«الأرملة الطروب».. رومانسية كوميدية تختتم عروضها غداً

حب لا يهزمه الزمـــن في «أوبرا دبي»

صورة

بأجواء تجمع بين الكوميديا والرومانسية، يعيدنا أوبريت «الأرملة الطروب» إلى تراث فيينا الموسيقي، فمع دخول المسرح يندمج الحضور في حالة حسية وعاطفية خاصة مع المكان والزمان اللذين يفرضهما العمل، وحيث الديكور يحيلنا الى أجواء أوروبية، لتستكمل الرحلة عبر الزمان مع الملابس والغناء والرقص وأجواء المرح. أحداث القصة التي تحمل حباً لا يمكن أن يهزمه الزمن، تأتي برومانسية موضوعة في قالب درامي وكوميدي، ما يقدم للمشاهد فرجة ممتعة مع العمل الذي بدأت فرقة مسرح بودابست للأوبريت والموسيقى تقديمه على خشبة أوبرا دبي أمس، لتختتم عروضها غداً.

تبدأ المسرحية التي ألّفها فرانز ليهار مع أجواء احتفالية في العاصمة الفرنسية، حيث يقام في سفارة دوقية بونتيفيدرو حفل خاص، تحضر إليه الأرملة هانا غلاوري، الشديدة الثراء، التي ورثت ثروتها عن زوجها، ما يدفع السفير بارون ميركو زيتا إلى الطلب من الكونت دانيلو التودد اليها بهدف الزواج منها، كي لا تذهب ثروتها للفرنسيين إن هي تزوجت فرنسياً، فضلاً عن أنها ستتمكن من سداد ديون بلده وحمايته من الانهيار. ليتبين خلال الأحداث أن الكونت دانيلو هو حبيبها السابق، الذي لم يتزوجها بسبب رفض والده لهذا الزواج. تلتقي هانا بدانيلو في أجواء راقصة ومرحة، حيث يوازن العمل بين الموسيقى والرقص والحوار والغناء الأوبرالي، ما يكسبه البعد الدرامي، خصوصاً مع الحب العائد من الماضي، الذي لم يتمكن الوقت من أن يهزمه.

أجواء مرحة

العمل الذي أخرج إنتاجه الحديث لازلو ماكلاري، لا يمكن أن يؤخذ على محمل الجد، بل على العكس، فهو يقدم للحضور فرصة الاستمتاع بالأجواء المرحة والفانتازيا التي يحملها. والشخصيات في الأوبريت يغلب عليها الطابع الكوميدي، لتبدو هزلية في غالب الأحيان، رغم أنها تحاكي الطبقة الثرية والسياسية، إلا أن الأحداث التي ترتبط بالخيانة وملاحقة الزوجات والغيرة، تحمل كلها طابعاً فكاهياً. أما الأزياء في العمل فتحمل القليل من ملامح الزمن الذي كتبت فيه، وهو عام 1905، فنجدها ذات طابع أنيق وبسيط، تحيلنا الى أجواء فيينا والفخامة والحفلات فيها. وينجح العمل في تقديم قصة خفيفة قوامها الحب على مسرح أوبرالي يحمل الكثير من الجدية، من خلال الموسيقى واللوحات الراقصة، فالسينوغرافيا التي يحملها هذا الإنتاج تتميز بكونها معاصرة، تستفيد من مؤثرات العصر، من إضاءة وطائرة تحلق فوق المسرح تنذر بوصول هانا الى باريس، الى كل متعلقات الديكور المتحرك الذي ينقلنا لأماكن عديدة في العمل.

نهايات سعيدة

الممثلة مونيكا فيسكل، التي تقدم دور هانا منذ 10 سنوات، تحدثت لـ«الإمارات اليوم» عن الشخصية وأداء هذا الدور، وقالت: «الدور الذي ألعبه يمثل المرأة الشديدة الثراء، وهو من الأدوار التي أحبها كثيراً، فهذه المرأة تحمل حباً عميقاً بداخلها للبطل الذي التقته مجدداً بعد وفاة زوجها، لتستعيد كل المشاعر تجاهه». وأضافت: «العمل هو أوبريت، أي يجمع بين الغناء الأوبرالي والحوار والرقص، وهذا ما يزيد من صعوبة الغناء». ولفتت الى أنها تلعب الدور منذ 10 سنوات، وهو الإنتاج الثاني الذي تلعب فيه الدور، موضحة أنها بعد سنوات طويلة ترى أنها قد واجهت التحديات وباتت مدركة أكثر للدور، فهي تتحدث بتلقائية خلال العمل. وحول الجانب الرومانسي في العمل، والحاجة الى نشر ثقافة الحب، علَّقت فيسكل بقولها: «العالم قاسٍ، والحياة صعبة، ولهذا من المهم أن نرى قصصاً بنهايات سعيدة، لاسيما أن الجانب العاطفي يعد من الجوانب الأساسية في حياتنا».

نسخة معاصرة

وقال شولت هوموناي، الذي قام بدور الكونت دانيلو: «إنها المرة الأولى التي أقدم فيها عملاً في دبي، وهذا يجعلني متوتراً قليلاً في تقديم الدور، فأنا متحمس لمعرفة تفاعل الجمهور معنا على مدى الأيام الثلاثة». وأضاف: «الممثل على مسرح الأوبريت، لابد من أن يكون مقنعاً تماماً، كما في الواقع، فيجب أن يصدق الناس ما يحدث على المسرح، فالمسرح لا يمكن أن يكون قديماً بأسلوبه، بل يجب أن يقدم بشكل معاصر، وإن كان كلاسيكياً، فهنا لابد من إيجاد الطريق الذي يجمع بين الأسلوبين». ونوّه هوموناي بأنه يقدم العمل منذ 15 سنة، لكنه قد لعب أكثر من دور، وأكثر من إنتاج، موضحاً أنه مثَّل في النسخة الكلاسيكية القديمة، والآن يلعب الدور في النسخة المعاصرة، معقباً بأن النسخة المعاصرة أفضل. وأكد هوموناي أن «على المسرح أن ينمو لأن التكنولوجيا العالية في السينما، بلاشك ستؤثر في مستوى التفاعل من قبل الناس، لهذا يجب أن يكون الممثل شديد الواقعية ومتفاعلاً مع الدور كي يقدم للناس ما يقنعهم بالعمل، مع التأكيد على أن يكون مستوى التكنولوجيا متماشياً مع التمثيل بالمستوى نفسه، وليس أن تكون المؤثرات متفوقة على الممثلين، كي لا نفقد الجمهور».

إطلالة تاريخية

ألّف الموسيقي المجري فرانز ليهار أوبريت «الأرملة الطروب» في فيينا عام 1905، لكن هذه المسرحية الغنائية منذ تأليفها وحتى وصولها إلى باريس بعد أربع سنوات، كانت قد عُرضت 20 ألف مرة حول العالم بنجاح منقطع النظير، ما أكسبها لقب أعظم نجاح في حياة المؤلف الموسيقي المجري. تعكس هذه الأوبريت الكوميدية الرومانسية عظمة وبهاء فيينا في العهد الإمبراطوري بكل ما فيها من ديكورات مهيبة وحفلات فخمة، كما تمتاز بأناقتها وتنوع موسيقاها التي تم تأليفها بمعايير أوركسترالية سيمفونية.


- العرض يقدّم فرجة

ممتعة انطلقت من

مسرح بودابست

للأوبريت والموسيقى.

شولت هوموناي:

«على المؤثرات ألّا

تتفوّق على الممثلين،

كي لا نفقد

الجمهور».

مونيكا فيسكل:

«العالم قاسٍ

وصعب، لهذا من

المهم أن نرى قصصاً

بنهايات سعيدة».

 

تويتر