتهم صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. ونوّهت مجلة «كلمات بلا حدود» في عددها الأخير بمؤلفات سموّه «سيرة مدينة»، و«بيبي فاطمة وأبناء الملك»، و«رسالة إلى أهل المسرح». كما أشارت المجلة الأميركية إلى أبرز المواقع الثقافية في مدينة الشارقة، على رأسها أيقونة المعالم «بيت الحكمة»، الذي افتتحه صاحب السموّ حاكم الشارقة، في التاسع من ديسمبر الماضي، فضلاً عن بيت الشعر والمقهى الأدبي ومقر اتحاد كتّاب الإمارات ومقر الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب.

جاء ذلك، في حوار أجرته الشاعرة الحائزة جوائز عالمية، ناتالي حنظل، للمجلة في باب «المدينة والكاتب» مع مدير تحرير مجلة «الناشر الأسبوعي»، التي تصدرها هيئة الشارقة للكتاب، الشاعر علي العامري، الذي تحدّث عن أبرز العلامات في الحياة الأدبية والفنية في الشارقة وأماكنها، وإيقاعات المدينة ونبضها الثقافي.

وعن اسم الشارقة، قال العامري في الحوار: «تعود تسمية المدينة إلى موقعها في أقصى شرق الإمارات، إذ يرتبط اسمها بشروق الشمس. وتشير تنقيبات أثرية إلى وجود حضارة قديمة فيها تعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد»، مضيفاً أن «الدراسات الميدانية في مواقع الشارقة تؤكد انتشار الكتابة باللغة الآرامية، وكذلك الكتابة العربية الجنوبية القديمة بخط المُسند».

وردّاً على سؤال عن نبض الشارقة، قال: «لديّ ارتباط وثيق بإيقاع المدينة ونبضها، إذ تشكّل إيقاعات البحر والصحراء والحياة الحضرية تنوّعاً في الحياة والثقافة»، مشيراً إلى عدد من مهرجانات الشارقة، من بينها معرض الشارقة الدولي للكتاب، وبينالي الشارقة للفنون، ومهرجان الشارقة القرائي للطفل، وأيام الشارقة المسرحية، وأيام الشارقة التراثية، ومهرجان الشارقة للشعر العربي.

وحول امتدادات الأمكنة في الشارقة، تحدّث مؤلف ديوان «خيط مسحور» عن منطقة مليحة التي تقع شرق مدينة الشارقة، بقوله إنها «مكان تتعانق فيه العصور، إذ يلتقي الجبل بالسهل والوادي. وتبدو التلال والجبال كأنّها منحوتات تصعد من الكثبان الرملية، من بينها جبل الأحافير»، موضحاً أن «المنطقة تضم مركزاً للآثار يسجّل التسلسل الزمني، وقصصاً تعود إلى 7000 عام من الحياة».

وعن قصائده المستوحاة من أماكن الشارقة، ذكر أنه كتب قصائد عن القصباء، كما أن قصيدته «حجر الحدس» مستوحاة من بحر الشارقة، إذ «كنت أجلس على مقعد حجري قبالة الخليج العربي، بينما الأمواج تُدوّن إيقاعاتها الزرقاء». أما عن سؤال حول ذكريات حزينة، قال العامري: «تمثّلت بوفاة أصدقاء وشعراء وروائيين وفنانين تشكيليين عاشوا في الشارقة»، مضيفاً أن «الأشجار المهجورة التي بقيت صامدة بعد هدم البيوت القديمة، تُذكّرني بأشجار عائلتي في قرية زبعة الفلسطينية في بيسان، التي هُجِّرنا منها قسريّاً عام 1948».

كما تناول الحوار مناطق القصباء التي توصف بأنها «فينيسيا الشارقة»، وبحيرة خالد، وبحيرة الخان، وقلب الشارقة، والبيوت المبنية بالحجارة المرجانيّة، ومراسم الفنانين، والأسواق الشعبيّة للتوابل والحنّاء والصمغ العربي والأقمشة والأواني الفخارية.

يذكر أن مجلة «كلمات بلا حدود» (ووردز وذآوت بوردرز) من أبرز المجلات الأدبية العالمية، أسستها ألين ساليرنو ماسون في نيويورك عام 2003. وتعمل المجلة على تعزيز التفاهم الثقافي، وهي مفتوحة للتبادل الدولي، من خلال الترجمة والنشر والتعريف بمؤلفين من مختلف دول العالم.

تويتر