عبدالغفار حسين: بحر زاخر من القصائد في حب الرسول

بالمدائح و«المسكية» و«المالد».. ندوة الثقافة تحيي ذكرى المولد النبوي

صورة

برحلة مع المدائح النبوية، وقصيدة في حب الرسول الأكرم، وإنشاد وعرض لفن «المالد»، تزيّنت الأمسية التي نظمتها ندوة الثقافة والعلوم في دبي، احتفالاً بالمولد النبوي الشريف، أول من أمس.

شارك في الأمسية الأديب عبدالغفار حسين، بكلمة حول المدائح النبوية لدى شعراء الإمارات، ومستشار صاحب السموّ حاكم دبي للشؤون الإنسانية والثقافية ونائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية، المستشار إبراهيم بوملحة، الذي ألقى قصيدة «جائزة البردة»، بينما قدمت فرقة الجسمي عرضاً لفن «المالد»، شدت خلاله الفرقة بأبيات في مديح النبي صلى الله عليه وسلم.

واستعرض عبدالغفار حسين، في استهلال الاحتفالية، التي حضرها رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد، الأديب محمد المر، ورئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، بلال البدور،

ملامح من الأدب النبوي، مؤكداً أنه يشكل حيزاً واسعاً في الأدب العربي خصوصاً، والأدب الإسلامي عموماً.

شعر أصيل

وقال إنه «ليس صحيحاً ما تقوله الجماعات المتشدّدة من أن شعر المدائح النبوية جاء بها المتأخرون من الشعراء، وإن هذا النوع من الشعر لم يكن مألوفاً في العهد النبوي، وفي الأيام الأولى للإسلام، فهناك قصائد لكعب بن زهير وحسان بن ثابت، والمرثيات، التي قيلت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة».

وأضاف حسين أن «من يستعرض القصائد والمدائح، التي قيلت في رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي مولده الشريف، فإنه يجد بحراً زاخراً لا حد له، وكماً هائلاً من الأشعار، ومن النثر الفني الذي قيل في مثل هذه المناسبات».

وتابع: «ما يهمنا الإشارة إليه هو ما قيل من شعر المدائح النبوية في الإمارات، وبالعربية الفصحى، وليس بين يدي شعر قيل باللهجة الشعبية في مثل هذه المناسبات، وقرأت، أمس، لخلف الحبتور على موقعه الإلكتروني إشارة إلى قصيدة للمرحومة عائشة بنت خليفة السويدي، في المدح النبوي هي بين الفصيحة والنبطي». وفي رأيي أن «أول من نظم قصيدة في مدح الرسول في الإمارات، خلال الثلاثينات من القرن الماضي، هو الشيخ عبدالرحمن بن حافظ. ولكن للأسف هذه القصيدة ضاعت مع كتب كثيرة للشيخ في حريق أصاب منزله في الباطنة بعُمان».

واحات صفاء

وأشار حسين إلى أن «المدائح النبوية، سواء كانت شعراً أم نثراً، تجعل الشاعر والكاتب يلج واحات خضراء شاسعة من الصفاء والروحانية، وكلما توغلنا في هذا الميدان النبوي دخلنا في عالم آخر من النقاء ليس فيه التكالب على الدنيوية، ونحن الآن نمر بالأيام المباركة ونستعرض شعر المدح النبوي الذي قاله شعراء من الإمارات، وعلى رأس هؤلاء صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي سجل لنا قصيدة رائعة سميت بـ(المسكية في مدح خير البرية)، التي يقول في مطلعها: (أَهدى إلي الشعر ريقه.. فجعلت لي في الشعر بستاناً.. وغرست في مدح النبي شجاً.. وسقيته روحاً وريحاناً)».

وتوّجت الاحتفالية بعرض لـ«المالد» لفرقة الجسمي للإنشاد، قدموا فيه باقات من الأشعار في مديح الرسول صلى الله عليه وسلم.

أول المادحين

قال الأديب عبدالغفار حسين: «إن أول من نظم قصيدة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم في الإمارات، خلال الثلاثينات من القرن الماضي، هو الشيخ عبدالرحمن بن حافظ»، مستعرضاً مدائح نبوية لشعراء إماراتيين عدة، من بينهم سالم بن علي العويس، وعبدالله محمد الجلاف، والدكتور عارف الشيخ، والشاعر سيف المري.

«جائزة البردة»

ألقى المستشار إبراهيم بوملحة، قصيدة «جائزة البردة» في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم، خلال الأمسية الاحتفالية، ومنها:

يارب صل على النبي محمد

                        ملء السماء والأرض والأكوان

خير النبي الأولى أرسلتهم

                        بالهدى والأخلاق والإيمان

لما أتيت إلى الوجود تعطّرت

                        أسماعه بتلاوة القرآن

نثرت يداك الخصب في أرجائها

                       فاخضل منها قفر كل مكان

أنت الدواء وأنت بلسم من إذا

                      قد مسه شف من الأضغان

تويتر