في رصيدها 3 روايات ولم تتجاوز الـ 22 من العمر

عنود الظاهري: اكتشفت سحر الكتب متأخرة

صورة

رغم سنوات عمرها القليلة (22 عاماً)، وتخصصها في ميدان التحاليل والمختبرات الطبية، إلا أن الإماراتية عنود الظاهري تتمسك بحلم الأدب والرواية، وتصر على تسمية نفسها بالمبتدئة في عوالمها، حيث اكتشفت سحر الكتب متأخرة كما تقول، لكنها أيضاً مصرّةٌ على أنها ستصبح يوماً ما اسماً عربياً لامعاً، وذلك بعد أن بدأت مسيرتها في عام 2016 بمحاولات صغيرة، ترجمتها عبر رواية «سيلفي من حياتي»، الواقعة في 131 صفحة من الحجم الصغير، ثم روايتين أخريين في 2019، هما «انتقام الأرواح» و«تغريدة قلب»، اللتين حاولت من خلالهما تقديم تجربتها الأدبية الشابة وموهبتها في الكتابة.

تجارب متنوعة

عن تحركها بين منهج الواقعية في السرد الروائي، وانتقالها إلى أدب الرعب، أو ما اتفق على تسميته «أدب الإثارة والتشويق» في رواية «انتقام الأرواح»، قالت الظاهري «أنا بصدد تجربة واختبار أجناس أدبية وأدوات تعبيرية مختلفة، أعتبرها بدائل منهجية توصلني إلى أهدافي في التعبير عن أفكاري بشكل أوضح، إلا أنني لم أنحز بعد إلى منهج معين، وأختبر في المقابل مناهج مختلفة علني أجد نفسي في جنس أدبي معين، وهذا ما يدفعني أحياناً نحو الواقع الذي أحاول اكتشافه أو عكسه أو حتى إعادة تحليله وتكوينه ونقده». وتضيف الظاهري «الخيالات القاتمة، والرعب النفسي، الذي كرسته في (انتقام الأرواح)، أنحاز إلى توصيفه عبر أحداث وتسلسلات بعينها، وهذا لا أنكر أنه يحيلني إلى عوالم سارة، ممتعة ومتنوعة لا أنوي الاستغناء عنها في الوقت الحاضر، لأنني أجد نفسي فيها، لربما انحزت إلى أحدها في المستقبل، ولكن ليس حالياً على كل حال».

بين القراءة والكتابة

رغم شغفها القديم بالكتابة والبوح بكل ما يختلج في صدرها من مشاعر وانفعالات تبوح بها إلى دفاترها الصغيرة، إلا أن العنود لم تكتشف عوالم المعرفة وسحر الكتب إلا متأخراً «لم تكن طفولتي مقترنة كثيراً بالقراءة بقدر ما كانت بالكتابة، فعلى الرغم من أنني لم أكن قارئة شغوفة، إلا أنني أثبتت تميزاً استثنائياً، حصدت فيه دوماً المراكز الأولى في مسابقات الكتابة في المدرسة، لكن ذلك لم يكن كافياً، لأنني لم أدرك قيمة القراءة إلا حين بدأت فعلياً بتحقيق حلمي القديم بأن أصير كاتبة، فرحت أبحث فيها عن ضالتي، وأرتاد جميع معارض الكتب الخاصة لطرح الأسئلة ونهل المعرفة»، لافتة «كنت محظوظة في ذلك بمساعدة خالتي التي كانت مولعة بالكتب، فكنا نتبادلها ونناقش محتوياتها في كل مرة نلتقي فيها، أما والدتي فلم تقصر أبداً في مرحلة مبكرة بتزويدي بكل ما يحتاجه خيالي الصغير آنذاك للنمو، من قصص ومجلات تختارها بعناية».

نجاح وإشادة

تفخر عنود الظاهري اليوم بالصدى الذي حققته رواياتها الثلاث لدى القراء، داخل الإمارات وخارجها، واصفة النجاح اللافت الذي حصدته بالقول «متحمسة جداً للأصداء الحسنة التي لاقتها روايتي الأخيرة (انتقام الأرواح)، سواء على صفحاتي الرسمية على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي أو على الخاص، والتفاعل الكبير الذي وجدته من الأصدقاء والمتابعين الذين يبادرون بتسجيل ملاحظاتهم وتعليقاتهم ونقدهم البناء لمحتوى الرواية وبنائها وتقنيات كتابتها التي تدفعني دوماً إلى تلافي الأخطاء والهفوات في المستقبل»، مضيفة «كما أسعدني رأي عدد من الأسماء الأدبية الخليجية والإماراتية في روايتي، مثل الروائي الكويتي عبدالرحمن الموسوي، الذي رأى في تجربتي رؤية جديدة وطرحاً مختلفاً لمنهجية سرد الأحداث فيها، وهذا محفز كبير لي للتقدم»، لافتة إلى انشغالها الحالي بالتحضير لرواية تندرج ضمن فئة الرعب الذي ستعالج فيه الكاتبة عبر أحداث واقعية، وبطريقة لا تخلو من التشويق، بعض تفاصيل الحياة النفسية المعقدة لأبطال الرواية.

وإضافة إلى هواية الكتابة التي عشقتها، دخلت عنود الظاهري عالم الرسم والتشكيل، لتشبع رغبتها في تجسيد خيالاتها الجامحة عبر الأشكال والألوان التي وصفتها قائلة «لطالما جذبني الرسم والتشكيل الذي أميل فيه دوماً إلى تجسيد رونق الجمال والسحر في الطبيعة من حولي».


أعباء ثقيلة

رغم نجاحها في تخطي عقبات النشر وأعبائه الثقيلة، بفضل تعاقدها مع دار النشر الإماراتية «مدار للنشر والتوزيع»، التي تؤمن بدورها في تحفيز جيل كامل من الشباب الإماراتي الواعد في مجالات الثقافة والشعر والأدب، إلا أن الإماراتية عنود الظاهري لم تخف استياءها من تعامل عدد من دور النشر في الدولة مع الأقلام الإماراتية الهاوية، والمبالغ المجحفة التي يفرضونها على الكتّاب مقابل تبني أعمالهم «أحسبني محظوظة بالتسهيلات التي تلقيتها من مدار للنشر والتوزيع، والميزانية المعقولة التي تطلبها نشر روايتيّ الأخيرتين إلى حد الآن».

«لم تكن طفولتي مقترنة كثيراً بالقراءة بقدر ما كانت بالكتابة، فلم أكن قارئة شغوفة، إلا أنني أثبتت تميزاً استثنائياً، حصدت فيه دوماً المراكز الأولى في مسابقات الكتابة».

تويتر