خلال إطلاق كتاب «زايد من أجل سكان هذا الكوكب»

الزيودي: «عيال زايد» أبرز تجسيد للقوة الناعمة

صورة

أكد وزير التغير المناخي والبيئة، الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان سبّاقاً في العمل من أجل الحفاظ على الموارد الطبيعية والاستدامة، في وقت لم تكن فيه هذه المعاني منتشرة بشكل كبير كما الآن. لافتاً إلى أن المغفور له الشيخ زايد اشتهر بالحكمة في كل ما يقوم به من خطوات، وآمن منذ البدايات المبكرة لدولة الإمارات بأهمية الدبلوماسية والقوة الناعمة التي تمثلت في العلاقات القوية الطيبة مع مختلف الدول، وملايين المشروعات الخيرية والتنموية، التي أطلقها الشيخ زايد في مختلف أنحاء العالم، «ولعل أكبر تجسيد لمفهوم القوة الناعمة هو تسمية أبناء الإمارات بـ(عيال زايد)، وما يتبعه من تقدير». وأوضح الزيودي أنه لمس مفهوم القوة الناعمة بوضوح، خلال الحملة التي أطلقتها الإمارات لاستضافة مقر «إيرينا»، وكان وقتها يعمل في وزارة الخارجية، حيث كان على وفد الإمارات، برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، زيارة مقار 72 دولة للحصول على تأييدها، وبدأت الحملة بدولة الرأس الأخضر، وهي عبارة عن أرخبيل صغير يقع في غرب إفريقيا وربما لم يسمع بها كثيرون، وهناك اكتشف الوفد أن المغفور له الشيخ زايد قام بدعم الدولة واقتصادها من خلال دعم تصدير السرطان البحري «اللوبستر» حتى أصبحت من أولى الدول المصدرة له. موقف آخر ذكره الزيودي عندما زار الوفد دولة ساحل العاج، أخبرهم رئيس الدولة بأن الشيخ زايد هو الذي تحمل نفقات بناء القصر الرئاسي.

قصص غير متداولة

جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية التي نظمتها وزارة التغير المناخي والبيئة في مكتبة قصر الوطن، مساء أمس، بالتعاون مع دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، لإطلاق النسخة العربية من كتاب «من أجل سكان هذا الكوكب – زايد إرث في التنمية المستدامة»، الذي أطلقت النسخة الإنجليزية منه في سبتمبر الماضي، على هامش أعمال الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وأوضح الزيودي، خلال الجلسة التي قدمها المهندس عبدالرحمن حسن الحمادي، أن الكتاب يضم مجموعة كبيرة من القصص والمواقف والتجارب للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لم يكتب عنها من قبل، حول تطبيقه لمفهوم الاستدامة وتوظيفه للتكنولوجيا الحديثة في الحفاظ على الموارد الطبيعية وإفادة حياة ملايين البشر في دول عدة حول العالم. مستعرضاً محطات مهمة في مسيرة حياته، طيب الله ثراه، وابتكاراته التي أسهمت في تحقيق الاستدامة، بدءاً من ابتكار الأفلاج للري، مروراً بإسهاماته في دول نامية عدة حول العالم، والتي عززت النمو الاجتماعي والاقتصادي لهذه الدول، وأسهمت ولاتزال في تحسين حياة ملايين البشر.

وأشار وزير التغير المناخي والبيئة أن كتاب «من أجل سكان هذا الكوكب – زايد إرث في التنمية المستدامة» يبرز النموذج العالمي، الذي قدمه الوالد المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في العمل من أجل البيئة وتطوير المنظومة الاقتصادية المحلية لدولة الإمارات ولدول أخرى عدة، اعتماداً على القطاع الزراعي والبيئي بشكل عام، والابتكار فيه وتحقيق استدامته. وأضاف: «ولد قبل 100عام والدنا المؤسس المغفور له الشيخ زايد، وعاش في مجتمع يفتقر للمزايا التي يتمتع بها أبناء الإمارات والمقيمون على أرضها حالياً، حيث لم تكن هناك مدارس حديثة على طول الساحل العربي، ولم تكن هناك أي بنية تحتية ومع ذلك، وعلى مدى أكثر من ثلاثة عقود، برز الوالد المؤسس كواحد من أعظم القادة والمانحين في العالم، ورمزاً للعطاء ونكران الذات، وتظهر آثار أعماله ومنحه ومساعداته للشعوب في أكثر من 100 دولة، ولمست حياة ما يتجاوز 100 مليون شخص حول العالم».

نكران الذات

واعتبر الدكتور الزيودي أن الرسالة الأهم من الكتاب، هي توضيح مدى التواضع ونكران الذات الذي اتصف به الشيخ زايد في جميع أفعاله، فوالدنا كان رجل دولة بمعنى الكلمة لا يهتم بالضجيج والشهرة الإعلامية أو تلقي الشكر من الآخرين، مضيفاً أن الكتاب بما يضمه من تجارب وقصص نجاح للوالد المؤسس، يقدم للعالم أجمع نموذجاً للقائد ورجل الدولة الذي يتصف بالعطاء ونكران الذات والقادر على استشراف المستقبل. لافتاً إلى أن ريع بيع الكتاب سيخصص لدعم «صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية». ويتناول الكتاب الذي أطلق العام الماضي تزامناً مع احتفالية عام زايد 2018، في فصوله قصصاً استثنائية لم تُنشر من قبل، تروي في طياتها تفاصيل رحلة الشيخ زايد، طيب الله ثراه، التي انطلقت من حصن ممثل الحاكم في منطقة العين التي تحولت بفضل رؤيته السديدة من خلال اعتماد منظومة مميزة للأفلاج من صحراء إلى واحة خضراء، وشق بذلك طريقه نحو العالمية في مجال الاستدامة البيئية. كما يتناول رحلة المغفور له من منصب ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية في أبوظبي، مروراً بتأسيس الاتحاد وبناء الدولة وبناء تطورها، وصولاً لمساعدة دول أخرى عدة حول العالم، مستعرضاً رحلة تطوير برنامج أفلاج الري المحلية وتوظيف تقنيات الطاقة الشمسية في منظومة ري الأراضي الصحراوية وتحويلها إلى زراعية في جميع أنحاء الدولة، والإسهامات التي قدمها المغفور له في مجموعة واسعة من دول العالم لتطوير منظومات الزراعة والري لديها، وضمان استدامتها، ليستحق عن جدارة لقب رجل البيئة الأول ويقدم للعالم نموذجاً يحتذى في تحقيق الاستدامة.

مشروعات في كل مكان

ويسلط الكتاب الضوء على بعض الجهود والتجارب بالتفصيل، ومنها دور المغفور له في مصر وتونس، حيث قام باقتطاع أجزاء من صحراء قاحلة تمتد على مساحات واسعة وحوّلها إلى أراضٍ زراعية تدعم ملايين الناس وتسهم في الناتج المحلي الإجمالي، وكيف أصبحت الزراعة المستدامة النهج الذي اعتمده وتشكلت على أساسه دول ومجتمعات مختلفة تعنى بمشروعات مهمة منها زراعة الكاجو في غينيا بيساو، والفول السوداني في السنغال، ونصب مصائد الأسماك في بوروندي والرأس الأخضر والمالديف وسريلانكا وزراعة القطن في بنين وبوركينا فاسو ومالي والسودان وأوغندا، وصناعة السكر في أفغانستان وبوروندي والصومال، وغيرها.

تنمية اجتماعية

يركز الكتاب على دعم المغفور له لمشروعات المياه، التي تعمل بالطاقة الشمسية في عدد كبير من الدول، وما قام به المغفور له من دعم للتنمية الاجتماعية والاقتصادية في مجموعة من الدول، والتي بناءً عليها ازدهرت حياة مئات الملايين من البشر.

شجرة الغاف

أشار الدكتور الزيودي إلى أن اختيار شجرة الغاف رمزاً لعام التسامح له أبعاد عدة، فشجرة الغاف هي شجرة محلية يفتخر بها أهل الإمارات، وهي رمز للقوة والصبر والاستمرارية، رغم جميع الظروف.


- الكتاب يضم مجموعة من القصص والمواقف والتجارب للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لم يكتب عنها من قبل.

تويتر