جولات افتراضية بين أروقة التاريخ وفعاليات ثقافية وترفيهية عن بعد

حراك ثقافي وفني إماراتي مستمر رغم تداعيات «كورونا»

جانب من القمة الثقافية التي ناقشت دور الثقافة في أوقات الأزمات. أرشيفية

مثلت الجولات الافتراضية التي أطلقتها المتاحف الوطنية والمؤسسات الثقافية في دولة الإمارات فرصة مثالية للأفراد والأسر للتنقل في فضاءات المتاحف وبين أروقتها الزاخرة بالفنون والآثار والأعمال النادرة، لتتواصل جسور الحضارة بين الأجيال في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها العالم أجمع.

وأسهمت البنية التحتية الرقمية المتطورة في جعل الإمارات من أكثر الدول جاهزية للتعامل مع المتغيرات العالمية الطارئة التي انعكست على جميع مناحي الحياة، بما فيها الصناعات الإبداعية التي تعد جزءاً حيوياً من مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

وتعمل دولة الإمارات على إيجاد البيئة المناسبة التي تضمن استمرارية عطاء المبدعين والفنانين لمواصلة أدائهم وإيصال رسالتهم السامية إلى العالم، فالثقافة والفنون إحدى الركائز المهمة في بناء الدولة، ومن القطاعات التي توليها القيادة الحكيمة الرعاية والاهتمام.

وأظهر القطاع الثقافي والإبداعي في الدولة مرونة للتكيف مع التغيرات المفاجئة من خلال انتقاله بسلاسة إلى المنصّات الرقمية لمواصلة تقديم محتوى ثقافي ومعرفي ثري للمجتمع، وتلتزم الجهات الثقافية والإبداعية في الدولة جنباً إلى جنب بمواصلة دعم الفنانين وتعميق فهم المجتمع لما توفّره الثقافة والفنون من عوالم إبداعية وفكر ابتكاري تنموي للجميع، ما يقرّب بين الشعوب والأفراد.

وأثبتت دولة الإمارات جدارتها في إحداث تغيير إيجابي وتدشين مرحلة مهمة من التطور والنمو غير المسبوق في دعم استمرارية الأعمال الإبداعية، وتوفير تحفيز إضافي للاقتصاد الإبداعي الذي بات مكوناً رئيساً من منظومة الاقتصاد الوطني.

واستطاعت المؤسسات الثقافية في الدولة أن تتكيف بسرعة مع الواقع الحالي، وأطلقت الفعاليات الفنية الافتراضية والمكتبات الرقمية والجلسات الحوارية عن بعد، والتي أسهمت في توسيع انتشار الرسالة الثقافية والفنية الإماراتية إلى جمهور أكبر.

وحرصت المؤسسات الثقافية في الدولة على مواصلة مواسمها الثقافية وعملت على تشجيع وحضور الجماهير من خلال مشاركتهم عن بعد من منازلهم من خلال شبكات الإنترنت، وتوفير مصادر المعرفة الرقمية لمختلف فئات المجتمع.

كما حرص أبرز النجوم من المبدعين والفنانيين والمثقفين على أن يكونوا في طليعة المشهد الثقافي خلال الشهور الأخيرة من خلال الاستفادة من شعبيتهم، وارتباط الجماهير بهم على حساباتهم الشخصية في برامج وتطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي.

وتسهم المكتبات الرقمية في تحقيق أهداف وخطط الحكومة في التحول إلى مجتمع المعرفة التنافسي، وترسيخ وتضمين القراءة في الثقافة من خلال إتاحة وتوفير الممكنات المعرفية، لتعزيز وتشجيع القراءة في مجتمع الإمارات.

ومن أبرز الفعاليات الثقافية الافتراضية الإعلان عن الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية 2020، حيث حرص القائمون على الجائزة على الإعلان في التوقيت ذاته الذي كانت تعلن فيه سنوياً، والذي كان يفترض أن يكون قبل 14 أبريل الماضي، أي قبل يوم واحد من انطلاقة معرض أبوظبي الدولي للكتاب.

وأطلق متحف اللوفر أبوظبي مبادرات رقمية جديدة تقدم للجمهور جولات إرشادية افتراضية ومقاطع فيديو وأخرى صوتية بجانب مجموعة من الأنشطة التي يمكن تنزيلها والاستمتاع بها في المنزل.

ونظم «صالون القراءة» في ندوة الثقافة والعلوم في دبي جلسات افتراضية لمناقشة قراءاته، منها مناقشة رواية «المعطف» للروسي نيكولاي غوغول.

وأقامت مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون عدداً من الحفلات الافتراضية المتوافقة مع شهر رمضان المبارك، ومن قبلها أقام رواق الفن في جامعة نيويورك أبوظبي جولات افتراضية في معرض تشكيلي.


أظهر القطاع الثقافي والإبداعي في الدولة مرونة للتكيف مع التغيرات المفاجئة.

المؤسسات واصلت مواسمها الثقافية وعملت على تشجيع وحضور الجماهير.

تويتر