التمازج بين الثقافتين الإماراتية والهندية في الاتحاد النسائي العام

خيوط «التلي» وقماش غاندي.. تراث وتسامح في أبوظبي

الحدث تضمّن فعاليات تراثية مع عرض أزياء للمصمّمتين فريال البستكي وسونينا سونيجا. تصوير: نجيب محمد

عُلا الشيخ - أبوظبي

بالتعاون بين سفارة جمهورية الهند والاتحاد النسائي العام، أقيم أول من أمس، في مقر الاتحاد النسائي العام في أبوظبي، حفل استعراض جوانب من التراث والتسامح بين الدولتين، مع عرض أزياء للمصممتين الإماراتية فريال البستكي والهندية سونينا سونيجا، والتركيز على طريقة عمل خيوط السدو والتلي من الإمارات، ومميزاته وكيفية استخدامه، والقماش الهندي «الكادي» المرتبط بالزعيم الهندي المهاتما غاندي، والذي كان يصنعه بنفسه على آلته الخشبية التي مازالت محفوظة بين مقتنيات غاندي تعبيراً عن مساعي هذا الرجل في البحث دائماً عن ما يوفر لشعب الهند الاستقلالية الكاملة حتى من الأقمشة الأجنبية.

بدأ برنامج الحفل، الذي قدمته المذيعة ندى الشيباني، بالسلام الوطني الإماراتي والسلام الوطني الهندي، وبحضور مدير عام دائرة الأعمال الخاصة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات)، حمد خلفان علي الشامسي، ونائب رئيس البعثة في سفارة جمهورية الهند، سميثا بانت، والأمين العام للاتحاد النسائي العام، نورة خلف السويدي، والمؤسس ورئيس مجلس إدارة (إن إم سي)، د.ب رشيتي، لتبدأ بعدها الفعاليات مع فقرة فلكلورية يطلق عليها «كاتهاك» من مجموعة رسمانجاري، لتليها كلمة نائب رئيس البعثة في سفارة جمهورية الهند، سميثا بانت.

وأكدت المصممة الإماراتية فريال البستكي أنها سعيدة بأن جمعت في تصميماتها الجديدة بين الكادي الهندي وخيوط التلي، وقالت: «مؤمنة بأن الفنون كافة قادرة على جمع ثقافات الشعوب، وهي التي تجسد معنى التسامح، لذلك تصميم الأزياء يستطيع أن يكون جامعاً لكل ما أنتجته ثقافة العالم من أقمشة وألوان»، وقالت المصممة الهندية سونينا سونيجا: «غاندي يحضر اليوم في عام التسامح في الإمارات، وهو الذي جسد هذه الفكرة طوال نضاله، ونحن علينا أن نقدم هذا المعنى حسب مواهبنا ومجالاتنا، واليوم أقوم بعرض ما يطلق عليه العباية في الإمارات، ويطلق عليه الكات في الهند، تأكيداً على تلاحم الثقافات».

طريقة صنع الخيوط والأقمشة بين البلدين مختلفة، وهذا ما تلمسه خلال جولتك في الحفل وأنت تشاهد تجسيداً لهذا التاريخ في التصميم، وتكمن أهمية الكادي أنه نسيج عضوي صديق للبيئة، ويعتبر من الأقمشة الهندية اليدوية الصنع، لا تستطيع المصانع انتاجه، لأنه يعتمد على الفرد، ما يمنح فرص عمل لملايين من الهنود، وهو عبارة عن تنوع بين القطن والحرير والصوف، حيث يجري غزلها في شكل خيوط على عجلة غزل تدعى «تشاركها»، تعتبر جزءاً من يوميات غاندي الذي كان يحث شعبه على ضرورة وجودها في كل منزل للتحرر من الأقمشة الأجنبية، ودعم المحلي، وبذلك تحول الكادي إلى رمز التحرر والاستقلال.

أما التلي والسدو فلهما حكاية مرتبطة بتاريخ الإمارات، فالتلي هو عبارة عن خيوط ملونة تستخدم في تزيين الملابس التراثية، فهو يأتي على شكل شريط مطرز منسوخ من خيوط ذهبية أو فضية، وتوضع على ياقات وأكمم أثواب النساء الإماراتيات، وتتم صناعتها على مخدة بيضاوية، يثبت عليها التلي، وإبرة لتجميع الخيوط.

وبالنسبة للسدو، فهو من أقدم المهن التي امتهنتها النساء الاماراتيات، ويتكون من أربع أجزاء حديدية، وهي «السيدا» وهما الجزآن الطويلان المتوازيان، و«النيرة» وهما الجزآن العرضيان، إضافة إلى قطعة خشبية تكون في يد الصانعة لتتحكم بها في الخيوط، أما الخيوط فتعتمد على وبر الإبل وصوف الأغنام.

رقصات فلكلورية

تعتمد غالبية الرقصات الهندية على تقديم انتماءاتها، الدينية والتراثية، وتعتمد على الإيماءات الجسدية، ومن أشهر تلك الرقصات «الكاتهاك» التي حضرت في الحفل في الاتحاد النسائي العام، وترجع أصول رقصة «الكاتهاك» إلى شعراء القرى بالهند قديماً.

تويتر