تطرح في مزادات الدار بلندن وجنيف

«سوذبيز دبي».. لوحات نادرة من الفن المعاصر والحديث

صورة

يحمل المعرض الخاص بمزاد سوذبيز والذي أفتتح أمس في مركز دبي المالي العالمي، مجموعة نادرة من اللوحات، سواء في الفن الحديث والمعاصر، وكذلك الفن الهندي، والاستشراقي والمخطوطات الإسلامية، الى جانب المجوهرات القيمة وذات الأحجار النادرة. وتعدّ هذه الأعمال النادرة من المقتنيات المهمة التي ستطرح في مزادات الدار القادمة في جنيف ولندن خلال الشهر الجاري، وتمثل زيارة المعرض ما يشبه الزيارة المتحفية نظرا للقيمة الفنية التي تحملها القطع.

يضم المعرض مجموعة من اللوحات الفنية المتميزة ومنها عمل الفنان محمود سعيد بعنوان «بعد المطر» والتي يعود للعام 1936، ويتراوح سعرها التقديري بين 366 ألف و488 ألف دولار، الى جانب عمل للفنان شاكر حسن آل سعيد، بعنوان «جثمان وطائران» ويعود للعام 1953 وسعره التقديري يتراوح بين 85 و 110 آلاف دولار. بينما تقدر القيمة الأولية للوحة الفنان بهمن محصص، والتي تعود للعام 1966، بين 147 ألف و220 ألف دولار. كما يقدم المعرض مجموعة من لوحات الفن الاستشراقي التي تعود لمجموعة نجد، وتعد من اللوحات الأغلى ثمنا والأكثر ندرة، ومن بين هذه اللوحات لوحة «لاعبا الشطرنج» للفنان لودفيغ دوتيش، والتي تتراوح قيمتها التقديرية بين 500 و740 ألف دولار، الى جانب هذه اللوحة يقدم المعرض، لوحة «الحارس» لرودلف أرنست، ولوحة «بائع التحف المصري» للفنان تشارلز وايلدا.

أما الفن الهندي فيضم مجموعة كبيرة من اللوحات والمجوهرات والمقتنيات والتي تعود الى القرن 19، فيما عرضت مخطوطات إسلامية ومصاحف تعود لمجموعة تتألف من 94 مخطوطة. وتضم هذه المخطوطات أعمالا نادرة من الهند وبلاد فارس وتركيا والعالم العربي، وهي ترسم أكثر من ألف عام من إنتاج المخطوطات الجميلة، وتحمل المجموعة عنوان «شاكرين: الخط في القرآن والمخطوطات الأخرى»، واستوحي العنوان من مسجد شاكرين المذهل من الناحية المعمارية في إسطنبول، وهو أول مسجد صممته امرأة، وتصطف داخل المسجد لوحات الحديث مع آيات من القرآن الكريم بتكليف من الخطاطين المعاصرين.

وتحدثت رئيسة الفن الحديث والمعاصر في المزاد مي الديب، للإمارات اليوم، وقالت عن المعرض: «نطرح المزاد مرتين في العام، في أكتوبر وابريل، ونقدم جزءاً من الأعمال في دبي، ومنها التي تنتمي للفن المعاصر والحديث من الشرق الأوسط، اذ يضم المزاد في هذه الدورة قطعة رائعة لمحمود سعيد بعنوان (بعد المطر)، وهي أغلى لوحة في المزاد، ومن أجمل أعمال سعيد». وأضافت الديب: «تحتوي اللوحة على الكثير العناصر المهمة في أعمال سعيد ومنها النخلة والسماء الزرقاء والعاصفة، وتجمع ما بين السعادة والتعاسة، وكأنها تمزج ما بين الولادة الجديدة بعد المطر، والشعور بالشقاء، فهي من اللوحات النادرة التي تظهر التحولات في مسيرة محمود سعيد». ولفتت الى انها حصلت على اللوحة بعد مناقشات مع صاحبها، وقد تمكنت من الحصول عليها بعد أن سافرت من لندن الى مصر خصيصا من أجلها، مشيرة الى ان بعض اللوحات تصل للدار من خلال تواصل أصحابها مع الدار بهدف بيع اللوحات، ولكن هناك لوحات تعرض بعد بحث كبير عنها.

ونوهت الديب بأن المعرض يضم مجموعة من لوحات الفنانين من أصول أرمنية ولكنهم سكنوا وعملوا في الشرق الأوسط، ومنهم بول غيراغوسيان، وماركوس غيغوريان وغيرهم، «وذلك لأن تاريخ الفن الحديث من المنطقة العربية لا يمكن أن نجده في كتاب واحد، ولهذا فإن وضع هذه اللوحات في قسم خاص يقدم للناس لمحة عن هذه الحقبة»، مضيفة أن القسم الثاني يركز على الفنانين العرب الذين عاشوا في الاتحاد السوفييتي، والفنانة العراقية عفيفة الليبي إحدى هؤلاء الفنانين.

وعن الفن الاستشراقي في المعرض، لفتت الديب الى ان «مجموعة نجد» تضم أفضل لوحات الفن الاستشراقي، لاسيما أنها تعد الأكثر ندرة، مشيرة الى أن غالبية اللوحات الاستشراقية رسمت في مصر، مع وجود بعض القطع في تركيا. وأوضحت الديب بأن المزاد يضم 40 قطعة في الفن الاستشراقي وستطرح في 22 الجاري في لندن، بينما يضم مزاد الفن المعاصر والحديث 82 قطعة.

وحول تقديم المزادات في بلدان مختلفة، أكدت الديب أنه بعد دراسة معمقة في سوق الفن والمجوهرات والساعات، قامت الدار بتقديم مزاد للساعات في دبي، بينما يقام مزاد اللوحات في لندن والمجوهرات في جنيف.


مجوهرات نادرة

قالت رئيسة قسم المجوهرات في سوذبيز دانيالا ماشيتي، ل«الإمارات اليوم» أن مجموعة المجوهرات المطروحة في المعرض «تتألف من قطع نادرة ستطرح للبيع في مزاد جنيف في 11 و13 نوفمبر المقبل، فهي تجمع بين الأحجار الكريمة الثمينة والمجوهرات التي صممت بشكل متميز حيث يمكن للمرأة أن ترتديها وتستمتع بها». ولفتت الى ان القطعة الأعلى ثمنا في المزاد هي الخاتم الذي يحمل ماسة زرقاء، حيث يبلغ سعره 3.7 مليون دولار، وذلك بسبب ندرة الحجر، مشيرة الى وجود بروش مصمم في عام 1920، وقد صمم من قبل أشهر مصممي المجوهرات وقتذاك، ويعد من القطع النادرة أيضا. ونوهت ماشيتي بوجود مجموعة من القطع التي تحمل تاريخا مميزا لجهة المصممين الذين قدموها، ومنها القطع التي تتداخل فيها ألوان الأحجار، الى جانب القطعة التي تحمل تصميما هندسيا، بينما هناك المجوهرات التي توضع على الجبين والتي تعد من الأشكال المتأثرة بالفن المصري والياباني وكذلك الهندي. وعن القوانين التي تحكم وضع أسعار هذه القطع، لفتت ماشيتي، الى ان هذه القطع لا يتم وضع سعرها تبعا للقيراط، بل يتم النظر الى تاريخها وتاريخ مصمم القطعة، وبعدها يتم وضع السعر التقديري. ونوهت بأن القطعة التي تصمم بشكل يلبس وتعود لفترة ما بعد 1960 هي من القطع التي تباع مباشرة في المزاد، لأنها مطلوبة جدا ونادرة، لاسيما ان من يشتري هذه القطع لا يشتريها من أجل الاستثمار فحسب، فالقطع التي يشتريها أصحابها من أجل الاستثمار هي التي تتألف من حجر واحد نادر وثمين جدا.

تويتر