يستعرض تراث الدولة وشواهدها وآثارها

مهرجان زايد التراثي: «الإمارات ملتقى الحضارات»

صورة

تنطلق في 30 الجاري فعاليات الدورة الجديدة من مهرجان الشيخ زايد التراثي بمنطقة الوثبة في أبوظبي، والتي تستمر حتى 26 يناير 2019، تحت شعار «الإمارات ملتقى الحضارات».

ويعكس المهرجان اهتمامات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بالتراث الإماراتي، خصوصاً التراث الإنساني والحضارات بصفة عامة.

وينظم المهرجان برعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة.

ويستعرض ببناء تفاعلي مبتكر، وتوثيق تعريفي تعليمي جوانب متعددة من حضارة الإمارات وشواهدها التاريخية، وآثارها الممتدة في مختلف مناطق الدولة منذ مئات السنين، والتي تبنى خلال فترة المهرجان، ممثلة مختلف الحقب الزمنية على الامتداد الجغرافي للدولة، ليؤكد أن إنسان الإمارات وُجد على هذه الأرض منذ القدم، وسعى فيها وعمل وعمّر، وكوّن مجتمعات تطورت وازدهرت.

المخزون التراثي

وتهدف رسالة المهرجان العالمية إلى الحفاظ على التراث الإماراتي والعالمي، ونقله إلى الأجيال القادمة بطرق ووسائل متنوعة، لما للتراث من أثر في فهم الآخر ونشر قيم التسامح بين الشعوب.

ويحرص المهرجان على عرض التراث الإماراتي والتراث العالمي في صيغة تعليمية تشويقية، تحث الأجيال الناشئة على استكشافه والتفاعل معه، وتأصيله في نفوسهم، حيث تشكل التطورات والفعاليات الجديدة التي أضيفت إلى الدورة الحالية إضافة متميزة تثري المخزون التراثي والمعرفي لدى الجمهور، وتؤصل حب التراث في نفوس الأطفال والشباب من الأجيال الجديدة. كما يتميز بكونه مهرجاناً تعليمياً تثقيفياً يبرز مكونات الحضارة الإماراتية والحضارات العالمية، حيث تشمل هذه المكونات التراث العمراني والفولكلور الشعبي، والحرف والمنتوجات التقليدية.

توسعة كبرى

وشهدت منطقة المهرجان توسعة كبرى، وإضافات أركان وأجنحة جديدة، حيث يأخذ المهرجان هذا العام بُعداً جديداً في إضافاته النوعية التي تشمل شواهد من حضارة الإمارات، ومعالم رمزية من ثقافات الشعوب وحضارات الشعوب من مختلف مناطق العالم، تؤكد أن الإمارات ملتقى الحضارات وترسخ رؤية الشيخ زايد في بناء دولة حضارية تنشر ثقافة التسامح والسلام في العالم.

وينطلق المهرجان تزامناً مع احتفالات اليوم الوطني الـ47، حيث خصص نشاطات غنية متنوّعة للاحتفال بروح الاتحاد، بالإضافة إلى مسيرة الاتحاد لأبناء القبائل، والتي تعد الفعالية الرئيسة في المهرجان لما تمثله من تعبير عن الحب والوفاء والولاء الذي يكنّه شعب الإمارات للقيادة الرشيدة.

دول عربية وأجنبية

وتشارك في الدورة الجديدة، بالإضافة إلى دولة الإمارات، عشرات الدول العربية والعالمية، لتعرض مختلف جوانب تراثها من المأكولات بطريقة الطبخ الحيّ التفاعلي والمنتوجات والحرف التقليدية التراثية، وكذلك العروض والأهازيج الفولكلورية. كما يضم المهرجان 500 محل تقدم منتوجات تقليدية من حول العالم، ويشهد أكثر من 1500 فعالية تراثية ثقافية على مسارح الأحياء والأجنحة، وكذلك خشبة المسرح الضخم الجديد الذي تم تشييده لإقامة العروض العالمية الكبرى.

تطور مستمر

تشهد دورة العام الجاري تطوراً على أكثر من جانب، بداية من توسعة المنطقة المقام عليها المهرجان، مروراً بزيادة الدول المشاركة، وانتهاءً بالعروض المحلية والعالمية الجديدة التي تشهدها أحياء وأجنحة المهرجان كافة.

كما تشهد الدورة الجديدة تقديماً وطرحاً جديداً لحضارة الإمارات، حيث يقدم شواهد وآثاراً من حضارة الإمارات، عبر بناء تفاعلي مبتكر وتوثيق تعريفي تعليمي عن آثار من مئات السنين لحضارة الإمارات، تبنى خلال فترة المهرجان، ممثلة مختلف الحقب الزمنية على الامتداد الجغرافي للدولة، لتؤكد عمق الامتداد التاريخي لحضارة الإمارات.

ويتضمن المهرجان في دورته الحالية نشاطات وأجنحة غنية ومتنوعة بمعروضاتها وفعالياتها، تمثل احتفاءً بالتراث العالمي على أرض الإمارات التي جعلها الشيخ زايد، رحمه الله، قبلة لمختلف جنسيات العالم، وملتقى للحضارات، حيث خصّص للمرة الثانية ردهة الحرف التراثية العالمية التي تستعرض بشكل حيّ حرفاً تراثية يقدمها 30 حرفياً عالمياً في قالب تعليمي يتيح الفرصة للجمهور للمشاركة والتفاعل.

العالم في الإمارات

تضم الدورة الجديدة أحياءً تراثية تقليدية عالمية بها أسواق وحرف تراثية وعروض فولكلورية عالمية، وذلك عبر أجنحة 40 دولة تعكس لمحات من ثقافات وحضارات هذه الدول، من خلال المباني التقليدية والأسواق والمنتوجات والحرف التقليدية.

وتعتبر الطريقة التي شيّدت بها الأجنحة العالمية تمثيلاً حيّاً لرسالة المهرجان بأن الإمارات ملتقى الحضارات، حيث تجمع منطقة «العالم في الإمارات» 14 مَعلماً ومبنى ثقافياً رمزياً من مختلف حضارات العالم في عرض توثيقي تعريفي مبتكر.

وتقدم مجالس الموسيقى العالمية مزيجاً متنوّعاً من العازفين والاستعراضيين الذين يعزفون أنغاماً من تراث وحضارات مختلف الشعوب من حول العالم، بالإضافة إلى مسيرة الحضارات اليومية لمختلف الفرق الفولكلورية العالمية التي تجوب المهرجان بأهازيج تراثية شعبية من مختلف حضارات العالم.

مسيرة وطنية مهيبة

تشهد الأيام الأولى من المهرجان احتفالات ضخمة باليوم الوطني الـ47، تتضمن مسيرة الاتحاد للقبائل يوم الثالث من ديسمبر، لتشكل امتداداً لثقافة متأصلة لدى أبناء الإمارات بدأت منذ إعلان دولة الاتحاد بقيام أبناء مختلف القبائل بمسيرات احتفالية وطنية تعبيراً عن حبهم وولائهم ووفائهم للقيادة والوطن، وذلك من خلال الأهازيج الوطنية والتراثية، التي تعكس تنوّع وثراء الموروث الثقافي والشعبي لأبناء الإمارات. وتضم المسيرة الحاشدة الآلاف من أبناء مختلف القبائل الإماراتية على مستوى الدولة، من كبارها وشبابها وصغارها، يتغنون بالأهازيج الوطنية، تعبيراً عن الولاء والوفاء للقادة وجهودهم في كل الميادين لحماية مكتسبات الوطن واتحاده.

مسيرة التراث العالمي

تعتبر مسيرة التراث العالمي من أبرز الفعاليات بالمهرجان، حيث تضم هذه المسيرة اليومية الضخمة مختلف الفرق الفولكلورية المشاركة، والتي تجوب طرقات المهرجان بأهازيج تراثية شعبية من مختلف دول العالم، لتعبر عن روح المهرجان الذي يجمع مختلف حضارات العالم على أرض الإمارات، وتتوزع العروض الفولكلورية العالمية على أكثر من 10 مسارح حيّة، لتشكل في مجموعها أكثر من 50 عرضاً متنوّعاً يومياً، بالإضافة إلى عروض المسرح الكبير التي تمثل مختلف حضارات وثقافات العالم.


500

محل تقدم منتوجات تقليدية عالمية، وأكثر من 1500 فعالية تراثية ثقافية.

14

مَعلماً ومبنى ثقافياً رمزياً عالمياً من مختلف مناطق العالم.

المهرجان يعكس اهتمامات زايد بالتراث الإماراتي والإنساني.

يؤكد أن إنسان الإمارات عمّر وكوّن مجتمعات على هذه الأرض منذ القدم.

يعزّز شعور الفخر بالتراث الإماراتي الثري والمتنوّع في عناصره ومدلولاته.

أحياء عالمية

تتكوّن منطقة الأحياء التراثية العالمية من أجنحة 24 دولة، تعكس لمحات من التراث العمراني لكل دولة، وتستعرض كل دولة في حيّها جوانب متعددة من موروثها الشعبي، متمثلة في الأسواق التي تزخر بالبضائع والمنتوجات التراثية، وكذلك العروض والأهازيج الفولكلورية، بينما تتضمن ردهة الحرف التراثية العالمية استعراضاً حيّاً لحرف عالمية يقدمها 30 حرفياً متخصصاً من حول العالم.

نافورة الإمارات

من المعالم الرئيسة في المهرجان «نافورة الإمارات»، التي تقدم عروضاً مائية ضوئية، وعروض ليزر مبهرة، صممت وبرمجت لتصاحب مختلف المعزوفات الموسيقية والأغاني الوطنية في تشكيلات غنية متنوعة.

وهناك أيضاً ممشى الإمارات المزين بتشكيلة ضوئية مبتكرة بألوان علم الإمارات الذي يأخذ الزائر من البوابة الرئيسة إلى نافورة الإمارات في منتصف المهرجان، وكذلك مسرح الإمارات، وهو المسرح الرئيس في المهرجان الذي تقام عليه فعاليات ومسابقات متعددة يومية طيلة فترة المهرجان، بالإضافة إلى ساحة الوثبة كاستم شو، المخصصة لمحبي السيارات، والتي تقام فيها أربع فعاليات رئيسة هي: بناء السيارات الكلاسيكية، خبراء تعديل السيارات من خارج الدولة، السيارات من غير سائق بالتحكم عن بُعد، وتزويد المحركات أمام الجمهور.

زايد والخيل

يتضمن المهرجان الكثير من المعارض، منها معرض «الخيل» الذي يبرز اهتمامات الشيخ زايد، رحمه الله، بالخيل، ومسيرة مهرجان الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية الأصيلة، ومعرض «الهجن» الذي يوضح علاقة الشيخ زايد بالهجن العربية الأصيلة واهتمامه بها، كما يقدم عرضاً لسيرة أفضل مطايا هجن الرئاسة.

ويعرّف معرض الصقارة الزوّار برياضة الصقارة وأدواتها ومدلولاتها في تراث الإمارات، ويعرض مجموعة من الصقور أمام الجمهور، يجاوره معرض السلوقي الذي يبرز التقاليد الخاصة بالسلوقي، بما فيها الصيد والسمات المميزة لها وكيفية تدريبها والاهتمام بها، بالإضافة إلى جناح الحرف التراثية الذي يتضمن مجموعة من الورش الحيّة التفاعلية للحرف الإماراتية القديمة.

تويتر