سلطان بن أحمد القاسمي: «المعرض» يضم قطعاً أثرية من عصور مختلفة

كنوز من الشارقة تطلّ في لشبونة

سلطان بن أحمد القاسمي تجول برفقة المسؤولين البرتغاليين في ردهات المعرض. من المصدر

أكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، أن معرض آثار الشارقة، الذي يستضيفه المتحف الوطني للآثار في لشبونة، يعكس مدى الغنى الآثاري المهم للإمارة، مشيراً إلى أن المعرض يشكل باقة متميزة لقطع أثرية من عصور زمنية مختلفة، تمتد إلى فترات زمنية بعيدة، ويثبت تاريخ الاستيطان البشري للمنطقة، ويبرز الحضارات التي مرت عليها ونشأت فيها.

جاء ذلك خلال افتتاح الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، ممثلاً عن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مساء أول من أمس، معرض آثار الشارقة تحت عنوان الثقافة والهوية لتراث الشارقة الأثري في قاعات المتحف الوطني للآثار بالعاصمة البرتغالية، وضم 150 قطعة أثرية، ونظمته هيئة الشارقة للآثار بالتعاون مع معهد الآثار في جامعة نوفا لشبونة، ويستمر حتى أبريل 2020.

وتجول الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي في ردهات المعرض، الذي ضم نماذج مختارة من المكتشفات الأثرية في مواقع الشارقة، والتي تمثل فترات حضارية مختلفة، بدءاً من العصور الحجرية، مروراً بعصور ما قبل التاريخ، والعصر البرونزي، والعصر الحديدي والفترة الهلنستية، وفترة ما قبل الإسلام، وصولاً للعصر الإسلامي.

ويتيح المعرض، أمام الجمهور البرتغالي والسائحين والمهتمين والمنشغلين بالآثار، فرصة التعرف إلى التراث الثقافي والآثاري للشارقة بين الحاضر والماضي، وقسم الشارقة والبرتغال، واشتمل القسمان على معلومات حول المكتشفات الأثرية في الشارقة، والتي عثرت عليها البعثة البرتغالية من جامعة نوفا. وفي القاعة الثانية، استعرض القائمون على المعرض أمام الحضور أهم المكتشفات الأثرية، التي تعود للفترة ما بين القرن الثالث قبل الميلاد والقرن الثالث الميلادي، والتي تعرف بفترة ما قبل الإسلام، والفترة الإسلامية التي تمتد من العصر العباسي إلى وقتنا الحاضر. ومثلت الفترة الإسلامية قطع أثرية مكتشفة في دبا الحصن وخورفكان واللؤلؤية والذيد وكلباء.

أما فترة ما قبل الإسلام المعروضة في القاعة ذاتها فمثلتها مكتشفات أثرية من مليحة، تعود إلى حقبة تاريخية مهمة من تاريخ جزيرة العرب، ضمت جرار الأمفورا من جزيرة رودس، وجرة فخارية كبيرة مستوردة من جنوب إسبانيا، بالإضافة إلى مجموعة مهمة من مكتشفات دبا الحصن. وفي قاعة المعرض الثالثة التي حملت عنوان «زمن الشروق»، اطلع الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي على معروضات أثرية من العصور الحديدية والبرونزية والحجرية. ويعد هذا المعرض، الذي افتتح بحضور وزيرة الثقافة البرتغالية، الدكتورة غراسا فونسيكا، وسفير الدولة لدى البرتغال، موسى عبدالواحد الخاجة، نافذة إنسانية حضارية ثقافية جديدة، تفتحها إمارة الشارقة لتطل عبرها على العالم، مقدمة تراثها وآثارها وتاريخها عبر شراكات معرفية أكاديمية، محققة بذلك تطلعاتها في محاورة الآخر، وتعريف الآخر بنا.

وقال الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، لممثلي الحكومة البرتغالية والمثقفين والزوار، إن «صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، راعي المعرض، يولي اهتماماً كبيراً لقطاع الآثار والمكتشفات الأثرية، إيماناً من سموه بأن الثقافة فعل متكامل لا يجب إغفال أي جزء منه، حتى تتشكل المعرفة الحقيقية لدى أفراد المجتمع»، مشيراً إلى أن ثمانينات القرن الماضي سجلت حضور أول بعثة استكشافية للإمارة، وساعدت استكشافاتها الأثرية على تدوين الفترة التاريخية لأول وجود بشري في المنطقة.

ودعا أفراد المجتمع البرتغالي لزيارة المعرض، من أجل الوقوف وبشكل حي ومباشر على تجارب إنسانية تاريخية من منطقة تقع في قلب جزيرة العرب، وكي يتعرفوا غليها عن قرب، ويكتشفوا أسرارها وتاريخها.

من جانبها، أكدت وزيرة الثقافة البرتغالية حرص بلادها، ومؤسساتها المختلفة، على تبني مثل هذه المبادرات الخلاقة، والتي تسهم في تحقيق التقارب الفكري والإنساني بين الشعوب.

وأشارت: «للشارقة وحاكمها مكانة خاصة لدينا، والسمعة التي حققتها هذه الإمارة بحكمة حاكمها قادتها إلى أن تتبوأ مراكز ثقافية عالمية، واستطاعت أن تبني لها علاقة فريدة بمختلف بلدان العالم بعيداً عن الدبلوماسية السياسية، ونحن سعداء بأن نوجد معكم اليوم في هذا المعرض الغني بالمعرفة، فالكنوز المعروضة فيه مصدر فخر واعتزاز للبعثات الاستكشافية، ونشكركم على إتاحة الفرصة لنا للاطلاع عليها».

كلمة في السجل الذهبي

دوّن الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، كلمة شكر في السجل الذهبي لكبار زوار المتحف الوطني للآثار في لشبونة. وحضر افتتاح المعرض عدد من السفراء العرب لدى البرتغال، والمسؤولين، إضافة إلى ممثلين من وزارة الثقافة البرتغالية، والمؤسسات العسكرية البرتغالية، وجمع من المثقفين والمنشغلين بالآثار والزوار.


- 150 قطعة أثرية يضمها المعرض الذي يستمر حتى أبريل المقبل.

تويتر