معرض جماعي في «إف إن ديزاينز»

«عبّر عن نفسك».. وجوه تحمل هويتها وثقافتها

صورة

قدّم المعرض الجماعي الذي أقيم، أخيراً، في «إف إن ديزاينز» تحت عنوان «عبّر عن نفسك»، مجموعة من الأعمال التي ركزت على الوجوه، سواء من خلال الارتكاز على الواقعية في التعبير أو بالاعتماد على الابتكارات في استخدام الكثير من الوسائط الفنية التي تثري البعد الجمالي للوحة.

الفنان فيكتور سيتالي قدّم مجموعة من اللوحات التي جسّد فيها صورة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وقال عن اللوحات: «عملت فنياً على ملامح وجهه، لاسيما أن شخصيته تحمل الكثير من التعابير، فأحياناً نجدها تحمل القوة، وأحياناً الابتسامة الخفيفة». ولفت الى أنه يستخدم الألوان بتقنية السكين، مستخدماً الألوان الزيتية، بينما يمزج الجانب التجريدي في الخلفيات اللونية مع البورتريه، لما لذلك من جماليات تمنح اللوحة أبعاداً كثيرة في المساحة اللونية.

وسيطرت الوجوه على المعرض الذي جمع فنانين من العالمين العربي والغربي، بينما حلت الطبيعة بعد الوجوه بما تحمله من هدوء ورونق خاص في الأعمال، سواء التي نقلت المَشاهد المحلية أو تلك التي نقلت مضمونها من أوروبا وطبيعتها الخلابة.

الفنانة الإيرانية «ماندانا» ركزت في أعمالها على عدم تغيير هوية الشخص من خلال الرسوم التوضيحية للوجوه، فتعكس من خلال لوحاتها الأمل في الملامح والعيون، كما أنها تشدد على التمسك بالهوية والشخصية، فنجدها تصور وجوهاً من ثقافات متعددة، لكنها تحرص على إبراز الجانب المرتبط بالثقافة المحلية لكل وجه من الوجوه التي عرضتها، ومجموعتها الشهيرة التي تحمل عنوان «سلالة القاجار»، تعد مثالاً حقيقياً لتصورها الفني.

أما الفنانة ليز راموس فاستوحت أعمالها من البيئة المحيطة بها ومن الناس، حيث حملت لوحاتها لمسة أنثوية، تتجلى بالتقنيات المتعددة التي تستخدمها، فهي تتبع الأسلوب الرقمي الى جانب الأسلوب التقليدي في الرسم. كما تعكس أعمال الفنانة الأردنية لمى خطيب واقعها الذي تعيشه بلمسة ساحرة، وتستكمل هذه الأعمال الفنية، خصوصاً الوجوه مع كل من إيلا أورنيسلو، في حين يأخذنا الفنان فيكتور سيتالي الى عالم الطبيعة، لنتابع هذه الرحلة مع الفنان البريطاني ماثيو رايدر، الذي جسد الصحراء والبحر في الإمارات وفي أوروبا.

وقال الفنان البريطاني ماثيو رايدر عن المعرض لـ«الإمارات اليوم»: «أعيش في الإمارات، وحاولت أن أقدّم الطبيعة من خلال اللوحات، ولهذا تعمّدت تقديم أماكن محمية، ومنها الصحراء في الإمارات، مع الإشارة الى أنني أنقل المشهد الطبيعي بشكل مباشر». ولفت الى أنه في البداية ومع اللوحات الكبيرة، يضع اللون الأساسي الذي سينقل به المشهد والمطابق للون الموجود في الطبيعة في المكان الذي يجلس فيه، ومن ثم يكمل الرسم في المرسم، أما اللوحات الصغيرة، فيعمل على إنجازها بشكل كامل في الطبيعة. ولفت الى أنه رسم لوحات من شواطئ مختلفة في الإمارات في الفجيرة ورأس الخيمة والشارقة، الى جانب صحراء القدرة، وجبل جيس، وجبل حفيت، ونوه بأنه كفنان يحب أن يرسم ما يشاهده في الحياة، ولهذا فإن ما يقدمه ينبع من الطبيعة او يجسد الوجوه التي يقدمها. أما الصعوبات التي قد يواجهها في نقله للمشاهد الطبيعية، فأكد أنها في الإمارات تتمثل بالحرارة المرتفعة، مشيراً الى أن الإضاءة الطبيعية تتبدل مع طلوع الشمس، فمنذ السادسة والنصف وحتى السابعة والنصف هناك إضاءة معينة، ولكنها تتبدل تماماً بعد السابعة والنصف، ويصبح الجو كأنه جو لوحة جديدة مختلفة. أما عن رؤيته للإمارات، فلفت الى أن «ما يحدث في دبي متميز، لاسيما المشهد العمراني، ويدفع الناس الى تقديم ما هو متميز في هذا الجانب، وكذلك في الجانب الطبيعي الفريد، إلى جانب الأعمال التي تحاكي التراث».

أعمال طلابية

تماشياً مع رؤية الشيخة وفاء حشر آل مكتوم، مؤسسة ومدير «إف إن ديزاين»، في إنشاء منصة تدعم الفنانين وتحفّزهم على الاستمرار في مواصلة النجاح، تضمن المعرض أعمالاً فنية قام بها ثلاثة طلبة مفعمين بالحيوية والحماسة من الجامعة الأميركية في الإمارات. وتعد هذه المشاركة للطلاب، بعد مشاركتهم بدورات فنية فريدة من نوعها في الشرق الأوسط قُدمت في الجامعة، من العوامل التي تحفّز الشباب على الاستمرار، وتحثّهم على العمل الإبداعي.

تويتر