برنامج لرعاية المصممين الناشئين ينظمه مركز «تشكيل»

«تنوين».. تصاميم معاصرة بروح التراث

صورة

قطع من الأثاث والإنارة والديكور محدودة الإصدار، وذات التصاميم المعاصرة، التي تعكس روح التراث الغني في الإمارات، قدمها معرض «تنوين»، الذي نظمه مركز «تشكيل»، خلال فعاليات أسبوع دبي للتصميم، الذي اختتم أخيراً. وضم المعرض ثلاث قطع جديدة ابتكرت تصاميمها وأنتجت بأيدي مصممات ناشئات مقيمات في الدولة، شاركن في برنامج «تنوين» للتصميم 2020. وتميزت التصاميم بجمعها بين روح المعاصرة والتراث، الى جانب دمج الثقافات معاً، وصممت قطع الأثاث والإنارة الجديدة على أيدي مصممة المنتجات لينا غالب، والمهندسة المعمارية ندى سلمانبور، والمصممة الداخلية ندى أبوشقرة، كما عرض تشكيل مجموعة من التصاميم الأخرى التي تعود للعام الماضي ومشروعات عام 2021. وقدمت المصممة المصرية لينا غالب مقعداً من العريش تم صنعه من «بلاي بالم» وخشب وستلنس ستيل وجلد، حيث يروي قصص أناس كافحوا ونجحوا في بيئات صعبة بالاعتماد على عنصر طبيعي وحيد مصدراً للحياة، وعن هذا التصميم قالت لـ«لإمارات اليوم»: «أردت تقديم عمل يجمع بين الثقافة الإماراتية والمصرية، واكتشفت أن الثقافتين قامتا باستخدام جريد النخيل في حياتهم اليومية، فكان يستعمل لصنع البيوت والأثاث، ولهذا ابتكرت مواد من جريد النخل، بينما أتى تصميم الكرسي مستوحى من طريقة قطع المصريين للجريد، بحيث كان يتم قصه وإجراء بعض الفراغات داخله، مع وجود المقعد المصنوع من جلد الإبل وهو متحرك». ولفتت غالب إلى أنها عملت على التراثين الإماراتي والمصري بشكل سهل، لأنها تحمل الخلفية الكافية عن الثقافتين، إذ قرأت كثيراً عن التراث المصري القديم، إلى جانب وجودها في الإمارات ورؤية التراث في كل المعارض، أو حتى من خلال الديكور المستوحى من التراث. واعتبرت أن المعرض فرصة ثمينة لها، لأنها المرة الأولى التي تقدم فيها عملاً يحمل اسمها، كما أنها المرة الأولى التي تشارك فيها بمعرض، وبالتالي فالبرنامج يساعد كثيراً في الوصول الى السوق، وأسبوع دبي للتصميم. وأضافت أن البحث الذي يسبق التنفيذ هو مرحلة مهمة جداً لا تقل أهمية عن المواد والتنفيذ، فالبحث عن المواد واختبارها يتطلب كثيراً من الوقت، لأنه لابد من الالتفات الى أهمية البحث عن التاريخ وبعض المعلومات لا تتوافر في الكتب، ما يدفع المصمم الى مشاهدة الفيديوهات أو حتى التعرف إلى المعلومات من الناس.

أما الحصن من تصميم الفلسطينية ندى أبوشقرة، فهو عبارة عن كرسي صنع من فخار «تيراكوتا»، وفولاذ مطلي بطلاء حراري وقماش منجد، مستوحى من العمارة المحلية الإماراتية، ويستند تصميمه إلى بحث في الأشكال التقليدية والمساحة التي تخلقها. وعن هذا العمل قالت أبوشقرة: «يمنح برنامج تنوين الفرصة للمصممين الجدد من ابتكار مفروشات ومنتجات مستوحاة من التراث والثقافة الإماراتية، كنت أنظر الى أكثر ما يجذبني، وقد وجدت نفسي أكثر انجذاباً إلى العمارة التراثية والمباني القديمة والطريقة التي كانوا يبنون بها وكيف كانت تقدم من الطوب الأحمر، ولهذا استخدمت الفخار في الكرسي، لاسيما أن الفخار موجود منذ فترة طويلة جدا في الإمارات، ولهذا أردت أن أدمجها في قطعة مفروشات في كرسي الحصن». ولفتت أبوشقرة إلى أن الفخاريات قابلة للدوران، وتمنح المرء الذي يجلس على الكرسي القدرة على التحكم في كمية الإضاءة، وبالتالي يتحكم بالبيئة المحيطة ويختار الانعزال أو الاندماج مع محيطه، بناء على شعوره. ونوّهت بأن العمل خلال فترة الحجر لم يكن سهلاً على الإطلاق، خصوصاً أن الإنتاج واجه كثيراً من التعقيدات في التواصل مع المصنعين، مشيرة إلى أن تلك الفترة تركت وقعها وأثرها في شتى المجالات وعلى كل الصعد، حيث أثرت على الأفكار، وأن المصمم لابد وأن يتغيّر عمله بطبيعة الحياة وما يراود الناس في حياتهم اليومية.

من جهته، تحدث مدير التسويق والاتصال في مركز تشكيل بدبي، كرم حور، عن البرنامج، وقال: «هذه المشاركة مختلفة عن السنوات السابقة، والجناح يقسم إلى ثلاثة أقسام، الأول يضم التصاميم الجديدة، والقسم الثاني يضم منتجات مجموعة تنوين، وهي منتجات قدمت في السنوات السابقة، أما القسم الثالث فهو الدعوة المفتوحة إلى مشاركات عام 2021». ولفت حور إلى أن المشاركات في هذا العام مفتوحة للمصممين والفنانين والمهندسين، بهدف إدخال العلوم من أجل إنتاج منتجات عملية لا تحمل الجماليات فقط، وإنما الوظائف أيضاً. وأكد حور أن ما ميز الأعمال في هذا العام هو وجود معاناة لدى المصممات في إنتاج الأعمال، خصوصاً بسبب الحجر الصحي، وعدم قدرتهم على تنفيذ الأعمال في وقت وجيز، موضحاً أن المنتجات المعروضة قد تم اختيارها بناءً على مدى العمل الوظيفي الخاص بالقطعة.


برنامج «تنوين»

يعمل برنامج «تنوين» على رعاية المصممين الناشئين في دولة الإمارات، وتشجيعهم على ابتكار منتجات وتصميمها وتصنيعها بوحي من تراث الدولة العريق. ويمتد البرنامج لمدة 11 شهراً، ويتم اختيار ثلاثة إلى أربعة مصممين، ممن هم بحاجة إلى دعم لتقديم أصواتهم بأعمال مستقلة. ويتم منح المصممين ميزانية محدودة لتقديم النموذج الأولي، وبعدها يتم إنتاج العمل، ويطلق في أسبوع دبي للتصميم.

قطع أثاث وإنارة وديكور ذات تصاميم معاصرة، تعكس روح التراث الغني في الإمارات.

ثلاث قطع جديدة ابتُكرت وأنتجت بأيدي مصممات ناشئات مقيمات في الدولة.

تويتر