أكد أن فوز «الديوان الإسبرطي» بالبوكر 2020 لا علاقة له بالسياسة

عبدالوهاب عيساوي: العالم العربي يحتفي بالماضي أكثر من المستقبل

صورة

أوضح الكاتب الجزائري، عبدالوهاب عيساوي، الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) 2020، عن روايته «الديوان الإسبرطي»، أن فوز الرواية لا يرتبط فقط بالطرح السياسي الذي تقدمه، حيث سبق أن فازت له روايات عدة بجوائز مختلفة، رغم تعدد موضوعاتها. معتبراً أن الفوز في ظل أزمة «كوفيد-19» خفف الضغط النفسي، الذي كان سيصاحب حضور حفل إعلان الفائز بحضور المرشحين الستة على القائمة القصيرة.

وأشار عيساوي إلى أن «الديوان الإسبرطي» رواية تميل للتجريب أكثر مع قليل من البهارات، فهي محاولة إيجاد مساحة جديدة للكتابة، وتقنيات مختلفة عن تلك التي قدمها في أعمال سابقة. لافتاً، خلال الأمسية التي نظمتها مؤسسة «بحر الثقافة»، مساء أول من أمس، عن بُعْد، إلى حرصه على أن تطرح الرواية مختلف وجهات النظر على الساحة السياسية في الجزائر، رغم تناقضاتها.

واعتبر الكاتب الجزائري أن العالم العربي يحتفي بالماضي أكثر ما ينظر للمستقبل. وأن كثيراً من الشباب لا يقرأ في التاريخ، لكن الجميع يتناول قضايا تاريخية مختلفة، وقضايا راهنة، لكنها مرتبطة بالتاريخ.

وقال: «من ينظر للفضاء التاريخي يجد أن الأحداث تتكرر فيه، والراهن الذي تعيشه الجزائر في السنوات العشرين الأخيرة يتشابه مع ما مر بها خلال العصر العثماني، ما يطرح تساؤلات عدة حول هوية المجتمع وعلاقاته بمحيطه، وهل ينتمي للبحر المتوسط أو العالم العربي أو الإسلامي؟ لذلك حرصت على طرح مختلف وجهات النظر على الساحة، من خلال شخصيات الرواية، فهي ليست مجرد شخصيات لكن مفاهيم، وبالنسبة لي يأتي المفهوم في البداية وبناء عليه أقوم بنسج الشخصية التي تحمله وتعبر عنه، فالنص يجب أن يكون ديمقراطياً ويطرح كل وجهات النظر». مشيراً أن هناك مشكلة لدى كثير من الناس في التفريق بين الدولة العثمانية، ودولة تركيا الحالية، معتبراً أن هذا الخلط ينبع من النظر للأمور من منطلق اعتناق أيديولوجية معينة. وعن عنوان الرواية؛ ذكر عيساوي أنه يقرأ على العديد من المستويات، ويحمل تأويلات مختلفة، فالبعض يفسر كلمة الديوان بأن المقصود هو ديوان الحكم، والبعض يعتبر المقصود هو ديوان شعر، كما تعددت تأويلات القراء لوجه التشابه بين إسبرطة والجزائر. لافتاً إلى إيمانه بنظرية موت المؤلف، التي تذهب إلى انتهاء دور الكاتب بعمله الأدبي بمجرد خروجه إلى النور ووصوله إلى أيدي القراء، حيث يمتنع عن تفسير ما يقصد، تاركاً القارئ ليتفاعل مع العمل، ويبحث في ما يحتمله من تأويل. مؤكداً أهمية غلاف الرواية، باعتباره أحد مفاتيح قراءتها.


سرد الحقائق

أشار عيساوي إلى أن الرواية التاريخية لا تعتمد على سرد حقائق التاريخ بشكل كامل، لكنها تستلهم أحداثاً واضحة ليقوم عليها البناء الدرامي للعمل، لافتاً إلى استعانته في هذه الرواية بيوميات كتبها جنود من جنسيات مختلفة. كما أوضح أن كتابات المستشرقين تفاوتت في نظرتها للمشرق العربي، فكانت الألمانية أكثر إنصافاً للعرب، مقارنة بالفرنسية.

وأوضح أن تنفيذ الرواية استغرق منه عاماً للبحث، وآخر للكتابة، فكان بحاجة للتفرغ لها. معتبراً أن دراسته للهندسة أفادته في أن يكون ذهنه منظماً ومنطقياً، لأن التفكير المنطقي يساعد على بناء الرواية.

الفوز في ظل أزمة «كوفيد-19» خفف الضغط النفسي.

تويتر